لأحد, فبراير 12th, 2012 | كتبها Administrator
الحمارحمارولوبين الخيول ربى...
بقلم : الكاتب الساخر نظمي القواسمة / أبي راتب.
لماذا اختير الحمار ليكون رمزا للحزب الديمقر اطي الامريكي؟، لمَ لم يختاروا الفرس الاصيل ..؟؟ …، عندما يريد أي شخص نعت آخر بالغباء فأول كلمة تأتي على لسانه هي "أنت حمار..!!" والسبب أن الحمار لدينا هو رمز للغباء والتخلف العقلي.
هذا الوصف لا يوجد إلا عند الشعوب العربية…، أما لدى الشعوب الغربية؛ فعندما يريد شخص أن ينعت آخر بالغباء فيقول له "You You are stupid" أو "You are idiot" ولم يسبق لنا أن سمعنا غربي ينعت آخر بأنه حمار دلالة على الغباء.
بل حتى في ثقافتنا العربية القديمة لم يكن الحمار رمزاً الغباء بل تفشى هذا الرمز في المتأخرين، ولم يسبق في كتب الأقدمين أن وُسِم شخص بأنه مثل الحمار دلالة على الغباء..
إذن كيف أصبح الحمار رمزاً للغباء لدى المتأخرين من العرب..؟؟
السبب هو التفسير الخاطئ للأية القرآنية: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[الجمعة : الأية رقم "5"]، فالبعض يظن أن تفسير الآية هو تشبيه اليهود بأنهم مثل الحمار لا يفهمون، بينما الآية واضحة كالشمس في رابعة النهار بأن اليهود لديهم التوراة ولكن لا يستفيدون من العبر التي فيها، أو من الحكم والأحكام …، فمثلهم كمثل الحمار الذي يحمل الأسفار فوق ظهره ولم يستفد منها سوى نقل الحطب والماء والحرث، من غير تطبيق المنقول كمنهاج للحياة، أي أنني لو وجدت شخصاً لا يطبق العلم الذي يحمله "حتى لو كان عبقرياً" فسأنعته بأنه مثل الحمار يحمل أسفاراً…، ولو أننا نستخدم الفيلة لنقل الأسفار لقلنا أنه مثل الفيل يحمل أسفاراً ولو كنا نستخدم النمور لقلنا مثل النمر يحمل أسفاراً..
فاليهود لديهم التوراة ولكن لا يستفيدون من العبر وما فيها من حكم…، أما الحصان الأصيل؛ فإنه مختلف تماما، فهو يصل إلى سن البلوغ فى الثانية من العمر ، ويبدأ بالتناسل فى الثالثة وتمتد فترة خصوبته الى سن الخامسة عشر في الفحول ولمدى الحياة تقريباً فى الفرسات متوسط مدة الحمل احد عشر شهراً وعشرة أيام يرضع المهر لحوالى سنه الى سبعة اشهر يفطم بعدها الحصان بصورة عامة يوصف فى الأدب والأفلام بالشجاع والجرئ، وهى صورة تخيلية، ولكنه فى الحقيقة عصبى وغير شجاع ويحب الحياة الهادئة وشعور الاستقلال لديه فى أعلى درجة، فعند مواجهته لخطر ما؛ يكون رد الفعل لديه هو الهروب، ويبدو هذا واضحاً فى الهجوم البطولى للفرسان، فالحصان يكون فى هذه الحالة فى أقصى درجات التوتر والرغبة فى الانطلاق.
إن معظم أنواع الخيول اجتماعية تجاه الحيوانات الاخرى وكان هناك حصان سباق تصحبه دائماً قطة يتخذها صديقة له ، كما إن الخيول قادرة على التعبير عن مجال واسع من المشاعر كالحب والكراهية والغيرة وتستطيع ان تتعرف على رغبات الإنسان من طريقة كلامه وصوته… ليس كالحمار الذي لايفهم غير لغة (الكرباج والمنخاش)
المهم…، لقد توصلنا للنتيجة، وفهمنا أن فارقا واسعا بين الحمار والمهرة الاصيله ولكن الحمار لا تعجبه هذه الاستنتاجات، ولديه طموح يخفيه في أتون صدره وهو التخلص من مقولة الغباء المنسوبةلجنابه، وانه لابد له من الزواج بمهرة أصيله لتحسين نسله وتغيير نظرة الغباء التي يراها البعض في "عطوفته" ، فذات يوم ؛ انعقد المجلس القومي الأعلى "للجحاش" وعدلوا دستورهم ليتيح لعميدهم البدء بنفسه، وبدأ إعجابه بمهرة جميلة متناسقة الشكل واللون والجمال وحاول بث لواعج عشقه، ولكن عبثا…، فقرر أن يتصرف حسب سوادي الحيوانات فطلب من الفيل والزراف ووحيد القرن والأسد مساعدته طالبا منهم التوسط لدى ولي أمر المهرة الأستاذ والدها ، فذهبت الجاهه الموقره، وبطريقه أو بأخرى وافق على مطلب الجاهه فعرفت المهرة ان الحمار يريد الزواج منها بسبيل تغيير نسله، فقررت الموافقة لتثبت للحمير انهم سيظلون حميرا ولو تزوجوا الأصايل …، فتم عقد القران من قبل فضيلة "القرد" وشهد الشهود وعلت الزغاريد الناهقة الصافره فرحا، وبرطعت "الكرار" وعنفصت، باعثة عقطات دعابيه في الهواء ورقصت الفيله مجاملة الحمير وتبخترت الزرافات ووزعت مختلف انواع (اللفيتِّه والصفيرا) على المعازيم وتبهرج أبو الحصين، وكانت الحمير لابسة أفضل اجلتها وبراقعها…، ولكن الخيول والفرسات الأصيلة بدت عليها علامات السخط والحزن والاستنكار، ورغم كل ذلك؛ زُفَّت المهرة والدموع تنساب من عينيها جارفة كحلة عينيها الربانيه لترسم على برقعها منظرا نَكِدا ودليلاً على الإهانة التي لحقت بها، مودعة أحبتها الأصيلات بطريقها لزريبة ذلك الحمار البغيض الذي تجمع على دبراته الذبان والهوام والذي لم يذق طعم الشعير واضالعه تقعقع برداً ليستقبلها بشخراته الساحرة…، وتم الزواج وصبرت على ضيمها بصحبته وحملت المهرة بمولودها المأمول للحمير واقترب موعد الولادة، والحمير تنتظر موترة الأعصاب والمهرة تنتظر -بفارغ الصبر- لإحباط طموحاتهم، وشل آمالهم، ولتثبت لهم أنهم سيبقون حميرا…
وعندما دنى موعد الولادة والحمير تائقة لرؤية المولود المدبلج، صرخت المهرة بوجوه الحمير، وكانت قد ولدت…، فنادتهم …، أتدرون ماذا وَلِدتُ لكم؟؟ ، قالوا: (هاااا هااا) قالت : لقد ولدت لكم من هو أقبح منكم صورة ومنظرا…، لقد ولدت لكم (بغلا)؟؟؟
وكان ذلك اليوم هو يوم بكاء الحمير، فانبعثت النهقات الحزينة الهافتة، فشمت من الحيوانات من شمت…، وواسى من واسى…، وأيقنت الحمير أن نعمة الغباء التي اختصت بها لن تتبدلوسيبقى الحمار حماراً ولو تربى بين الاصائل ترعرع …
ساحة النقاش