<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول التربية شائعة لدى بعض الناس نود أن ننوه إليها حتى نتجنبها، وذلك على النحو التالي:
1- حصر التربية في الوظيفة الأولى لها فقط –والتي أشرنا إليها في الخطوة السابقة- وهي رعاية الأبناء أو التلاميذ
فبعض الآباء حين يرزقهم الله بالولد يسعون إلى المحافظة على صحته بتوفير الطعام والمسكن والملبس له ، وإذا حدثت له مشكلة صحية فأنهم يهرعون إلى الطبيب أو إذا حدثت مشكلة مدرسية فأنهم يسرعون إلى المدرسة لحلها ، وهم يظنون أنهم بذلك قد أدوا ما عليهم في تربية أبنائهم ، والحقيقة أنهم لم يؤدوا سوي الوظيفة الأولي فقط من الوظائف السابق الإشارة إليها وهي الرعاية بشقيها (الحفظ والصيانة) و لم يقوموا ببقية وظائف التربية و هي:
- التنمية (بشقيها التشكيل والإنماء).
- الاستثمار بشقيه الوصول إلى الجودة وتوجيه القدرات إلى مسارات عملية.
- الحماية بشقيها الوقاية و العلاج.
- التذكية بشقيها (التخلية والتحلية) .
إلى جانب بعض الوظائف الأخري التي سنشير إليها في حينها .
2- يظن بعض الناس أن التربية هي التعليم فإذا حصل الابن أو التلميذ علي شهادة فذلك يعني من وجهة نظر الأب أو المعلم أنه قد أحسن التربية وهذا أيضا فهم قاصر لأن بعض الناس قد يحصل على أعلى الشهادات ولم يحصل من التربية إلا علي القليل ، فنراه يتفوه بألفاظ نابية أو يتصرف تصرفات شاذة أو يختلس أو يرتشي ، وغيرها من مؤشرات التربية السيئة لا الحسنة ، فالتعليم ليس هو التربية وإنما هو خطوة هامة فيها ، فإذا كانت التكنولوجيا في مجال العلوم الطبيعية هي التي تحول الحقائق والنظريات العلمية إلى أجهزة وتقنيات ملموسة للإفادة منها ، فإن التربية في مجال العلوم الإنسانية هي التي تحول المعلومات والقيم والأخلاق إلى مهارات وسلوكيات يمكن مشاهدتها في دنيا الواقع وهنا تأخذ التربية معني الارتقاء والسمو ، وهذا نلمسه حين يقول إنسان لآخر (أنت مش متربي) والحقيقة أنه وصف بذلك لأنه تربى على صفات وسلوكيات سيئة،
والمقصود بالتربية هنا هو الالتزام بالأخلاق والقيم الفاضلة وتطبيقها ومن هنا جاء المثل السائر (اللي ما يربيه أبوه وأمه تربيه الأيام والليالي)
فالابن يتربي في جميع الأحوال إما تربية حسنة و إما تربية سيئة لكن المثل هنا يعني التربية الحسنة التي ترتقي بالإنسان وتهذب أخلاقه .
3- ومن أشكال الفهم الخاطئ للتربية أيضاً أن بعض الناس يظن أنه حين يوفر لابنه المأكل والمشرب والمسكن والملبس فقد أدي ما عليه ، وهذا خطأ كبير واذكر أنه ذات مرة سأل المدرب بعض الأمهات في إحدى الدورات : (كم منكن لا يوجد في بيتها مطبخ؟) فاستغرب الجميع و ردت إحدى المتهكمات : (كيف لا يوجد في بيتنا مطبخ يا دكتور؟ ) واستطرد المدرب : (وكم منكن يوجد في بيتها مكتبة؟) فصمتت معظمهن فأكمل المدرب (هذا مثال لحال التربية في بيوتنا : نبالغ في تغذية بطوننا ولا نهتم بتربية عقولنا وعقول أبنائنا) وإذن فلابد أن تشمل التربية جميع جوانب شخصية الأبناء فننمي عندهم :
- الجسم بالغذاء والرياضة. – العقل بالعلم و الإطلاع.
- الروح بالقرآن والعبادة - الوجدان بالحب وألوان الفنون .
- السلوك بالخلق والقدوة - الجوانب الاجتماعية من شخصيتهم بتنمية العلاقات وتعليم قواعد التعامل والاحترام إلأ آخره .
المطلوب منا:
-تجنب أشكال الفهم الخاطئ للتربية وعدم ممارستها.
- القراءة للكتب أو الاستماع والمشاهدة لبعض البرامج التي تتحدث عن التربية ،أو أخذ دورات وخبرات فيها كأي أمر من الأمور الهامة في حياتنا .
ولعل القارئ الكريم يلتمس لكاتب هذه السطور بعض العذر عندما يقوم بوضع خطوط عريضة في أمور التربية إذ أن الحديث عن التربية لا تكفيه سطور و صفحات وإنما يحتاج إلى كتب ومجلدات وحسبنا في هذه العجالة هذه الخطوط العملية المبسطة وعلي من أراد التفصيل الرجوع إلى المصادر المتخصصة في هذا المجال .
مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا وأسرنا بحياة سعيدة بهيجة.
بقلم د. أحمد مصطفى شلبي
ساحة النقاش