نظمي القواسمة “أبو راتب” : اضحك حتى تشبع، وتنكد حتى تنجلط

هناك امور تمر بنا ونمارسها ولكننا نجهلها ولا ندري عن اهميتها ولايهمنا حتى لنفسرها..؛ المهم نحن نمارسها فقط .. ولو اشرنا الى موضوع الضحك فكلنا نضحك وباستمرارخصوصاً اذا ما سمعنا بنكتة من مهرج او رأينا مشهداً بحاجة لكاميرا خفيه وربما تصل الامور للقرقشه " ولكن هناك ما هو مضاد للضحك وهو البكاء…

غالباً ما يبكي الصديق لفقد صديق او يتوفى له عزيزا أو يخسر امواله في البورصه او عندما يتصورالواقع العام فكل هذه الامور من اهم مقومات البكاء ..، وهناك أناس كما نسمع عنهم ونعرفهم ومن يقال عنهم بأنهم لا يضحكون الا في المناسبات وتبد وعلى وجوههم علامات الكدر والنكد لدرجة ان الامهات يُخفن اولادهن بهم ؛ وهناك من هم يضحكون عند سماعهم ابسط انواع النكت والمشاهد وهؤلاء تُلاحظ البشاشه على وجوههم  وتعلوها علامات البساطه والطيبه والدماثه …

هناك فرق واضح بين الشخصيتين " ولكن هل يمكننا الحكم على لشخص الاول البشوش بانه يعرف ما فوائد الضحك ..؛ او انه يعلم ان اجمل شيئ في الضحك هو انك لا تحتاج لسبب لتضحك، فعليك ان تبدأ بالضحك فقط " لأن للضحك فوائد عديدة يعلمها وهي ان الضحك يفيد الجسم والعقل وربما يحققق السعادة ويخفف من ضغظ الدم ومشاكل القلب ويوصل للأسترخاء…، كما يخرج الشخص من حلقة الروتين وربما يجعل المرء اكثر وسامه " فالضحك يحسن الاداء العقلي ويحافظ على الذاكره ويقويها ويجدد الطاقه ويدمر الطبيعه المتحفظه لدى الانسان …

ان لضحك هو (الدينامو) الذي يشُحن عقولنا ومشاعرنا بالطاقه..؛ ومن سلبيات الضحك انه يميت القلب..هنا يجب علينا ان نعرف ونتساءل " هل هذا الشخص الضحوك يعرف ما فائدة الضحك ؟ ام انه يضحك من اجل الضحك وربما المجامله .. وهل لايعرف ما فائدة البكاء" وما لذي يدع صاحب الشخصيه الثانيه ليعكف عن الضحك ؟ وهل هو لا يعرف الا مضار الضحك فقط ويخشى ان يموت قلبه..

من الممكن عدم معرفته بفائدة الضحك ولكن ما لذي جعله يتعرف على منافع العبوس والنكد والبكاء فمن الناس تراه يبكي وهو يضحك وعيناه تدمع هل هذا يعرف بان البكاء نعمة من الله كونه اصدق مشاعرالانسان ؟…، وهل هو يبكي من اجل ان نلبي له طلباته كالاطفال ..؛ ومن الذي قال له بأن البكاء هو المخرج الأمثل لكل التوترات النفسيه والعصبيه علاوة على الانفعالات العصبيه " فكيف يمكن للانسان وبداعي الرجوله ان يخفي كل هذه التغيرات العصبيه والنفسيه ليبدي للاخرين ما يتمتع به من رجوله ليرتفع ضغط  دمه وربما يؤدي به الامر لجلطه او نوبه قلبيه تودي بحياته ..

هناك مقولة تتحدث عن الذي يمنع الدمع سيعاني من العقد والمشاكل التي يزخر بها الطب النفسي ؛ فغالبا مايؤدي حبس الدموع الى ارتفاع ضغط الدم وربما يجلب السكري او القرحة المعديه والقولون والعصبي…، ولو فكرنا قليلا لوجدنا بأن النساء اقل عرضة من الرجال بنسبة الاصابه بهذه الامراض لانهن سريعات البكاء بسبب اختلاف فسيولوجي وهرموني بينهن وبين الرجال " وغالبا ما ترغب النساء بالتعبير عن الرقه والشفافيه وهذا ما يجعلهن اقل المراجعين للكثير من العيادات …

كيف لنا بأن نقنع الشخص الثاني ليضحك وهو لم يتعرف فوائد الضحك وكيف لنا لندع صاحب الشخصيه الاولي ليكون عبوسا وحزينا وقليل الضحك وهو يعرف منافع الضحك ويجهل منافع البكاء.. كيف لنا التوفيق بين الشخصين ليعملان على آلية واحدة ..

انا سأقترح على الاثنين فأقول للأخ الضحوك اذا ما اردت البكاء والنكد كون البكاء والنكد مفيدان ايضاً فما عليك الا ان تذهب لمحطة المحروقات وتعبئ خزان سيارتك "فل" صدقني لتبكي وتفلل نكد.. واذا ما اردت تكون حزيناً حط إيدك على خدك واصفن خمس دقايق وادخل على موقع سوم ستجد نفسك مالك الحزين بشحمه ولحمه "

واذا شدك الفضول للإحباط فاجمع عشيرتك الاقربين واطرح عليهم إنشاء مشروع ما…وإذا ما اردت لتمضي يومك منفعلا متوترا متهدرجاً فتفقد حنفية الماء ..!! واذا ما اردت جمع كل هذه التُحف مجتمعة فأسأل أطلب إذن اشغال من البلديه او حصر ارث …ولكننا يجب علينا توعية الاخ الشخص الثاني العبوس وارشاده على اقرب الطرق المؤديه للضحك

اخي المتكدر:

اذا ما اردت ان  تضحك فأفظل طريقة للضحك بهذه الايام هي الاستماع لجلسات النواب وخطابات وتقارير حوادث السير ومتابعة اخبار سوريا وليبيا ولقد توصلت لافضل طريقة للضحك المستمر وهي ان تذهب لأخيك وتقول له (بدنا نفرز) او هاتلك 100 ليره قرضه….

تعارك احدهم مع شخص غريب في احد الايام الخوالي في سوم "" وكاد الشاب السومي التغلب على الغريب حيث كان مجهداً بضربه وكاد ان يستسلم ..؛ ولكن الاستاذ السومي اتته فزعة لم يتوقعها "فإذا بعمة الرهيب المنظر وصل مكان المعركه وكان يرتدي المزنوك والشماغ الاحمر" فقام بوضع الشماغ والعقال على السنسله واغلق يده وبدأ يلوح فيها ليسدد الضربه القاضيه للغريب ..؛ ولكنه قام بتوجيه تلك الضربه لعين ابن اخيه مما تسبب له بانقشاع الرؤيا الافقيه والابتعاد عن موقع المعركه "هنا استطاع التغلب على الفزيع المغوار لكبر سنه وقام بدشدشة الاثنين وغادر منتصرا..!!

هناك مقولة تقول بأن هناك دموع عظيمه وتسمى بدموع الانتصار وهذه الدموع محرمة على اعيننا منذ عهد صلاح الدين…؛ كما ان هناك دموع تسمى بالدموع المؤثره وهي دموع التوبه وهذه نادرة جداً لانكاد نراها.. وتوجد ماتسمى بدموع البراءه وهذه هي التي نراها يومياً بعيون الاطفال ، ونسمع بالدموع الرقيقه وهي دموع المرأه ليست بحاجة لتعليق" ومسمع بدموع السعاده وهي دموع النجاج ولكن نتمنى لو تدوم لان غالبا ما يتبعها البكاء على وظيفه" ولاننسى بأن هناك دموع تسمى بدموع الحزينه وهي تهطل عند الفراق والعزاء وهي لاتنضب ابدا.. وهناك دموع الالم ونسميها بالدموع القاسيه وهي مقتصرة على من به الم .

.؛ ولكن هناك الدموع المخادعه وهذه من انواع الدموع المصطنعه والتي سرعان ما تنهمر من عيون النساء المخادعات.. ونسمع عن دموع التماسيح " ولكن الدمعة الاجمل على الاطلاق والمستحيله هي التي تنهمرمن خشية الله كان شحاد يسيرخلف احد السجون واذا بسجين يقف على شباك زنزانته فقال له الشحاذ : اعطني مما عطاك الله فقال له السجين : لف عن الباب خذلك "ست أشهر" ……..