مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

نظم أغراضك تنتظم لك الحياة ، ج4 من محاضرة للدكتور أحمد مصطفى شلبي في جمعية نور البصيرة
أنا مختلف لكني لست أقل ويمكن أن أكون أفضل ، ج3 من محاضرة للدكتور أحمد شلبي بجمعية نور البصيرة
الإعاقة ليست إصابة داخلية بقدر ما هي صناعة أسرية ومجتمعية ، ج2 من محاضرة للدكتور أحمد شلبي بجمعية نور البصيرة
محاضرة د أحمد شلبي في الاحتفال بيوم العصا البيضاء بجمعية نور البصيرة ج1
في اليوم العالمي للصحة النفسية .. الصحة النفسية مجالاتها وحاجتنا إليها
نحو مدرسة ممتعة
كيف تعد الأسرة والطالب للعام الدراسي الجديد من لقاء للدكتور أحمد شلبي مع المذيعة القديرة سماح عيسى
في ذكرى المولد النبوي؛ سورة الضحى ونمط متفرد في التدعيم والتوجيه والتأثير النفسي
إلى أي مدى يمكن أن تحقق المشاركة والتفاعل استمتاعا أكثر بالحياة؟ ؛ لقاء للدكتور أحمد مصطفى شلبي
الحرمان هل يمكن أن يكون جزءا من السعادة ودافعا للإنجاز؛ لقاء للدكتور أحمد مصطفى شلبي

الإرشاد والتوجيه حاجة نفسية تولد مع الطفل منذ نعومة أظفاره تقوم بها الأسرة والمحيطون به، وحين ينتقل  إلى الحضانة والروضة يتلقى التوجيه والإرشاد من خلال معلميه، وأيضا في المدرسة ثم في الجامعة، ويلاحق الإرشاد والتوجيه الإنسان في الشارع وفي دور العبادة وفي النادي وعبر وسائل الإعلام والثقافة بأشكالها المختلفة، ورغم أن الإرشاد حاجة نفسية فهو أيضاً وظيفة اجتماعية تقوم بها مؤسسات التنشئة الاجتماعية آنفة الذكر.

 

ويتخذ الإرشاد والتوجيه أشكالا عديدة، منها:

الحوارات الشفهية، الاتصالات الهاتفية،

المقالة، الكتاب، الرسالة،  الصورة،

الإشارة، السلوك، الأغنية والأنشودة، والقصيدة الشعرية،

المقطوعة  النثرية، القصة والحكاية،

البرنامج، الإعلان،  الفيلم، التمثيلية، المسرحية...الخ.

 

ومن حيث فاعلية الإرشاد وتأثيره يمكن أن نقسمه إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

ا) الإرشاد والتوجيه الخاطئ وهو يكون إما عن عدم علم ودراية أو عن تقليد أعمى

أو  يصدر صاحبه عن فكرة مسبقة أو نظرة محددة أو فلسفة معينة خاطئة يريد فرضها على المتلقي، وهو حين يدخل في حوار فليس بغرض الاستماع للرأي والرأي الآخر ومناقشته والاقتناع به إن كان صوابا، ولكن بغرض توصيل فكرته وفرض وجهة نظره.

ويمارس هذا النوع من الإرشاد –مع الأسف الشديد- :

- بعض الآباء مع أبنائهم وبعض الرؤساء مع مرؤوسيهم، وبعض أصحاب المذاهب أو الفلسفات أو الأفكار مع أتباعهم وبعض الرواد في مجال العمل المؤسسي أو الاجتماعي، ومنطقه (لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد) (غافر : 29 )

- بعض القنوات الفضائية ومواقع النت أو الكتب والمجلات والصحف التي تروج للإباحية أو الأفكار أو مذاهب باطلة.

وخطورة هذا النوع من الإرشاد –وإن كان يقدم له بمعلومات صحيحة أحيانا - يبنى عليها منطق خاطئ أنه يسير في اتجاه واحد وبعد فترة يغلق باب الحوار لأنه لا فائدة  منه ويحدث انغلاق ذهني ينتج عنه لدى متلقيه : غلو  في الأفكار أوتعصب أو تحزب في الاتجاه ، أوانزواء وانطواء أو عنف وتمرد أو انحراف في السلوك، أو يفاجأ في النهاية أن طريقه كانت خاطئة وأنه كان يسير إلى سراب: (قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) (الكهف:103-104)

ب) أما النوع الثاني من الإرشاد (وهو ما نطلق عليه البلاسيبو) فهو إرشاد منزوع الفاعلية كما يحدث أحيانا مع الصيدلانية حين يصنع أقراصا من النشا ليس بها مادة فعالة أو أي كمية من الدواء، وذلك لأغراض البحث التجريبي أو لعلاج بعض الأمراض بالإيحاء كالهيستريا مثلاً ، فهي أقراص نعم لكنها منزوعة الفاعلية

ومن أشكال الإرشاد منزوع الفاعلية (البلاسيبو):

-الكتب التي تحتوي على عناوين جذابة وليس بها مضمون يذكر وما أكثرها في مكتبتنا العربية فترى الكتاب يستهويك عنوانه الجذاب وتظل تقلب صفحات الكتاب ولا تجد مضمونا وينتهي الكتاب وينتهي أملك في أن تجد فيه معلومة ذات قيمة أو إضافة ولو محدودة.

* بعض المقالات أو البرامج الإذاعية أو التليفزيونية التي ترى أصحابها يتلونون مع كل لون ويركبون جميع الأمواج ويرتدون مختلف الأقنعة ، أو يملئون المساحة والدقائق المتاحة وفقط.

* بعض الخطب والأحاديث والدروس التي حول فيها أصحابها الإرشاد والدعوة من رسالة إلى وظيفة أو وسيلة لكسب مال أو منصب أو إرضاء لأهواء معينة فلا ترى فيها روحا تحفزك أو مضمونا يقنعك أو حتى صنعة تجذبك.

* بعض المحاضرات أو الكلمات التي حين تخرج من أفواه أصحابها ما تلبس أن تتبدد في الهواء لأنها لاتخرج من قلوب أصحابها ولن تصل إلى قلوب متلقيها لأن بالقلب ترمومترا يميز بين النائحة الثكلى والمستأجرة بين النسخة الأصيلة والمزورة.

* القدوات السيئة التي تناقض أقوالها أفعالها كالطبيب الذي يأمر الناس بعدم التدخين والسيجار في فمه أو فوق مكتبه ، والذين يصدق فيهم قول الشاعر:

يا واعظ الناس قد أصبحت متهما   إذ عبت فيهم أمورا أنت تأتيها

تعيب دنيا وناساً راغبين لها   وأنت أكثر منهم رغبة فيها.

ومن أخطر أشكال هذا النوع ما يلفتنا إليه القرآن الكريم في قوله: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ، وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) (البقرة: 204-206)

وهذا النوع من الإرشاد هو أخطر الأنواع لأنه يربي عقولاً فارغة رغم كثرة الطنطنات، ويصنع قلوبا خاوية رغم الكلمات المنمقات، ونفوسا خربة رغم تزويق العبارات، وهذه العقول الفارغة والقلوب الخاوية تشعر بالفراغ ويهددها الضياع وما تلبس أن تسير كالقطيع وراء كل ناعق وتكون لديها طاقة مكبوتة تريد أن تخرجها ولو في البلطجة والدمار، أو تجنح إلى الإدمان والانحراف، أو على أقل تقدير تأثر العزلة والانزواء ، وقد يصل بهم الحال إلى اللا مبالاة وعدم الاكتراث وفي معظم الأحيان لا يقون على مواجهة أعباء الحياة.

ما أكثر ضحايا هذا النوع من الإرشاد، إنهم ثروات ضائعة وطاقات مهدرة وبراكين موقوتة ، مشتتة الأعمال عريضة الآمال وبخاصة حين يكونون في سن المراهقة والشباب، وما أحوج مجتمعاتنا أن تصغي إليهم وتهتم بهم وترعاهم.

 

ج) أما النوع الثالث فهو الإرشاد والتوجيه الصحيح : وهو ما نحن في حاجة إليه وما أقله في مجتمعاتنا ، ومن مواصفات هذا النوع:

- أنه لا يصدر عن أفكار مسبقة يريد صاحبها أن يمليها على من يحادثهم أو يتحاور معهم ،

أن يعتمد على الحوار المقنع

- أن يحترم العقل وأن يتخذ الأسلوب العلمي منهجاً له.

- أن يكون صاحبه أوالقائم بالإرشاد مقتنعا به ومخلصا وصادقا في توصيل فكرته إلى المتلقي.

- وأن يطابق قوله فعله فإن الإنسان لن يكون فعالاً فيما يقول حتى يكون فعالا لما يقول.

-أن يحتوي على مضمون ذا معنى .

-أن ينفذ إلى القلب والوجدان.

 

ومن أشكال هذا النوع:

* الكتب والمجلات والمقالات المخدومة والجادة.

* المواقع والقنوات والبرامج الهادفة.

* الأعمال الدرامية المفيدة بشتى أشكالها.

* النماذج والقدوات الحسنة في شتى المجالات.

* وكل أشكال التعبير والتواصل التي تؤدي خدمة ثقافية أو علمية أو عملية أو معيشية أوحياتية للأفراد والمجتمعات.

 

ما أحوجنا جميعاً إلى أن نتخلص من النوعين الأولين : الإرشاد الزائف والبلاسيبو، وأن نراجع أنفسنا لنرى مدى توافر مواصفات الإرشاد الفعال والصحيح في أقوالنا وتصرفاتنا ، فأبناؤنا وشبابنا محتاجون إلينا ، وإلى الإرشاد الصحيح لهم حتى لايأخذوه من مصادر مضللة أو مغرضة ، وحتى لا نحاسب حسابا عسيرا عليهم أمام الله عز وجل وأمام ضمائرنا وأمام مجتماعتنا وأمام التاريخ ، وأفضل لنا ولهم أن نأخذ بأيديهم من التهميش والفراغ والدمار إلى الإيجابية والتفوق والإبداع.

 

ونسأل الله لنا جميعا التوفيق:

بقلم د. احمد مصطفى شلبي

Email:[email protected]

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 44/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 315 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2011 بواسطة mostsharkalnafsi

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

362,692