رغم إصابتها بإعاقة بالغة وقصر قامتها الشديد إلا أن الشابة السعودية "مريم حمدان" تحدت الإعاقة ونظرات المجتمع؛ حيث تسير يوميا على الأقدام من منزلها المتواضع إلى مقر عملها والذي اقتحمته لتثبت لذاتها وللجميع أنها إنسانة منتجة.
وفي حديثها -لبرنامج mbc في أسبوع- قالت مريم التي لا يتجاوز طولها 70 سم "بدأت علاجي في لندن ورجعت وأكملته في السعودية، بعدها رضيت بأمري الواقع والحمد لله، وأكملت دراستي في الطائف".
وكانت مريم قد أصيبت بمرض شلل الأطفال، مما جعلها لا تقوى على السير سوى بعكازين، لكنها بدأت بمهام تعتبر تحديا كبيرا بالنسبة إلى حالتها؛ حيث التحقت بمعهد للمعاقين وحصلت منه على الشهادة المتوسطة.
وبابتسامة رقيقة ووجه بشوش تستقبل مريم زوارها لتبعث الأمل والتفاؤل لكل من يراها، وببراءة عفوية تتحدث عن عزيمتها وإصرارها لتصبح إنسانة فعالة في مجتمعها، وتقول "عندما جلست في البيت شعرت أن لدي وقتا فراغا كبيرا وساعدني خالي وقدم لي في الشؤون الاجتماعية التي حولتني إلى الجمعية الفيصلية بجدة، واشتغلت موظفة استقبال في مركز الخدمة الاجتماعية".
من جهتها تقول هدى الفارس -مديرة الجمعية الفيصلية وأخصائية اجتماعية- اشتغلت مريم لدينا كموظفة استقبال، وكانت تتميز بابتسامتها التي تبعث الأمل في نفوس الوافدين على الجمعية من الأسر، وتميزت بقدرتها الرائعة على امتصاص غضب أو انفعال الأسر التي تأتي لتطلب معونات من الجمعية"، مؤكدة أن كل الموظفين في الجمعية ينظرون إلى مريم على أنها موظفة كاملة وقادرة على العطاء.
وتقطع مريم كل يوم عشرات الأمتار سيرا على عكازيها من منزلها إلى العمل، وهي تقول "أشعر بالسعادة لأنني أعمل في وظيفة إنسانية، تعتمد على مساعدة الأسر، وأشكر كل إنسان ساعدني لأكون إنسانة منتجة في المجتمع".
وهذه هي رغبة كل صاحب إعاقة أيا كان نوعها: أن يكون أنسانا منتجا ومصدر عطاء داخل مجتمعه، فهل نعطيهم الفرصة حتى يحققوا ذلك؟ نرجو أن يتم ذلك قريبا؛ مع أطيب أمنياتنا بكل التوفيق.
المصدر : mbc.net
ساحة النقاش