إن عودة عقارب الساعة من المستحيلات كما يقال ؛ ولايمكن للرصاصة من العودة لفوهة البندقية ؛ ولكن ما المستحيلات فهل نستطيع معرفة المقصود بها ؛ البعض منا لايعرف ماذا تعني ما تسمى بالمستحيلات ؛ من يحفظ الشعر أوله باع في الغوص ببحوره والنبش بخباياه لابد وأن قرأ هذان البيتين ...
لقد قلبت أوراق ألزمان فلم أجد ** خلاً وفياً للشدائد أصطفي
فأدركت أن المستحيل ثلاثة ** الغول والعنقاء والخل الوفي ..
فلقد أشار لنا الشاعر على بعض ما نسميها بالمستحيلات ؛ ربما كان في ماقاله الشاعر نوع من الحقيقة ؛ نحن نسمع بالغول منذ صبانا ؛ وكان كبارنا يخيفوننا عندما نهم بالخروج ليلاً قائلين لنا – أوعى تطلع بقضبك الغول – ولكنهم هم أنفسهم لايعرفون مالغول ولم يسمعوا بأن رآه أحداً من الناس سابقاُ ؛ ولكن هناك قصة تقول بأن كان في العرب رجلاً ضخم البنية شديد القوه يسمى – تأبط شراً- ولقد كنوه بهذه الكنية لأنه خرج في أحد ألأيام ليلاً ولم يكن يحمل السيف بسبب قوة الباوار التي يمتاز بها ؛ وحين توغله في البر صادفه مخلوق عجيب وشرس وقام بمهاجمته ؛ فقام هذا الرجل بالإمساك به وحمله تحت أبطه وعاد لقومه الذين دهشهم المنظر وقال يعظهم بأن الرجل تأبط غولاً أي شرا
وكنوه بهذه الكنية والله أعلم ؛ أما المستحيل الثاني – العنقاء فيما يزعمون يكون طائر الشمس – العنقاء كراع لأن في عنقها بياض كالطوق – وقال عنقاء طائر ضخم كالعقاب وليس بالعقاب ؛ وقيل سميت والعنقاء لسان العرب ورد في أهل الرس نبي يقال له حنظله بن سفوان وكان بأرضهم العنقاء المُغرب ولم يفسره إبن الكلبي؛ فربما تكون هذه المخلوقات بنظرنا عبارة عن خرافات ومن المستحيلات ؛ كقصة جُحا وقصص ومسميات أخرى ؛ وأما المستحيل الثالث الذي ورد في بيتين الشعر لهو حقيقة ؛ فلم يعد بأيامنا مايسمى بالصديق الوفي ولم تعد أيامنا هذه تصلح لتكوين الصداقات التي غالباً ما تكون صداقة مصالح لا أكثر؛ وإن غالبيه الناس اليوم لاتفهم لغة ألإخلاص ولا الوفاء ؛ فمعظم الذين يريدون
قضاء مصالحهم الخاصة يسعون لتكوين علاقات صداقة وهميه للوصول لأهداف كانوا قد خططوا لها ودرسوها وخلصوا لنتيجة وهي أن أقرب الطرق للوصول لغاياتهم هي ألصداقه ؛ فيشرعون بمناغمة الصديق الهدف وإيهامه بإخلاصهم له ووفائهم من خلال كلامهم المعسول وبلغة منمقه لا يستطيع الصديق المراد ترويضه مقاومتها ؛ وغالباً ماتكون أهداف هؤلاء الغيلان هو مادي أو الوصول لأهل الضحية بأسهل الطرق وربما لتحقيق مصالح أخرى ؛ وهؤلاء لايتم كشفهم من قبل الضحية إلا بعد إحساسه بما أسفرت تلك ألصداقه وكان الفأس قد وقع في الرأس ؛ وعلينا الحذر ثم الحذر من هؤلاء ولنكن في غاية اليقضه والذكاء في تعاملنا معهم ..!! ولكن قصة عودة عقارب الساعة للوراء فهي ليست من المستحيلات ؛ لأن هناك أناس يسابقون الزمن من خلال ثرواتهم ويوصون مصانع السيارات والبضائع الفاخرة بصناعة سيارات لهم ومن موديلات ؛
2014- وهناك أناس بدأو ومنذ سنوات يعزفون عن شراء الكاز في فصل الشتاء وصاروا يستخدمون – الوقاديات – التي كانت تستخدم قبل 50 – عام – لقد توضح لنا بأن هناك أناس يسابقون عقارب الساعة وأناس يسابقوها بطريقة عكسية ؛ لسنا في ألأردن الوحيدين الذين تتسابق عقارب ساعتهم عكسياً ؛ هناك دولاً كثيرة وشعوباً متعددة تعاني ما نعانيه ؛ هناك اليونان الذي تعتبر من دول ألاتحاد ألأوروبي
وإسبانيا وإيطاليا الذي يفوق إنتاجها من الحديد ماتنتجه دول الخليج ب- 40 – مره ؛ وهناك شعوب عديدة في آسيا وأفريقيا لاتزال تعيش حياة العصور الوسطى ؛ ولكن كل سبب ذلك هو كثرة أصحاب المليارات الذين استحوذوا على أموال بلادهم وخزنوها في البنوك وترك شعوبهم تتسول ؛ إن دين اليمن الخارجي بلغ 7 مليارات دولار؛ بينما رصيد ألأمبرطور علي صالح 70 مليار دولار وقس ذلك على - شكر الله سعيهم
ساحة النقاش