لقد رأينا جميعا كيف كان العام الدراسي (2020) وبخاصة الفصل الدراسي الثاني منه، كيف كان عاما استثنائيا ؛ كيف تحملت الأسر أعباءا واستعدادات إضافية لمواجهة ظهور فيروس جديد ؛ لا يُعرَف عنه الكثير ، ويطرق باب الكبير والصغير،
وكم تحمل أبناؤنا الطلبة من ضغوطات وتوترات لمواجهة الظروف الجديدة (من مكث في المنزل وتباعد اجتماعي ، وأساليب تقييم ربما جديدة على بعضهم، وارتداء الكمامات ولجنة امتحان بإجراءات وقائية خاصة لمواجهة هذا الوباء الكئيب فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة مع بدايات فصل الصيف)
لكنني أود أن ألفت النظر إلى أن هناك مجموعات من الطلبة من صناع الإرادة تعرضوا لظروف أكثر صعوبة ؛ فإلى جانب مرورهم بما سبق كباقي الطلبة فقد تعرضوا لبعض الإعاقات ؛ البصرية أو السمعية أو الحركية ، كما تعرض بعضهم بالإضافة لما سبق إلى فقد أحد الوالدين (الأب أو الأم) الذين يكونان في هذه المواقف بمثابة السند والدعم والراعي والحامي، لكن هؤلاء الطلبة كانوا كالذهب الذي يزيده شدة الاحتراق لمعانا وبهاءا، وكالحديد الذي يزيده الطرق عليه قوة وصلابة فكانت عزيمتهم وطموحاتهم أقوى وأكبر من أي ظروف وإحباطات، وهذه بعض نماذج منهم –على سبيل المثال لا الحصر-:
* سامية محمد عبد الرحمن ؛ الأولى على الثانوية العامة المصرية مكفوفين 2020
قالت سامية محمد عبد الرحمن، بمدرسة النور للمكفوفين بالجيزة بنات، والحاصلة على المركز الأول على مستوى الجمهورية "مكفوفين"، إنها لم تكن تتوقع أن تحصل على المركز الأول، مشيرة إلى أمنيتها بدراسة الإعلام فى الجامعة الأمريكية.
وأضافت سامية فى تصريحات لـ"اليوم السابع": كنت أتوقع أن أحصل على مجموع "حلو"، لكن الأولى على مستوى الجمهورية فلم أكن أتوقع ذلك، مضيفة: "نفسى أكمل دراستي بمنحة بالجامعة الأمريكية، فى الإعلام، لأني بحب اتكلم مع الناس ونبرة صوتى كويسة، فممكن أكمل فى الإذاعة، وعن اختيار الجامعة الأمريكية، قالت: "أخدت كورس قبل كده فيها، وبحب دراستها ونظام تعليمها بحكم أنها اطلعت عليه أثناء دراستها".
فرحة عارمة ودموع انطلقت بمنزل سامية ، كما انطلقت الزغاريد فرحاً بالتفوق الدراسي
أب متوفى وأم قاتلت من أجل تفوق أبنائها فالكبرى تم التحاقها بكلية صيدلة والثانية نحتفل اليوم بتفوقها، سامية محمد عبد الرحمن الأولى في المرحلة الثانوية العامة مكفوفين التي حصلت على مجموع 395.5 والتي وصفت هذا العام الخاص بكورونا بأنه غاية في التوتر وأرجعت الفضل اولا لله ثم لوالدتها التي تعبت وسهرت من أجل نجاحها وحلمها.
أكدت سامية الحاصلة على المركز الأول في الثانوية العامة: أنا كنت بأخذ دروس وكانت بالنسبة لي المخرج الوحيد من جو البيت لكن مع كورونا اضطررت للمكوث في البيت وهذا أمر ممل وموتر جدا.
وتابعت سامية، كنت أذاكر طوال اليوم"مكنتش باخد بريك"، يمكن أن استريح ربع أو نصف ساعة فقط من المذاكرة على مدار اليوم كله.
المصدر : اليوم السابع ؛
الأربعاء، 05 أغسطس 2020
لكل ذلك يتوجب علينا تقديم تهنئة خاصة وشكر جزيل ؛
لكل الآباء والأمهات الذين تحملوا وبذلوا
ولجميع الطلاب والطالبات الذين سهروا واجتهدوا وبخاصة من تعرضوا لتحدياتإضافية .
ولرجالات التربية والتعليم الذين وقفوا وصمدوا
ولكافة الهيئات والأفراد الذين عاونوا وساعدوا
مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا الناجحين أن يحقق الله أملهم
وأن يكونوا مصدر فخر لأسرهم ووطنهم.
ساحة النقاش