صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

http://dar-alnadwa.com/

رباعيات نظمي القواسمة

ر بــا عـيــــا ت  نــظــمــــي  ا لــقــــو ا ســمـــــة

بقلم : نظمي القواسمة "أبي راتب"

لقد آن الأوان أن أفصح وأعترف طوعاً عن بعض الجرائم التي ارتكبتها في "أيام اللولو" عام 1958م؛ عندما كنت طفلاً مرفوعاً عنه القلم…، فأولى هذه الجرائم هي جرائم السرقة التي ارتكبتها بإصرار وترصد، كان سببها أن والدتي - رحمها الله - قد حضّرت لنا وجبة غداء مكونة من (نص شوال خبز يابس)، حيث كسرته بـ "الميجنة" ، بالإضافة إلى (5) رؤوس من البصل (الحجم العائلي) ، وسطل ماء مضاف إليه نصف كيلو من دبس البندورة، حيث كانت  تسمى هذه  االخلطه  بـ -ال "مبصله

وقامت بفرد الخبز في لقن الغسيل، وبدأت بصب الحميم على الزقوم، وعندما رأيت  تلك الجبلة الجهنمية ؛ هربت من البيت …، ولكن قد خطر في بالي أن أرتكب جريمة سرقة لأحمي نفسي من ذلك الخليط المزعج ، فذهبت إلى -دكانة جارنا رحمه الله  محاولاُ السطو على السواطر – وكررت وفررت وهو مشغول بلعب المنقلة ، وشننت غارتي على إحدى(السواطر) وسرقت كوساية بحجم زجاجاة الكولا (2 لتر) وعدت إلى المنزل والغنيمة  تحت أبطي …، فسألني أبي عن شأنها وكيف ضفرت بها ، فقلت متفاخراً : لقد سرقتها من دكان جارنا…، فضربني ضرباً جاهلياً  ثم قادني وهو يتنافخ عدلاً إلى جارنا لأرجع له تلك الكوساية ، وأنا أبكي على فراقها…، وعندما وصلنا إليهم أمرني أبي بوضعها في "الساطرة" ولم أزل أحن إليها وهي تطلق نظرات الوداع تلو الوداع ، معلنة عن أسفها لفراق "براطمي" التي تاقت لقرض جزء منها…، والغريب في ذلك أن جارنا لم يلتفت لشعوري وهيامي بها…، ولكنه تمتع بأخذها مني والانتصار علي.

 

وفي يوم آخر؛ وبعد أن مللت من أكل تلك الأكلات ؛ قررت في نفسي أن أسرق دجاجة لجارتنا التي تلينا..، فقد كانت لديها دجاجة وحيدة ، فقررت في نفسي أن أنقذ تلك الدجاجة من وحدتها لأجعلها مع جاراتها التي أصبحن يتمتعن في معدتي المليئة بالكثير من الخبز اليابس  والبرغل  (فلعلها تأكل منه وهي تستلقي في بطني)، فاستغللت خروج أهلي وعدم تواجد جارتنا ؛ وذهبت إلى هدفي…، وإذا بالدجاجة تأتي إلى حدفها، وكأنها تناديني مشتاقة ليديّ اللتين انقضتا عليها كـ "الباز"، ((كما انقضّ أحد رؤساء الوزارات على البنك المركزي))، فمسحت بكرامتها الأرض، وسلختها جلدها بفن متقن (كما سلخ وزير الزراعة جلود المزارعين))، ولم أتمكن من طبخها  نتيجة لكبر سنها، حيث أنها (قمبَطَتْ) وأصبحت كـ "الطابة"، ولم يكن هناك مجال لأودعها في (سويسرا ببنك الدجاج)، ولم أزل أتذكر أنني غامرت بـ "كتلة ثلثينها كفوف" من والدي ولم أحصل على المذاق المنتظر…

وفي الأسبوع الذي يلي "أسبوع الدجاجة العالمي"؛ ذهبت إلى جارنا الآخر، حيث كانت لديه حضيرة من الأرانب ، قد شغفني حبها وأصبحت "أترنم" على ذكر ما فيها ، فقررت أن أسرق تلك الأرانب لأريح جارنا من تعبه عليها في إطعامها والتنظيف عليها ، فوضعت خطة تتجاوز ذكاء جارنا، وقمت بالتعاون مع صديق لي ذا خبرة  بسرقة الأرانب وتنظيفها، وليتني لم أختره صديقاً في هذه الغزوة ، لأنه كان شريكاً غبياً أدى بنا إلى أن انكشفنا …، حيث لم تكن لديه خلفية سياسية في إخفاء الآثار، فقام بإلقاء (مصارين الأرانب) في المغارة الموجودة في ساحة منزلهم…

 

وعندما  الصباح ؛ عرف جارنا بالسرقة حيثث وجد مغارة ألأرانب خاوية على عروشها ، فوقف على باب دكان المختار - رحمه الله - وأخذ يصيح بصوت أفخم من صوت - سعد الحلي - ياناس ياعالم  ((من سرق أرانبي))…، وبقدرة قادر، جاءت القطط لتفضح فعلتنا وتؤكد على غباء شريكي في تلك المؤامرة، فأخذت تسحب (مصارين الأرانب) من المغارة حتى أصبح جارنا والمختار، ينظرون إلى القطط التي كانت تسحب أحبالاً من المصارين ، أولها في فم القطط وآخرها في نهاية مغارة شريكي الخائب …

عندها قام جارنا بتقديم شكوى شديدة اللهجة إلى والدي، فقام بضربي وتشريدي من المنزل، ولكنني لم أهتم بتلك (الكتلة) لأن مذاق الأرانب لم يزل تحت أضراسي وطعمه الطيب قد نالت منه معدتي…، فقد كانت هذه الغزوة إحدى الرباعيات التي سعدت بها وحققت فيها النجاح المبهر.

 

تقدمت بنا الأيام…، والأمل يرنو بي كي أتسلق زيتونة سيدة عمياء، فتسلقت الزيتونة وصرت أتنقل فيها من جذع إلى آخر وكأنني "نائب رئيس الوزراء – هبش من هنا ويلهط من هناك" مستغفلاً ومستعلياً على السيدة المسكينة…

وفي تلك اللحظة ؛ جاءت السيدة تتحسس شجرتها قائلة : "الحمد لله اليوم ما فيش حرامية"، وعندما سمعت قولها، عذبني ضميري وأقعلت عن سرقتها، ولم أفلح بنتيجة إيجابية ولكنني - وبعدما تقدمت بي الأيام - أصبح لدي طموحاً بأن أجد الطريقة المناسبة كي أصبح مثل وزرائنا فقررت أن أبقى في مهنة السرقة حتى وصلت إلى (28) سرقة تكللت بالنجاح ، فبلغ عدد سرقاتي عدد الوزارات الغرّأء.

نعم إنني قد سرقت في طفولتي وعندما كان القلم مرفوعاً عني، فكنت أسرق بدافع تغيير(طعمة الثم) البائسة، وليس من أجل الثراء كما يفعل بعض الوزراء والحيتان .

 

إن سرقتي الأولى قد أعيدت إلى الساطرة، والثانية لم أستفد من لحمها ولكنني حرمت جارتنا من بيضة وحيدة كانت تبيضها الدجاجة التي انتهت على شكل "طابة شرايط" لم تؤكل،والثالثة استفدت منها أيما استفادة، فالأرانب تتسم بطعم لذيذ…، والرابعة عَدَلْتُ عن إكمال سرقتها حزناً وعطفاً على تلك الختيارة المسكينة…، لأن ضميري كان حياً وقام باستفزازي  فهو ليس كضمير من سرق (350) مليون دينار من مصفاة البترول…، ولا كضمير من سرقوا مخزون البنك المركزي وهربوا من بيوتهم إلى قصور يدخنون فيها السيجار، محروسين بكتائب أعدت لذلك …، ولأن ضميري ليس كضمير من سرقوا معونات المزارعين وأفلسوهم واستولوا على القطاع الزراعي في "الديسة"، و "سهل الصوان" بمساحات أوسع من ذممهم…، إضافة إلى ضمائر الذين سرقوا أموال الأيتام ومخصصات المساجد والأوقاف…

 

تلك رباعيات أبي راتب ، وهذه رباعيات الحكومة…، فماذا تروني فاعل بكم؟؟؟

قولي عني وعن سرقاتي : أخًُ كريم وابن أخٍ كريم …

 

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 4/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 310 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2012 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

191,829

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏