قدّر التقرير العالمي حول الإعاقة لعام 2011 أن حوالي 15٪ من سكان العالم - أي ما يعادل أكثر من مليار شخص - يعيشون مع أحد أشكال الإعاقة. ويواجه هؤلاء الناس عقبات في مختلف جوانب الحياة، سواء المادية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو المواقف التي تؤثر سلبا على فرص حصولهم على التعليم والعمل والصحة والمشاركة الاجتماعية. وهذا بدوره يحرم مجتمعاتهم من مساهمتهم الفعّالة في التنمية.
وعلى مدى العقود الماضية، أصبح من الواضح وعلى نحو متزايد أنه بدون إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة ومساهمتهم في كل جوانب الحياة والتنمية، فمن غير المرجح أن تتحقق أي أهداف إنمائية رئيسية.
لهذا السبب، فإن موضوع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2013، ركز على "كسر الحواجز، وفتح الأبواب: نحو مجتمع يحتضن الجميع ويحرص على تنميتهم".
وقد حدد هذا اليوم حصاد عام من الجهود المبذولة للتصدي للإعاقة وقضايا التنمية من قبل منظمة الصحة العالمية وشركائها.
كما صدر في هذا اليوم تقرير هام وجديد لمنظمة الصحة العالمية، بعنوان المنظور الدولي لإصابات الحبل الشوكي. وعرض التقرير أفضل الأدلة المتاحة حول الأسباب والوقاية والرعاية والتجارب الحياتية الواقعية للأشخاص الذين يعانون من إصابات الحبل الشوكي.
ومن بين المعالم الرئيسية الأخرى، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً رفيع المستوى بشأن التنمية والإعاقة لرؤساء الدول والحكومات في أيلول/سبتمبر عام 2013، تحت شعار "الطريق إلى الأمام : جدول أعمال التنمية الشاملة للإعاقة نحو عام 2015 وما بعده" وقد صدر عن الاجتماع وثيقة ختامية عملية وإرشادية في مجال السياسات للمساعدة في ترجمة الالتزام الدولي باحتضان المجتمع لذوي الإعاقة إلى واقع وإجراءات ملموسة استنادا إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وتهدف الوثيقة أيضا إلى تعزيز الجهود العالمية الرامية إلى ضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بالاندماج، والوصول إلى جميع النواحي المجتمعية والتنموية.
وهناك حدث رئيسي آخر وهو اليوم الدولي للحد من الكوارث، والذي احتفل به في 13 تشرين الأول/أكتوبر، وقد ركز على المساهمات الكبيرة التي يمكن أن يقدمها المعايشون للإعاقة للمساعدة في الحد من خطر الكوارث في مجتمعاتهم المحلية وبناء مجتمعات قادرة على التحمل.
وقد صدر بيان إقليمي مشترك للأمم المتحدة معني بالإعاقة والكوارث في هذا اليوم ليسلط الضوء على الحاجة إلى إدراج الأشخاص ذوي الإعاقة "في جميع السياسات والبرامج" الهادفة إلى معالجة الحد من مخاطر الكوارث والحالات الإنسانية من أجل تحقيق نفس مستوى السلامة للجميع.
كذلك، صدرت مذكرة إرشادية حول الإعاقة والإدارة الصحية للمخاطر في حالات الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية والشركاء داخل منظومة الأمم المتحدة وخارجها.
كما صدرت عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف ورقة نقاش بشأن الإعاقة وتنمية الطفولة المبكرة، وقد جرى إعداد الورقة رغبة في الحث على الحوار والعمل بشأن الإعاقة والتنمية في مرحلة الطفولة المبكرة والتدخلات ذات الصلة.
علاوة على ذلك أصدرت جمعية الصحة العالمية السادسة والستون القرار رقم ج.ص.ع. 66 . 9 المعني بالإعاقة في أيار/مايو 2013. وطلب هذا القرار من المدير العام إعداد خطة عمل شاملة لمنظمة الصحة العالمية استناداً إلى الأدلة الواردة في التقرير العالمي حول الإعاقة وتمشيا مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتقرير الاجتماع الرفيع المستوى بشأن التنمية والإعاقة. ويطلب القرار من المدير العام وضع خطة بالتشاور مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى والدول الأعضاء لضمان التعبير الواضح والملائم عن وجهات النظر والاعتبارات الإقليمية والقطرية. وقد تم وضع مشروع خطة يجري مراجعتها إلى حين الإقرار النهائي لها من قبل الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي وجمعية الصحة العالمية عام 2014.
إن هذه الفاعليات وغيرها تتيح الفرصة لاستكشاف مختلف الروابط بين الإعاقة والتنمية وتعزز الجهود العالمية الرامية إلى تحسين القدرة على الوصول وكسر جميع أنواع الحواجز، وجعل المشاركة الكاملة والمتساوية واندماج ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم المحلية حقيقة واقعة. إن هذا الاندماج لن يعود بالفائدة على الأشخاص ذوي الإعاقة فقط ولكن أيضا سيجلب مساهمات كبيرة منهم إلى المجتمعات التي يعيشون فيها.
روابط ذات صلة
الأمم المتحدة: التنمية وحقوق الإنسان للجميع
المنظور الدولي لإصابات الحبل الشوكي
ورقة النقاش حول الإعاقة وتنمية الطفولة المبكرة
مذكرة توجيهية بشأن الإعاقة والإدارة الصحية للمخاطر الطارئة
بيان مشترك للأمم المتحدة بشأن الإعاقة والكوارث
منظمة الصحة العالمية خطة العمل 2014 - 2021: صحة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة
الوثيقة الختامية للاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة حول تحقيق المرامي الإنمائية للألفية والأهداف الإنمائية الأخرى المتفق عليها دولياً للأشخاص ذوي الإعاقة: الطريق إلى الأمام، وجدول أعمال التنمية الشاملة للإعاقة نحو عام 2015 وما بعده
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
ساحة النقاش