<!--
<!--<!--
من الأمور التي لم يختلف عليها دين أو فكر أو توجه هي طاعة الوالدين ولكن الإسلام افرد لها ما افرد من المساحات التي تستوعب كل الأفكار حتى لفظ (وبالوالدين إحسانا )فيها من القسوة والجبروت التي قد يصل إليها الابن في معاملة والديه ليصل الرجاء في النص إلى ( الإحسان إليهم ) وما كان ليستقيم القران عند البشر لولا بلاغته وإعجازه إنها آيات التوقع للمستقبل وما قد ينتجه سلوك البشر العدواني فياتى القرءان بمفردات هي بمثابة صدق للعقل البشرى الذي لم يستوعب بعد حروف آياته ( إما يبلغن عندك الكبر) وهى تلك تراجيديا القران فكيف تستقيم الأمور لأب حاضن ومربى لابنة وهو قائم عند أبية إلى ابن حاضن لأبية يصل إلى درجة الضعف ( فلا تقل لهما افا ) هي إذن شجرة شاخت وتآكلت فروعها النضرة فلا مجال للناظر في التمعن فيها ولكن علية التغزل بفروعها هكذا يصف القران الكريم حال الآباء عند أبنائهم لم يوصى القران الأب البالغ الراشد على طفل رضيع لا حول له ولا قوة ولكن يوصى الابن على هرم كبير بلغ من الكبر عقول الصغار فالعاطفة الأولى فطرية متوهجة وفى الثانية متقلبة ومتغيرة وتروى لنا السير أبواب من الفرج على أيد طاعة الآباء وتروى أيضا أبواب من الهلاك بسبب عقوق الآباء ماتت التي كنا نكرمك من اجلها إذن نعمة بنعمة ونقمة بنقمة ولكن تلك أصول تحتاج إلى عمق في البحث يرقى لمستوى المتخصصين في السلوك البشرى للعقوق المفرط للأبناء الذي قد يصل إلى درجة الأذى الجسدي والنفسي للأب أو الأم وقد فسر البعض هذه الظاهرة إلى عمق الفراغ الديني لدى الشباب والحالة الاقتصادية المزرية والحقن الابوى الخاطئ لمفاهيم التنشئة والسلوك التربوي الخاطئ لمفهوم الطاعة ومتطلباتها إن الظروف القاسية أوردت الآباء أيضا القسوة مع أبنائهم وهذا هو البعد عن مفهوم القدر وما أراده الله للإنسان وتتنوع القصص والروايات عن التخبط البشرى في العلاقة السامية بين الآباء والأبناء وهذا الخلل المعقد لتلك الظاهرة أوردت إحدى الصحف أن احد الآباء ذهب مع زوجته لإحدى المصايف فوجد عرافه تبيع تجارتها على الشاطئ فاقترب منها محاولا استطلاع الغيب الذي حجبه الله عن البشر ( لو علمتم الغيب لرضيتم بالواقع ) فبشرته بثلاث أبناء سيسلكون مناصب مشرفة وراقية هذا هو الجزء السار في النبوءة أما الجزء المحزن هو ما أخبرته به بأنه سيقتله احد ابنائة وغالبا سيكون أصغرهم اخذ الرجل كلام العرافة بسخرية وهذا هو الطبيعي وتمر السنون وبعيدا عن قول العرافة الذي صادف الغيب ينجب ثلاث أبناء وهو في معترك الحياة لم يتذكر ما حملته رحلته هذه من حزن وفرح ممزوجين بغطاء ديني باهت إلا بعد قدوم الابن الثالث وتخرجه من كلية الطب تذكر الرجل الرحلة ونمت في مخيلته الفكرة واستسلم للعرافة والشيطان فقرر أن يتخلص من ابنه حجبا لما قد تقدم به الأيام من تحقيق النبوءة وظلت المحاولات الحثيثة لقتله تتوالى فاستشعر الابن ثم تأكد من والدته التي روت له الرواية بتفاصيلها فقرر الانتحار فاتصلت الأم بزوجها لينقذ ابنها فتصطدم سيارته وينقل إلى المستشفى ليموت بين يدي ابنه اثر عملية لإنقاذه كانت فاشلة ،،، بغض النظر عن صدق الرواية أو ( فبركتها ) فهي تصل بنا إلى الأقدار الغامضة التي لم نجد لها تفسيرا والمقدر الغامض لموت الأب والأسباب المشروعة لموته ،، تعكس الرواية بعد الثقافة الدينية الشعبية لدى الناس ومدى تعلقها بالخرافات والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على سلوكها وان سحرها يفوق سحر الدين عند ضعاف العقول لما تحويه من غموض وإثارة وتعكس أيضا مدى قوة استحواذها على تلك العقول ( وان الري الطبيعي والمشبع للدين المعتدل هو المضاد الطبيعي لمقاومة تلك الخزعبلات ) ومن هنا أيضا يتضح إن النشأة الدينية الصحيحة هي المحدد االاول لسلوكيات البشر وهى الرهان الرباني على مباهاته بالملائكة حينما خلقه وكيف انه يحتضن عناصر البنوة والأبوة في آن واحد ابن يدلل ثم أب يدلل فتلك العلاقة المكررة والمعكوسة كان لا بد أن يحكمها ميثاق العدالة في الأدوار من ابن لأب ومن أب لأبن ، فالإنسان وحده المكلف بتنفيذ تلك الشراكة ومسئول عن بنود عقدها ، وتأتى البيئة الاقتصادية والاجتماعية في المرتبة الثانية لأنه الشريان المغذى لاعتدال الفكر والامزجه والمنشط الفعال لأتساع الأفق والرسوخ العقائدي المثقل بالمثل ، فالأمل منبعه العقيدة والتشدد والتفسير القاسي للمفاهيم الدينية منبعه بيئة جافة وصلبة وقاسية اجتماعيا واقتصاديا فالبيئة التي يوفرها الأب للتربية بقدر قسوتها بقدر ما تنتج تشنجا فكريا وتفسيرا متشددا هو بمثابة ستار لما خلف القهر والمعاناة ( فالأب المقصر في الصلاة لا تشاركه طعامه ولا ماله والعبوس في وجهه من ضروريات الإيمان ، وألام المتبرجة هي قد شرعت ضربا من الفسوق يجب هجرها عليه وربما .... ) ويأتي رجاء إبراهيم لأبيه في سورة مريم عاكسا لتلك المعاني ومناقضا لها ولكنها البيئة هي التي أوجدت تلك التفسيرات وهذا هو قصد السبيل العقوق المتبادل عقوق مرئي وهو ما يرتكبه الابن في حق والديه وعقوق مستتر وراء ه بيئة معتمة الأمل والتفاؤل في غدا مشرق يرتكبه الأب ، إننا جميعا أباءا وأبناء ا بحاجة إلى هيكلة دينية وأخلاقية ومجتمعية وبحاجة ماسة إلى إشباع ديني متزن ليكون قناعة ورضا أمام نهم العقوق والجفاء وقسوة التربية التي ترافقها قسوة الطاعة