مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

 

بعد أن قمنا بوضع تربية الأبناء في بؤرة التفكير وذلك في الخطوة الأولى،

ووقفنا على أهمية التربية في الخطوة الثانية،

وأدركنا الآثار الحسنة والسيئة للتربية بشقيها في الخطوة الثالثة،

ووضعنا تربية الأبناء على قائمة اهتماماتنا وأولوياتنا في الخطوة الرابعة،

واتفقنا على ضرورة أن نضحي قليلا من أجل التربية الحسنة والصالحة لأبنائنا وذلك في الخطوة الخامسة،

فلابد أن نحدد ما هي هذه التربية، التي نريدها،

وأن نكون على وعي بمختلف جوانبها وأساليبها حتى نتعرف الخطأ و الصواب منها.

المقصود بالتربية :

نعني بتربية الأبناء : اتباع واستخدام مجموعة من الطرق والوسائل لرعاية واستثمار امكاناتهم وقدراتهم حتى يتمكنوا من إشباع احتياجاتهم وأداء المهام المطلوبة منهم في حياتهم .

وحول هذا المعنى للتربية أحب أن نتوقف مع النقاط التالية :

 

(أ) أن التربية ليست وقفا على الإنسان فقط لكن توجد أشكال منها عند غيره من الكائنات وعندما يشير التعريف إلى تربية الأبناء فلأنها محل التركيز في حديثنا فنحن نعلم أن  هناك تربية للنباتات وللأسماك وللطيور إلى آخره ، 

 

لكن تربية الإنسان بطبيعة الحال أكثر شمولاً وتنوعاً وتعقيداً وعمقاً وثراءً بما يتفق مع مكانة الإنسان سيد الكائنات على هذا الكوكب وما منحه الله من إمكانات وما هو مطلوب منه من واجبات ومسئوليات .

 

(ب) أن تربية الإنسان تختلف عن تربية غيره من الكائنات بما يتناسب مع دوره ومهمته: ولذا فهي تربية لا تركز على الجوانب المادية والجسمية فحسب وإنما تشمل جميع شخصية الإنسان: العقلية والمعرفية والانفعالية والوجدانية ، البيئية والاجتماعية والأخلاقية والدينية أيضا.

 

(ج) التربية سلاح ذو حدين، وحين نذكر الطرق والوسائل التربوية مثل القدوة والتعلم والتدريب إلى آخره فلابد أن نكون على وعي بأن هذه الوسائل سلاح ذو حدين فإما أن تستخدم للهبوط والتردي بالإنسان (وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بمعنى التدسية) (وقد خاب من دساها) (الشمس: 10) كما نشاهد في تدريب العصابات الإجرامية لأعضائها على الخطف والسرقة والقتل والسطو على الأموال والأعراض

وإما أن تستخدم هذه الطرق والوسائل في التقدم والارتقاء بالإنسان (وهو ما أطلق عليه القرآن الكريم التزكية) )قد أفلح من زكاها) (الشمس: 9) كما هو الحال في الأسر والمدارس التي تحرص على الرعاية لأبنائها وتعودهم على مكارم الأخلاق:

معني ذلك أن القدوة قد تكون حسنة وقد تكون سيئة وقد تعود أبناءها بالتدريب على عادات حسنة أو تغرس فيهم عادات سيئة ، وهكذا

فإذا أردنا تربية حسنة فلابد من :

<!--غاية نبيلة .

<!--[if !supportLists]-->-     طرق صحيحة تمكننا من تعهد الأبناء بالرعاية والتنمية لامكانتهم وقدراتهم .

<!--[if !supportLists]-->-   إرادة وعزيمة تحول الأهداف والأماني الحلوة إلى تصرفات وأفعال في أرض الواقع.

 

(د) وفيما يتعلق بإمكانات الأبناء وقدراتهم فنقصد بالإمكانات الاستعدادات الفطرية الموجودة عند الأبناء .

أما القدرات فنعني بها الأشياء التي يمكن أن يكتسبها الابن من سلوكيات ومعلومات وتعلم خبرات ومهارات إلى آخره .

 

(ه) وهناك ثلاث عمليات أساسية للتربية وهي :-

- البدء باكتشاف قدرات الأبناء وميولهم .

- تحديد أهدافي من تربيتي لأبنائي .

- تحديد الوسائل التي سنتبعها للوصول لتلك الأهداف .

وسنتناول هذه العمليات الثلاث بشيء من الإيضاح في المقالات التالية بإذن الله:

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا بحياة سعيدة ومستقبل مشرق.

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 343 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,615