الثلاثاء, فبراير 7th, 2012 | كتبها Administrator
ربيع الحمير العربي
ربيع الحمير العربي
بقلم الكاتب الساخر : نظمي القواسمة
من السهل على المرء ارتكاب جريمه بلحظة طيش وغضب، ولكن من الصعب نسيان فصولها او منع الذاكره الربانيه التي لم يستطع احد تحديد قدرتها على الاستيعاب من مشاهد وصور وما شابه، ولكن تتفاوت مقدرة كل ذاكرة من شخص لاخر ولا اريد الخوض بهذا الخصوص كثيرا فيوجد ما يسمى بالمخ النظيف والمخ الغير لنقل الغير دقيق …..
فكنت عام 1964 طالبآ في الصف السادس الابتدائي عندما طلب مني الاستاذ المرحوم الان (زغاليل من عند جدتي اللبديه) رحمها الله، فلم اوفق باحضار الزغاليل وحضيت بـ (3 شلا ليط ) من زوجها المرحوم ايضا: فقررت ان اجد بديلا عن الزغاليل كوني مهددا (بفلقه) وبعد جهد تمكنت من العثور على عش(بومه) واذا بـزغلولين بلغا سن الرشد واسعفني الحظ فوجدت اثنان وامهما فذهبت (لخابيه صخريه) تقابل طبقة (بيرالرفوف) فقمت بمعط وتجهيز جميع افراد الرف المغدور، وفي اليوم الثاني سلمت الزغاليل للاستاذ واخذت منه (25) قرشا فصرت متبغددا امشي (الهوينا) فاشتريت فطبولا وعوامه وكعكبان لقد تبغددت…
وفي اليوم التالي ذهبت الى لمدرسه كعادتي ضاناً ان الاستاذ اصبح صديقي كوني اتحفته بغداء معتبر وكنت عريفا للصف واذا بالاستاذ تتقادح عيناه غضبا: فقال لي..؛ اين الفرجارفقلت في نفسي:” رَوَّحَتْ !!”…، فاعطيته الفرجار وسألني بعصبيه :هل الزغاليل كانت من فصيلة الحمام : فايقنت ان والدته اكشفت الامرلاني كنت غبيا لم استاصل الرؤوس الضخمه التي لا تقارن الإ برؤوس البوم ..؛ فبدأت احك رأسي وانهال على بالفرجار سردا ثم سردا لقد تركني طريحا (انظروا كيف فعل المعلم بالولد) فقررت الانتقام منه باقصى سرعه وبافدح الاضرار..؛ فرسمت الخطه الابليسيه بدقه وبمهنيه عاليه جدا حيث سرقت كمية من الكرسنه عن البيادر وكنت معطلا ذلك اليوم وعند صعود الاستاذ( للعليه) علية المرحوم الشيخ (عبدالعزيز) وقمت بنثر الكرسنه على الدرج واختفيت وراء الصور..؛ وبعد ما اكمل الاستاذ الحصه رايته خارجا متسرع الخطوات (ومن اول درجه من الاعلى لاخر درجه من الاسفل بداء يتدحرج ليستقر بساحة المدرسه صائحا مستغيثا بصوت خافت من شده وتعدد الطرحات) ، وحينها طاب لي الغناء (ابكِ مش حاسال عليك) فدغدغته كما دغدغ الثوار القذافي.. وتركت المدرسه وللابد بفضله.
وكان لي صديقا عليه رحمة الله ورضوانه : لديه حمار (خصوصي) بفهم عالمصوفره : فاستعرته منه لاستعين به لشن غزواتي وفي احد الايام
كنت استقليته ظهرا لتنفيذ مهمه بالنعيج واثناء دخولي منحدرات (القروديه) هَوَّرْ الحمار وازدادت سرعته فأيقنت ان فرامله بَلَّطَت..؛ فقلت هنيالك يلي عالوطاه وضرب بريك فجائي فطرت عن ظهره لاستقر في (المسرب) لم استطع النهوض لقد شنع بي بأثر رجعي وبعد ساعة زمن استعدت قواي وامسكت به مقررا اعدامه وحددت مكان تنفيذ العقوبه وهو(حاكورة النجار) رحمه الله ووصلت المكان الذي يشبه باب العزيزيه وربطته بزيتونه وذهبت بسرعة الضوء للبيت وسحبت من خزان سيارة والدي (جالون من السولار) وعدت لمكان التنفيذ وفعلا ربطت الحمار بحجر و بدأت بصب السولار على كل جسمه وهو لا يدري (انني احضرت له جهنم) وبدأت بإشعال النار بذيله…، وصار يتراقص الما…، وفي الاثناء احسست ان توتري بداء يهدأ وقررت اعدام أي حمار اجده لاحقا بنفس الطريقه وبدأت اتصبب على منظره وهو يَتَمَرَّغْ محاولا اطفاء النار ولكن عبثآ لان رائحة الشواء بدات تعج بكل ارجاء (الخَلَّه) وسمعت صوتآ هاتفأ من بين جذوع الصبره على شكل (هوهوووووو) بصوت منخفض كالجبان…، وعندما اكتشفته وحددت مكانة واذا هو (مجوحر بين جذوع الصبره) فعرفت انه كلبٌ عالق واضنه قد احتج على مشهد الاعدام …، فبادرته بباقي كميه الديزل قائلا له: أكمن جاجه سرقت بزمانك؟؟؟، تعال جاي، ماعنديش حل وسط (الي بحضر السوق بتسوق) واكرمته (بقبة نار) وملأ صراخه المنطقه واستطاع من فعل النار من فك رسنه العالق والنار التي اتت على ذيله ومؤخرته وهرب باتجاه الغرب وبثواني معدوده تمكن من الاستقرار على (الوعره) مشويآ ع الآخر كما يشوي اليهود الصبيه بالفسفور…
والجريمه الجميله الشيطانيه كانت بحق قط اسرف بحق صيصاننا واستهتر بنا واستبد لدرجة انه كان يقتحم طباقة الخبر ويشرب اللبنات ، وبكل وقاحه وصلف كان يحضر معشوقته واصحابه، وفي احد الايام قررت ان انفيه بطريقة ذكيه جدا.. فاحضرت له اصبع (بتكس لاسق) لحين القبض عليه وكنت اترصده وكانت والدتي رحمها الله قد نضفت بعض السمك وتركت (الطشت) وفي الاثناء وبسرعة البرق اغار القط على (الطشت) ، واختار السمكه الكبيره التي كنت اطمح بها وهرب دون ان امسكُ بفخامته …
وفي الليل وإذا به يتلبد وكأنه لم يفعل شيئا فرميت له قطعة جبن والاطفة وارمي المزيد فاطمأن مني، فأمسكت به وبدأت أداعبه لحتى (تمغط بحضني غافيا لطيفا كأنه حسني مبارك في المحكمه يا حرام وكنت محضرا 4 صحون قازوز وبدأت اطليها بالباتكس والبسها لرجليه ويديه ، ولما تأكدت من جفاف الماده ولم يكن يعلم ما الذي افعله وحين مشى على المسطبه أحس كانه (محذي) من ايقاعات خطواته فصرخ صوتا رهيبا وانطلق من باب الدار متجها شمالا بسرعة البرق، فخرجت سائلا بعض الجالسين على بير الناقه (شفتوا قُط مَرّ من هون؟؟؟) فقالوا : لأول مره بنشوف قط طائر بحياتنا : فقلت اين تضنونه وصل؟؟ فقال احدهم : اذا استمر بالسير بهذه السرعه فقد وصل(مضيق الدردنيل) لكن(شين العابدين بن على) طلع اسرع منه بالهرب…
الخلاصه.قد يتهمني البعض بأني اسرفت بإعدام الحمار الذي حطم اكواعي وجعلني اتراجع عن غزوتي الوفيرة الغنائم.. فكان خذولاً تماما كالذين يخذلوننا ويتلاعبون حتى ويستخفون بعقولنا ويقتلون البشر في سوريا الصمود الان..
ولقد قمت بحرق الكلب اللئيم الذي لم يقصر يوما بسرقة دجاج العجائر وارانب الناس والمزعج الافضع لعشاق صوت ام كلثوم ضاناً ان صوته اروع واجمل ولم تكن قريحته تجود الا بنصف الليل …
اما البوم المغدوره فذنبها انها نذيرة شؤم (كزنانات) اسرائيل وقمت بحرمان المتخاذلين من صوتها المحبب لديهم وهي تاكل عصافير نابنهم شديد
فأفتيت بفنائها…؛اما القط السيئ الشرف الفاسد الاخلاق؛ فقد سرق سمكتي ودجاجتك وصيصان جدتي وخالتك…، فلم اقتله بل حطمته نفسيا واضقت عليه الارض بما رحبت…
الم اكن عادلا بنظركم ؟؟؟
الم يامرنا ديننا ان نقتل المؤذي وهو شرع لنا بذلك؟؟؟
الم يكن القذافي مؤذيا مثلا؟
الا يوجد من يلبس ارجل حسني مبارك بصحون (ستانلس ستيل) لنتصبب على منضره اللطيف وهو يسابق الدراجه الناريه؟؟
هل كان (زين العابثين) بن علي محذيا سلفا ؟؟؟ ، او هيئ نفسه من ايام ربيع الحمير العربي…
من منكم سيرحم وزيرا او مديرا او مرتشيآ او مسؤولا تافها ضفر به ويرحمه وهو يعلم انه مؤذي وان ديننا يبيح دماء المؤذيين لكم الخيار…، ولكن كل واحد حر بربيعه وحميره….
ساحة النقاش