جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أبى هذا كتابى أكتبه اليك .... وأنت فى قبرك تنعم غير مهان
فالأوطان صارت بعدك مومسا.... يمتطيها أبناء العهر والزوانى
وما عاد فى سقيفتنا ركن نمتطيه.... فقد إمتلأ بالراقصات والغوانى
ولا تسألنى عن الرجولة أين ذهبت.... صارت لحما طريا يستوى بدخان
وتبدلت ملامح الذكورة فقد نضجت.... الأنوثة على الشفاة والأجفان
ولا تسألنى عن أخى الصغير حينها .... كسره القهر والإذلال والكتمان
ولا عن أختى التى أرقصتها .... وغنيت لها بإبن الحلال الدان
فقد استلو عرضها من رحم فجر .... شرع فيه المؤذن بالأذان
وأمى التى إستباحوا ضجيج .... أمومتها ألقت بوصاياك بربى الجان
وصارت تحصى أنفاسها حسرة ....على زهور لوث رحيقها الطغيان
تأبى المنية خشية لقاك بخذلانها.... وكل ليلة يجوب حجرتها الملكان
ولا تسألنى عن صلاة الفجر .... صليتها خوفا من الجدران
ولا عن شيخ إعتلى منبره .... يعوى لأسياده ويقدح فى الرحمن
هل يا أبى نحن بمقام أخرة .... يخجل فيها المسيخ عن الإتيان
والمهدى الذى بُشرنا به لا ندرى.... بسرداب هو أم برحم شريفة مصان
ألا سألت ربك يا أبى فى برزخك .... ألنا مقعدا عندك نستبيحه فى ربا الجنان
أستحلفك بربك ألا تخبر نبينا .... بأننا صرنا قطيع فاقد الأذهان
أبتاه لا تطلع رسالتى ولا تقرأها.... لسيد الخلق فى مقعده دجى الأنام
ولا تخبره يا أبى أنه فى أوطانن ....كلب الروم تربع فى الميدان
وأن الأقصى ما عاد قبلة .... بل سار إسراء ومعراج مُكذبان
وأبناء القردة فوق قبوه تبولوا ....على الركع والسُجد فى الأركان
ولا تخبره يا أبى أن أمتك .... تدفع الجزية ليظل عرش سيدنا مُصان
ولا تخبره أن لا أوطان له ولا .... مراقد ولا مآذن ترعب الطغيان
وكيف يا أبى لا تخبروهو الذى.... كل ليلة يعرض عليه خزينا فى العنان
فإن كان فى جنتك سم خياط لى .... أدعوا ربك يرسلنى اليك غير مُعان
وادعوه ان تأتى منيتى على .... سجادة أستغفره وأتلو بها قرآن
فأنا لا أملك الا قلبا حانيا بربه.... يقتله الشوق للقى الرحمن
فالغربة زاد وطأها والتغريب .... صار دين نسلكه وعقيدة الأعوان
فأنا إبن وطن لا أعرفه حتى.... صرنا جراد مهاجر بلا اوطان
نهاجر فى المهالك ننتظر .... سفينة نوح التى يقودها قرصان
وإن نجونا من حوت يونس .... وبحر موسى وهدير الموج والطوفان
داسونا بأقدامهم خوفا على .... ضياعهم الحبلى بخزائن جنانى
لا يضيرك يا أبى بأى أرض .... أموت فلتحملنى أكفك لصاحب الغفران
فلم يعد لى عصا أتوكأ عليها .... وما عاد لى مآرب أخرى تدفع الأحزان
فلا تسألنى يا أبى عن تاريخ حلمت به .... وسطرتة حيا يمجد الأوطان
كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين