روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--<!--<!--

لو كنا نستطيع الانتظار لانتظرنا سابقك وما ثورنا عليه وخلعناه نحن شعب بلغ به القهر والجوع والخوف مبلغه وبلغت به المهانة مبلغها وما عدنا على الصبر قادرين منذ سنين وهذا الشعب يمنى نفسه وحاكمه بصلاح الحال وتيسير الأمور  كنا قبلها روادا لأننا كنا كراما أما وقد هان على الشعب خوفه ورعبه وان مصر هي مصر متى قامت انتفض من حولها ومتى نامت تأسد من حولها إذن سحرها في شعبها وتألقها في إرادته ولهذا طال الانتظار وبلغ الملل والقلق القلوب لخطوات وتصريحات كنا سمعناها من قبل وصدقناها ولم تأتى بخير إننا على مدار سنين نسمع بالمصارحة والمكاشفة التعجيزية من عجز الموازنة وقلة الموارد وتدبير الأمور وعنق الزجاجة والتي اكتشفنا بعدها أن الزجاجة كلها عنق وليس فيها إلا عنقها الذي حُشرنا فيه إذن هي لغة الأولين من سابقيك يكررها معاونيك ووزرائك لغة كانت تأتينا لنعذر من هو بالأعلى ليهلك من هو بالأسفل اقصد الداخل المريض والمعبئ بالهموم والذي ما عادت تجدي معه المسكنات انه الداخل الخرب والذي هو أولى من الخارج المهان شد رحالك إلى الداخل ودعك من الخارج قليلا فبداخلك المشبع والمنمى والمطور سيأتيك الخارج زحفا الداخل الذي ينتظر على ناصية الشوارع والحارات ثمار ثورته وان كنت أنت وغيرك ما طرحتموه أثناء حملتكم الانتخابية صدق فأين هو الصدق من وطن ذهب حاكمه من مرقد ثورته ليتسول  إن كانت هناك أموال توقف إهدارها وتهريبها فأين مردودها على الداخل المريض وان كانت مصر تملك ما اخفي عنا فأين هو، هذا الإيقاع الغريب والرتيب الذي يستعصى عن التغير يسرى كالفيروس في كل الحكومات التي تعاقبت حتى الآن ويبدوا أننا سننتظر طويلا ونحن نسمع سياسة الترميم والترقيع لحال المواطن المنسي والمحبط إن الهروب إلى الخارج تجنبا لمشاكل الداخل ليس حلا وأن الأعذار التي تساق لعجز الأجهزة عن التنمية الحقيقية وحل مشاكل المواطن البسيط ساذجة وقد قويت مناعتنا ضدها وبحسبة بسيطة لمصر قبل وبعد الثورة هي مصر ولم تتغير مؤسساتها في كامل عافيتها ومواردها في كامل طاقاتها لم يدمر مرفق ولم تخرب مؤسسة  ولم يحترق مصنع إنها ثورة شعب راقي حافظ على كل شئ حتى فاترينة بائع الطعمية في الشوارع الخلفية لم تمس إذن أين هو الخلل ومن أين يأتي الوهن والضعف إنها نفس المؤسسات والمرافق التي كانت في العصر السابق ولم تمس لم نكن نعانى مشكلة البنزين والسولار والبوتاجاز فمن المفترض أنها تعطى أكثر من سابقها ومن المفترض أن النهب والإهدار قد توقف ونزيف تهريب الأموال قد اختفى إذن أين هو الخلل وأين هي المناطق الرخوة التي تخشى العبور فوقها انه الدخل أولى أن ينبهر بك وبتنميتك وليس الخارج الذي تبهره خطاباتك إننا مللنا هذه التصريحات التي كالقرآن كتبت علينا من عجز الموازنة  وخوف من الفقر القادم والأمل العاجز إننا لم نأتي برئيس يلقى إلينا مشاكلنا لنحلها بل أوجدناه ليحلها هو ومعاونيه ومن لم يستطع لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلا يسعه إلا بيته   فلا يجب أن نبتلى بحكومة رتيبة وتقليدية تمشى بخطى سابقيها وأخشى أن تكون هي نفس خطاك الطريق إلى الفرعنة وحاشية تهول لك ولا تهون تعسر لك ولا تيسر تحبطك ولا تدفعك للتفاؤل انزل إلى المقاهي والحواري والشوارع واستمع إلى همس الجياع ورعشة الخائفين على مستقبل أبناءهم وهموم الأرامل والمطلقات إنها تركة تنتظر مخلصها إنها معاناة تنظر من يحملها إن ما نسمعه لا نجده وما نجده لا نسمعه لم نقم بثورة لنحبوا خلفها فترضى عنا ولم نقم بثورة يتعارك على تركتها النخب والأحزاب ولم نقم بثورة نصدرها للعالم ونستورد مآسيها الكل يعلم أن مشكلة مصر مشكلة إدارية وليست مشكلة اقتصادية إننا نعانى من عجز إداري يهدد كل تنمية  إن الثورة لم تدب بعد في عروق كبار موظفي الدولة وأصحاب القرار ولم تدب أيضا في عروق صغار الموظفين لأنه ليس هناك دافع يدفعها لتسرى بين شرايين معارضيها ومحايديها  إننا على استعداد تام إلى الذهاب إلى ابعد ما يكون مع قائد يشعرنا بأن السباق يكون للأمام وليس للخلف وبما انك حُرر من كل تبعات حزبية وأيدلوجيات خاصة فحرى بك أن تتلمس المناطق المنخفضة في هذا الوطن  وعليك أن تتحرر  من ضغوط معارضيك وطلبات معاونيك فقد منحك الشعب صلاحيات أربع سنوات وأنت آمن فيها على عرشك فأولى بهم  أن تؤمن لهم عروشهم ليدفعوك ثانية فلا تترقب ردود فعل معارضيك في قراراتك فالواقع هو ما ينصفك وان ما يسرى في وجدان الناس هو صلاح أنفسهم وأحوالهم التي لا زالت تنزف معاناة  وقهر وان كان الجهاز الإداري عاجز على إنقاذ الغرقى من الفقراء وان كان قد تعمقت داخله أعراض الماضي من إهمال ومحاباة ومحسوبية فمصر فيها تسعون مليون انتقى منهم من هو صالح وأمين ولا تنتقى من له ولاءات وانتماءات فالكل بشر لا يمنعه انتمائه من الانحراف ولا يمنعه ولاءه من الشرود إن هذا الشعب الذي بدأ يحتضر داخله الأمل وبلغ منه الإحباط التراق يحتاج إلى غرف مركزة وعمليات جراحية عاجلة فما عاد يطيق صبر الانتظار  والحق أقول يا سيادة الرئيس إني أراك رئيسا تقليديا وليس ثوريا والحق يقال أنى أرى الإعياء الشديد يمتطى كل خطط التنمية والتقدم ولم نعد نسمع إلا عن ما يجود به الآخرين من مليارات تضخ في خزائن لم تبارح سياج أقفالها إن مشاكلنا ليست مستعصية  ومواردنا ليست هينة وفضلنا سبق للذين نتسول منهم هي مصر إذن بحاجة إلى قائد يعرف من هي وما هي ، هي مصر التي ما انحنت ولا انكسرت ولا ركعت ولكنها أرهقت وأجهدت فغمرها الإعياء من جفاء أهلها وجحود جيرانها إن الثورة لا تعنى أن كل أهدافها هي إزاحة الظالمين والفاسدين ولكن الثورة تعنى وماذا بعد وماذا قدمت لأبنائها  أن الثورة التي قام بها الشعب ليزيح نظام بأكمله ليس بينه وبين حاكمه خصومة شخصية ولكن دفعهم وباء انتشر بالوطن من قهر وظلم وضيق للعيش  إننا لا يعنينا من يحكمنا مادام مصريا ولكن ما يعنينا هو كيف سيحكم  أنى اشعر أن بطانة كل سلطان وحاشية كل حاكم بدأت تلف خيوطها حولك فترشدك بما يقهر هذا الشعب ويمرضه وتدلك على ما ينغص على الناس حياتها فاحذر فإنها موروث كل حاكم وتركته إما تنجيه أو تهلكه وهى تزين له حسن أعماله وصلاح تصرفاته فاحذر أن يحجبوك عن الناس فتنسى أن هذا الشعب مرابض على حدود الفساد مترقب جنوح التصرفات  فأبواب التاريخ مفتوحة للخالدين تحكى عنهم وعن انجازاتهم إن رحالك للخارج هو جزء من كل والكل هو الداخل الذي ما زال ينتظر مكوثك بين يديه تقدم له ترياق أمراضه

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 136 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

143,149

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن