روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

القصة كاملة

ذهب بني إسرائيل لنبيهم يوما سألوه : ألسنا مظلومين قال : بلي قالوا : ألسنا مشردين قال : بلي قالوا : أبعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا قال نبيهم وكان أعلم بهم : هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتالقالوا : ولماذا لا نقاتل في سبيل الله ، وقد طردنا من ديارنا ، وتشرد أبناؤنا ، وساء حالنا قال نبيهم : إن الله أختار لكم طالوت ملكا عليكم قالوا : كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك - أبناء يهوذا - كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغني منه قال نبيهم : إن الله أختاره ، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه قالوا : ما هي آية ملكه قال لهم نبيهم : سيرجع لكم التابوت تحمله الملائكة ووقعت المعجزة وعادت إليهم التوراة يوما تم تجهز جيش طالوت ، وسار بالجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش قال الملك طالوت لجنوده : سنصادف نهرا في الطريق ، فمن شرب منه فليخرج من الجيش ، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبقي معي في الجيش وجاء النهر فشرب معظم الجنود ، وخرجوا من الجيش ، وكان طالوت قد أعد هذا الإمتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه ، وليعرف أيهم قوى الإرادة ويتحمل العطش ، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة ، لم يبق من الجيش إلا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا { 313 } ، لكن جميعهم من الشجعان كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا ، وكان جيش العدو كبيرا وقويا ، فشعر بعض هؤلاء الصفوة أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا : كيف نهزم هذا الجيش الجبارقال المؤمنون من جيش طالوت : النصر ليس بالعدة والعتاد ، إنما النصر من عند الله " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " فثبتوهم وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه وهو يطلب أحدا يبارزه ، وخاف منه جنود طالوت جميعا وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داوود كان داوود مؤمنا بالله ، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون ، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح ، ولا بضخامة الجسم ومظهر الباطل وكان الملك ، قد قال : من يقتل جالوت يصير قائدا علي الجيش ويتزوج أبنتي ولم يكن داوود يهتم كثيرا لهذا الإغراء ، كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله وسمح الملك لداوود أن يبارز جالوت وتقدم داوود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه ( وهو نبلة يستخدمها الرعاة ) تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع ، وسخر جالوت من داوود وأهانه وضحك منه ووضع داوود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر فأصاب جالوت فقتله وبدأت المعركة وأنتصر جيش طالوت علي جيش جالوت وبعد فترة أصبح داوود عليه السلام ملكا لبني إسرائيل ، فجمع الله علي يديه النبوة والملك مرة أخرى .قال تعالى : ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين * وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم * وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين * فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من أغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين * ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وأنصرنا علي القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت وأتاه الله الحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ) { سورة البقرة : 244 - 250 } وهب الله داوود صوتاً جميلا، فكان يصلي ويسبح لله بصوته الجميل فتخشع قلوب الناس، ومن شدة خشوع داوود في العبادة والتسبيح، أمر الله الطير والجبال أن تسبح معه، وقد أنزل الله على داوود كتاباً جميلا إسمه الزابور ليسبح الله بما جاء فيه. في يوم جلس داوود في محرابه الذي يتعبد فيه، وأمر حراسه ألا يسمحوا لأحد بالدخول عليه وهو يصلي، ثم فوجئ في محرابه بدخول اثنين من الرجال، خاف منهما داوود وسألهما من أنتما؟ قال أحد الرجلين: لا تخف يا سيدي بيني وبين هذا الرجل خصومة وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق. قال الأول: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، وهو يريد أن يأخذ نعجتي فيكمل بها نعاجه مائة، فقال داوود لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، ففوجئ داوود باختفاء الرجلين فعلم أن الله أراد أن يعلمه أن لا يحكم بين الناس إلا إذا سمع أقوالهم جميعاً، فسجد لله واستغفر لذنبه.رزق الله داوود بابنه سليمان، وفي يوم من الأيام جلس داوود ليحكم بين الناس، فدخل عليه رجلان فقال الأول: أن غنم هذا الرجل دخلت حقلي وأكلت كل زرعي، وقد جئت إليك لتحكم بيننا، فسأل داوود الرجل الثاني: هل فعلت غنمك هذا؟ فقال الرجل نعم فحكم داوود بأن يأخذ صاحب الحقل غنم الرجل تعويضا عن الزرع.إستأذن سليمان من أبيه أن يقول شئ فسمح له داوود فقال عندي حكم أخر يا أبي، ليأخذ صاحب الغنم الحقل ليصلحه، ويأخذ صاحب الحقل الغنم لينتفع بها حتى يعود الحقل كما كان، فيأخذ صاحب الحقل حقله ويأخذ صاحب الغنم غنمه، قال داوود: هذا حكم عظيم يا سليمان، الحمد لله الذي وهبك الحكمة.وجاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل لما خلق آدم مسح ظهره فظهرت كل ذريته إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر، فقال: أي رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون عاما، قال رب: زد في عمره. قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف عام. فزاده أربعين عاما، فكتب الله عز وجل عليه بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة، فلما احتضر آدم وأتته الملائكة تقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عاما، فقيل إنك قد وهبتها لابنك داود قال: ما فعلت، وأبرز الله عز وجل عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة. رواه أحمد توفي داوود وهو مطمئن بعد أن وهب الله لسليمان الحكمة ليحكم بني إسرائيل من بعده، وقبل أن يموت أوصى داوود سليمان بأن يعبد الله ولا يضل عن عبادته، ومات داوود وبکی بنو اسرائیل علي ملکهم ونبیهم داوود علیه السلام.

 

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 199 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2018 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

143,216

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن