هاجر موسى بقومه تخليصاً لهم من فرعون، وقد حصلت في هذه الأثناء حادثة التيه أربعين سنة بعد العناد والكفر الذي حصل منهم، حتى أخرجهم الله على يد فتى موسى “يوشع بن نون” إلى الأردن وقد دخل يوشع بن نون بقومه إلى أريحا ودارت معركة بينهم وبين قوم من الكنعانيين انتصر فيها وأورثهم الله ارض فلسطين طالما بقوا على عهدهم.
بعد وفاة يوشع بن نون عليه السلام انقسم بنو إسرائيل إلى قبائل عدة وكان حكامهم يسمون (القضاة)، وقد انتشرت بينهم الحروب والنزاعات وسلط الله عليهم الأعداء
ينتهي هذا العصر بأخر القضاة وهو النبي صموئيل الذي طلب منه بنو إسرائيل أن يختار لهم ملكاً يوحد صفوفهم ويقاتلون خلفه (العماليق) فبعث الله لهم الملك “طالوت” الذي نجح بفضل الله والطائفة المؤمنة معه في الإنتصار .. أسس طالوت «مملكة إسرائيل». و”إسرائيل” هو إسم نبي الله يعقوب.
في المعركة مع (العماليق) قتل داوود (عليه السلام) جالوت وهو شاب فزوجه طالوت ابنته وصار ملكاً عليهم وحكم فيهم بشرع الله
وسِّع داوود (عليه السلام) حدود مملكته، وهزم المؤابيين والعمونيين والأدوميين. وقد خلفه ابنه سليمان في حكمها .. وكان عصر نبي الله سليمان (عليه السلام) هوأقصى عصور ازدهارها
بعد وفاة سليمان أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكاً على بني إسرائيل ففاوضوه لتخفيف الأوامر والأحكام التي جاء بها سليمان وعندما رفض رحبعام ذلك تركه غالبية بنو إسرائيل وبايعوا يربعام بن نباط ولم يبايعه سوى سبطا يهوذا وبنيامين،
هكذا انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين :
أ :المملكة الشمالية (السامرة)
وكان أول ملوكهم يربعام بن نباط وعاصمتها السامرة ودامت دولتهم 250 سنة وانتهت سنة 721 قبل الميلاد حينما غزاهم سرجون ملك آشور واستولى على السامرة وسبى الأسباط وأجلى بنو إسرائيل إلى ما وراء نهر الفرات وبذلك انتهت هذه الدولة ولم تقم لها قائمة
ب :المملكـة الجنوبيـــة (يهـودا)
أول ملوكها رحبعام بن سليمان عليه السلام وعاصمتها أورشليم وقد عاشت أكثر من اختها (السامرة ) وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد نبوخذ نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 582 ق.م وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى اليهود إلى بابل
أعاد قورش بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق.م ، حيث انتقلت إلى ملك الاسكندر المكدوني بعد أن هزم الفرس واحتل الشام
عندما بعث نبي الله عيسى (عليه السلام) كذبوه وحاربوه وكان هو من حمل البشارة بنهاية عهد الله مع بنو إسرائيل قائلا لهم: “هكذا أقول لكم , مملكة الله ستؤخذ منكم وتعطى آمة تؤتي ثماره”
في سنة 135 ميلادية قام اليهود بثورة بقيادة باركوخيا، أرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخيا وذبح من اليهود 580 ألف نسمة وتشتت الأحياء من اليهود في بقاع الأرض ويسمى هذا العهد بـ (عصر الشتات) أو (الدياسبورا).
بعد ألف عام تقريبا من إحتلال الرومان لأرض الشام فتحها المسلمون في عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب