
لقد بات من الواضح بأن لإسرائيل لم تعد كما كانت قوة عسكريه مهيمنة على العالم العربي بقوتها وعنجهيتها؛ فلقد فشلت مؤخراً في تحقيق النصر في لبنان ؛ ولقد قامت بمسرحية أخرى لتثبت للعرب فحولتها ؛ ولكنها تلقت صفعة أخرى وبالتالي لم تعد لتجرؤ على الدخول في مغامرات أخرى ؛ ولكن لم تكن إسرائيل تلك ألدوله الوديعة بعد هزيمتان متتاليتان بل أصبحت تستخدم سلاح الفتنه والعنصرية وهذان العنصران متجذران بعقول اليهود منذ عهد سحيق ؛ من الجائزان تكون – عرابية – البوعزيزي سبباً في إشعال ثورة في تونس ولكن لم
يكن أي عاقل يتوقع ماحصل بتونس ؛ لقد قامت الدنيا وقعدت وتدخل المغرضون من كل الجهات ليس فقط لخلع الرئيس ؛ بل لتكون ثورة تونس نواة لثورات في معظم بلدان العالم العربي لاستغلالها في مصلحة إسرائيل ؛ إن إسرائيل تعي تماما بأنها ستزول آجلاً أم عاجلاً ؛ وبالتالي في تسعى وبشتى الأساليب والحيل لإطالة عمرها أطول مدة ممكنه ؛ كلنا نعرف بأن معظم دول العالم مجندة لخدمة إسرائيل
؛ لقد دفعت الدول العربية فاتورة غزو إسرائيل للبنان في بداية الثمانينات ؛ ثم دفعت كل النفقات والخسائر التي تكبدتها إسرائيل بحرب تموز؛ ودفعت فاتورة حرب غزه بل وطالبت بالقضاء على حركة حماس بالكامل ؛ عندما نعود للأخبار ونمحصها نخرج بنتائج مذهله ؛ كل الدلائل والتهم موجهه لبعض الدول العربية التي تلعب أدواراً أكبر من حجمها الطبيعي ؛ فبعض الدول العربية تعمل مع إسرائيل ولمصلحة إسرائيل ؛ ولقد قامت بواسطة أموالها وسفرائها وعملائها بدفع باقي الشعوب العربية لانتهاج السيناريو التونسي ؛ فهبت تلك النيران في الشارع اليمني والمصري والليبي وهاهي
تزداد ضراوة في سوريا ؛ وكل ذلك بجهد عربي من جهة وتفنن إسرائيل بإحداث الفتن من جهة أخرى بمال عربي ومباركه أمريكية ؛ إن من مصلحة إسرائيل إشغال ألعالم العربي بمصائبه المتتالية التي تأتيه من إسرائيل وغيرها ؛ ومن مصلحتها أيضاً تدمير الجيوش العربية جيش تلو الآخر لتبقى هي القوه المهيمنة ؛ ومن مصلحتها أيضاً تدمير البني التحتية لتلك الدول لإنهاكها مالياً لعشرات سنين قادمة ؛ وهذا ما يساعد على طول عمر إسرائيل ؛ لقد نجحت إسرائيل في دب الفوضى وإشغال الشعوب العربية وأنظمتها بأمورهم بغنى عنها ليبقون يعانون آثارها كالدمامل التي تنتشر ببعض ألأجسام متناوبة ومستبيحة تلك الجسد ليبقى في شغل وألآم ربما تبقيه نقيع الفراش بلا حراك وربما تقضي عليه قضاء تام ؛ إن الدول الغربية المجندة تحت لواء أمريكا التي تعمل لصالح إسرائيل لا تألو جهداً في سبيل دعم إسرائيل ؛ فإسرائيل هي من تقرر من يرأس أمريكا
ولا يمكن لرئيس أمريكي ليرأس أمريكا من دون تعميده في الكنيست ؛ لم تكن مشكلة مفاعلات إيران مهمة لأمريكا فيما لوكانت لاتهدد إسرائيل – هناك باكستان تمتلك السلاح النووي ؛ ولكن أمريكا لديها خط أحمر لكل دولة مفترضه على وجه الأرض تشك أمريكا بأن هذه ألدوله ربما تزعج الكيان الحبيب مستقبلا " ولكن كيف لأمريكا لتتفق مع إيران في أفغانستان وتختلف معها في ملفها النووي ؛ يتبين لنا من ذلك بأن هناك سياسة واضحة فربما تختلف مع إيران بملف وتتفق معها بآخر؛ ولكن يبقى أمن إسرائيل خط أحمر ومحجور على إيران التي تسعى للضفر بدور إقليمي تجاوزه ؛ إن دور
الدول العربية هو دور سياسي بحت ومن خلال الضغط الدبلوماسي في مجلس ألأمن لكبح جماح إيران ؛ فالدول العربية تعلم جيداً بأن إيران لا يمكنها من أن تكون شرطي المنطقة لتهيمن على دول الخليج العربي إلا من خلال امتلاكها هذا السلاح ؛ وإيران تعي بأن لايمكنها لعب هذا الدور إلا من خلال امتلاكها هذا السلاح ؛ وإسرائيل لايمكنها القبول بأن تكون إيران نوويه ؛ لقد قامت أمريكا وشركائها وبطلب من إسرائيل
بتشديد العقوبات على إيران ؛ وهذا ما يتسبب بإفلاس إيران وبالتالي لتشتعل فيها الثورة كما هي في سوريا ؛ هنا لابد لنا من القول بأن إسرائيل تسعى للقضاء على إيران وبذلك تكون قد قامت بتحجيم قوة حزب الله وحركة حماس وإنهاء أمر سوريا ؛ هناك حرب مصالح تدور رحاها في المنطقة " وإن الذين يشاركون فيها هم أنفسهم الذين شاركوا وبنفس الأدوار؛ لقد نجحت إسرائيل من إجبار العرب شعوباً وأنظمة لينسوا قضية فلسطين ود فشها في أدراج التاريخ ؛ كلهم جنود مجنده مكرسين لخدمة إسرائيل أولاً وأخيراً..




ساحة النقاش