بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي وسعة المعرفة والمعلومات وسهولة الوصول إليها وسلاسة التعامل معها إلا أن هنا من يرفضها من الأساس ويرفض التعامل معها تحت أي ضرف كان ؛ وهذا الشخص التي لم يأتينا بجديد يوم ما لايزال مصراً على التقوقع في قمقم التخلف العقلي والفكري والذهني ؛ وهذا الشخص الفاقد التركيز وصاحب العقلية الذي لا تؤمن بالتغيير والتطوير يتمتع أيضا بقصر النظر فهو لايستطيع رؤية ما هو ابعد من أنفه ؛ نحن اليوم في عصر يتيح لنا جميعاً منتغيير بعض مفاهيمنا وبعض عاداتنا السلبية الذي لايزال
بعضنا يعتقد بأنها أكثر نجاعة ؛ وهناك أناس لا يزالون يتصرفون بطرق عصبيه وقبليه وبعنجهية ؛ فالكثير من هؤلاء الذين لا يزالون يتحدثون بلغة عقيمة عفا عليها الزمن وبأسلوب غريب ومستهجن وبلهجة شامخي ألأنوف ربما تسمعهم الناس رغماً وفي سبيل المجاملة ؛ هناك من الناس ألمرضى نفسياً والمعاقين فكرياً والذين لديهم نزعة العظمة والشعور بالكبرياء لا يراعون مشاعر الناس عندما تشدهم نزعاتهم وعقولهم المتعتمه بقذف وقدح وشتم من هم أكبر منهم مقامات وأعلى منهم منازلاً ؛ فالبعض منهم من قام منفرداً بتنصيب نفسه
شيخاً على عشيرته وعلى أهل بلده ومن دون تفويض من أحد بل ويقوم بوسم نفسه بالشيخ فلان ؛ وكتابة أسمه على يافطات بباب بيته وعلى بوابة محله التجاري ضناً منه بأن الناس تجهل شخصه المزور الذي لا يرقى لأي مستوى ثقافي واجتماعي كان ؛ بل يعلم علم اليقين بأن الناس تزدريه وتستغرب تصرفاته وربما تتجاهله تحاشياً لقذارة لسانه وسوء سلوكه وتصرفاته الرعناء ؛ وهناك أيضا من الناس الذين يتمسكون بمصطلح – التياسه – الذي لايمكن لهم التخلي عنه ؛ وهؤلاء هم الذين نوسمهم ب – حجار العثرات – وهؤلاء هم كالغصة في الصدور والغل في ألأعناق ؛ فهم دائماً مشاغبون معارضون ويتدخلون في مالا يعنيهم وغالباً ما يفرضون أرائهم على الجميع بأساليبهم
وتصرفاتهم المستوحاة من عصر الغزوات وأيام الزير سالم ؛ ومن بعض هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم مشايخ على الناس بسبب كثرة أموالهم التي أتتهم من ما ورثوه من سلفهم أو جمعوها بطرق سليمة وغير سليمة وربما ضرط عليهم الزمان وأصبحوا من أصحاب الارصده لم تكن الناس تجهلهم وتعرف تاريخهم ومنافسهم العفنة ؛ نعم إن ألناس لم تكترث بأمرهم لأنهم لن يأتوا بأي جديد كونهم يفتقرون لأبسط مراتب الثقافة والتعليم وأصول الاجتماع ؛ وعلى هؤلاء أن يعلموا بأن الناس وفي هذه ألأيام تحتاج للرجل الحليم والذي تغلب على كل تصرفاته ألحكمه والتحدث والتعامل مع الناس بأسلوب حضاري وبغض النظر
عن ما يمتلك من مال وأغنام وسيارات ؛ وهذا الشخص هو من يستطيع إصلاح ذات البين والإصلاح بين الناس ويخاطب الناس بأدب وبطرق مقنعه ؛ هناك فرق بين الشيخ الذي يجد نفسه يصلح للمشيخه بطريقه ارتجاليه ومن دون تفويض وتأييد حتى من أهل بيته والذي تطنشه وتتجاهله الناس بل وتستنكره ؛ وبين الرجل الوقور المتكلم المؤدب والذي يتمتع بكل مقومات الشيخ المحترم والذي غالباً ما يكون محط أنظار الناس ومرجعاً لهم وهو الذي يمتلك القدرة على محاورة الغير ومناقشتهم بموضوعيه وبلغة العقلاء المتمكنين وليس بلغة المتصنعين ..
ساحة النقاش