تحت شعار (أنا أستطيع) أقامت جمعية الصفوة للخدمات الاجتماعية والإنسانية مهرجان يوم المعاق المصري والذي اُقُترِح أن يكون يوم 26 ديسمبر من كل عام ،
ونحن إذ نشكر جمعية الصفوة على ما بذلوه من جهد ، وعلى دعوتهم الكريمة وما أحاطونا به من حفاوة وتكريم،إلا أننا نريد أن نأكد على الأمور التالية التي يقتضيها شعار المهرجان:
-
أن معظم أصحاب الإعاقة كلامهم قليل وهم حين يذهبون إلى هذا المهرجان وغيره فإنهم يتحدثون بأعمالهم وإنجازاتهم سواء كانت هذه الإنجازات علمية أو أدبية أو رياضية أو فنية ... الخ، وإذن فإنهم يأتون ليمدوا أيديهم بالعطاء وليس للأخذ ، ولذا فمن واجبنا أن نصحح هذا الفهم لدى الكثير من الناس وفي الدراماوالبرامج التي تقدم عنهم، وعليهم هم أنفسهم أن يكونوا أول من يقوم بهذا الواجب.
-
أن أصحاب الاحتياجات الخاصة فعلا يستطيعون أن يقدموا الكثير إذا استطعنا نحن أن نعطيهم الفرصة لذلك
ونزيل من أمامهم المعوقات الكثيرة التي تعترضهم وسنرى منهم إبداعات مبهرة ،
وإذن فهم لا يطلبون امتيازات وإنما يريدون أن تزال من أمامهم العقبات ولكن كيف؟
-
أتصور أن يتم ذلك عن طريق:
ا)- تيسير فرص التعليم والتدريب لهم بما يتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم.
ب(- فتح فرص للعمل والتوظيف أمامهم بما يتفق مع قدراتهم وإمكاناتهم.
ج(تيسير فرص الحركة والانتقال والاندماج داخل المجتمع.-
د(- التوعية بقضاياهم وإزالة الأفكار الخاطئة حولهم .
ه)- في كل مهرجان أو مؤتمر أو فاعلية تسمع السؤال: هل هم معوقون أم معاقون أم أصحاب احتياجات خاصة وهذه مصطلحات قد عفى عليها الزمن والمتفق عليه الآن في أروقة المجتمعات المتقدمة وبين المنظمات العالمية العاملة في مجال الإعاقة: (الأشخاص أصحاب الإعاقة أو الفئات الخاصة أو أصحاب الحقوق الخاصة ) فحتى متى سنظل نتجادل حول مصطلحات قد أصبحت خارج الخدمة.
-
وبما أن هذه أول تجربة في هذا المدمار –حسب علمي على الأقل- فلعل التنويه إلى بعض الملاحظات البسيطة يمكن من الإفادة منها ومراعاتها في هذا المهرجان وفي غيره بعد ذلك ، ومنها:
أ- أن الذين قاموا بتوجيه واصطحاب المكرمين من أصحاب الإعاقة لم يكونوا مدربين على ذلك رغم تقديرنا لدوافعهم النبيلة ، وهذا من الصعب الالتفات إليه منذ المرة الأولى .
ب- أن الذين كرموا داخل المهرجان من أصحاب الإعاقة كانوا بطريقة ملفتة أقل من المكرمين من غير أصحاب الإعاقة الذين قدموا خدمات للجمعية لكن ليس لهم بصمات بارزة في مجال أصحاب الاحتياجات الخاصة .
ج- أن الأغاني المقدمة من وجهة نظري- كانت أقل من مستوى الحدث وخارجة عن موضوع المهرجان ولم تشارك فيها فرق أصحاب الإعاقة بالقدر الكافي.
د- أن نماذج أصحاب الإعاقة في الداتاشو أو الفيلم التسجيلي المقدم كانت في غالبيته غير مصرية مع أن المهرجان كان للاحتفال بيوم المعاق المصري والوطن زاخر بالنماذج المشرقة المعطاءة مع احترامنا وتقديرنا لكل النماذج المتميزة من أصحاب الإعاقة أينما كانوا.
هذه بعض الخطوات والملاحظات التي ينبغي أن نعمل عليها ونراعيها ونحن نريد يوما للمعاق المصري.
حتى يصبح بداية لانطلاقة حقيقية وكي يتحول أصحاب الإعاقة إلى شركاء فاعلين في تنمية جادة لأحلى وطن :
مع تكرار امتناننا وتقديرنا لجهود اللدكتورة حنان الدالي وفريق العمل معها ،
والآن: هل استطعت أن أنقل فكرتي إليك عزيزي القارئ الكريم؟ وأرجو أن تتقبل رقيق أمنياتي بكل التوفيق.
ساحة النقاش