<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
التعليم والتدريب المهني الى اين؟؟؟
بقلم :- محمد حيدر محيلان**.
تكمن اهمية التعليم والتدريب المهني انه يؤثر فى عدة مجالات: مثل سياسات الاستخدام والتشغيل المعاصرة .وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية .وكذلك أثر التدريب المباشر فى تنمية القوى العاملة ,ثم اثر التعليم المهني في التقليل من نسبة البطالة العالية المنتشرة بين الشباب.ثم ان ظاهرة النقص الواضح للأيدى العاملة الماهرة والملائمة ، والمطابقة المستمرة للقوى العاملة مع المتطلبات الحديثة التى يفرضها التقدم التقنى والعلمى الحديث والمتطور, تفرض علينا ان نتحدث بصوت عال عن اهمية التعليم المهني,وهي دعوة فى الأساس إلى توجيه النظر لمزيد من الاهتمام بقضايا التعليم والتدريب المهني تخطيطا وبرامجا وأهدافا ،.فان للتدريب المهنى اثر واضح على عناصر المجتمع كافة .فمن ناحية أثره فى الأفراد والعمال بوجه خاص فإنه الوسيلة الحاسمة لتنمية قدراتهم ، وإتقانهم للعمل ، ومنحهم فرص التوظيف او العمل الخاص ضمن مشروعات صناعية صغيرة ومتوسطة تسهم في زيادة الدخل الفردي وارتفاع نسب التشغيل, بعيدا عن الوظيفة الحكومية التي تنوء بالحمولة الزائدة من الموظفين , ومن ناحية عائد التدريب والعمل المهني على الاقتصاد الوطنى فإنه وسيلة مؤكدة لزيادة الدخل القومى الناتج عن ارتفاع مستوى الصناعة وقدراتها ، كما أنه ييسر الحصول على السلع والخدمات فى الأوقات المناسبة وبالجودة المطلوبة والأسعار المعقولة نتيجة الوفورات الاقتصادية التى يحققها التدريب المهني فى تكاليف الإنتاج عدا عن العائد الاقتصادي الكلي الذي يسهم في التقدم والرقى والرفاه الاجتماعي, فان اساس تقدم الدول العظمى هو التطور والتقدم الصناعي ,واهتمامها بالتعليم والتدريب المهني,فكثير من الدول المتقدمة أولت التعليم المهني جل اهتمامها فانعكس ذلك على تقدمها مثل المانيا التي اهتمت به حتى اصبح أحد الأسباب الرئيسة التي قادت إلى نهوض ألمانيا من أنقاض الحرب العالمية الثانية. ففي هذه الدولة ينظر إلى التعليم المهني والتدريب كجزء أساس مكمل للحياة، بل ينظر إليه باعتباره وسيلة رئيسة لتحسين المجتمع ورفع مستواه.إن هناك العديد من طلاب المدارس العليا في ألمانيا التي توازي الثانوية في معظم بلدان العالم يتركون المدرسة عند هذا المستوى التعليمي وفي سن التاسعة عشرة ليلتحقوا بمؤسسات التعليم المهني أو الاتجاه نحو تعلم بعض المهن على نظام الدراسة المزدوج. في هذه المدارس المهنية التي تعرف (بمدارس التعليم للعمل) يتم تقديم برامج أولية للإعداد المهني .وأما في المملكة المتحدة فإن اهمية التعليم والتدريب المهني ارتبطت بقصة انحدار بريطانيا وتراجعها كدولة عظمى مقارنة بالولايات المتحدة واليابان. لقد اتضح لأصحاب القرار في المملكة المتحدة أن من بين أسباب تراجع بريطانيا كقوة اقتصادية صناعية عدم اهتمامها بالتدريب المهني، الأمر الذي حدا بأصحاب القرار هناك إلى التأكيد على ضرورة تنشيط وتحفيز هذا النوع من التعليم والتدريب على المستوى المحلي. ونحن في الاردن احوج ما نكون لزيادة الاهتمام في التعليم والتدريب المهني وتوجيه الشباب نحوه من خلال تعاون القطاع العام والخاص وجهات اخرى كالاعلام والتربية بشكل خاص في المرحلة التي تسبق مرحلة اتخاذ قرار التوجه الدراسي , فحبذا توجيه الاهالي لأهمية التعليم المهني لتحفيز ابنائهم وبناتهم للدراسة المهنية بفخر واعتزاز ورغبة, تدفعهم للابداع والتفوق,لنتمكن من التغلب على التحديات والمعوقات التي تواجه التعليم والتدريب المهني والتي من اهمها نظرة المجتمع السلبية إلى التعليم والعمل المهني اليدوى الفنى ، وتمجيد التعليم الاكاديمي العام الذى يؤدى إلى أعمال ذوى الياقة البيضاء ، وتحط من قيمة العمل اليدوى والمهنى, وينبغي ان لا تقدم السياسات التعليمية الكم على حساب الكيف ، وان توائم بين مخرجاتها وبين احتياجات السوق. ومن المعيقات الاخرى تفشى ظاهرة حب المنصب العام التي أورثها الحكم التركي لمجتمعات الدول العربية حيث كان للموظف العام التركي هيبة وسلطة افتتن بها العرب كثيرا واصبح هم كل واحد متعلم هو او ابناءه ان يصبح (باش كاتب),وكذلك ضعف الوعي باهمية العمل والدراسة المهنية ، وهو وزر يتحمله المجتمع والحكومة وأطراف الإنتاج الثلاثة .وان الهوة السحيقة بين احتياجات التنمية والصناعة وبين البرامج والمناهج التدريبية وضآلة حجم الإنفاق على التدريب المهنى تعتبر ايضا معيقات بحاجة لاذابة امام تقدم الصناعة والعمل المهني .فهل تعطى الحكومة الأولوية والأفضلية فى اهتماماتها إلى قضايا التدريب المهنى ، و تعمل على تصحيح أوضاعه وإعطائه مكانته الجديرة فى برامج وخطط وسياسات التشغيل ، ، وهل تعمل الحكومة على دعم مراكز ومؤسسات التدريب المهنى فى أرجاء المملكة وصولا إلى سد النقص الكبير فى العمالة الماهرة والمتوسطة والفنية ، وهل تضع البرامج والمناهج التى تساير التطورات التكنولوجية العالمية وتلبى احتياجات سوق العمل وخطط التنمية الشاملة؟؟ ، ينبغي أن نعمل جميعا وبوجه خاص على نشر وتنمية الوعى الصناعى بين الأجيال الناشئة الصاعدة .
**مدير العلاقات الصناعية – غرفة صناعة اربد.
ساحة النقاش