روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--

<!--<!--

  من الأمور التي لم يختلف عليها دين أو فكر أو ثقافة هي طاعة الوالدين ولكن الإسلام افرد لها ما افرد من المساحات التي تستوعب كل الأفكار حتى لفظ

وبالوالدين إحسانا )فيها من القسوة والجبروت التي قد يصل إليها الابن في

معاملة والديه ليصل الرجاء في النص إلى ( الإحسان إليهم )وما كان ليستقيم

 القران عند البشر لولا بلاغته وإعجازه إنها آيات التوقع

 للمستقبل وما قد

 ينتجه سلوك البشر العدواني فيؤتى القرءان بمفردات هي بمثابة صدق للعقل

 البشرى الذي لم يستوعب بعد حروف آياته ( إما يبلغن عندك الكبر) وهى تلك

 تراجيديا القرآن فكيف تستقيم الأمور لأبوين حاضنين ومربيين لأبنائهما وهو قائم عندهم

 إلى ابن حاضن لأبوين يصلان إلى درجة الضعف ( فلا تقل لهما افا ) هي إذن

 شجرة شاخت وتآكلت فروعها النضرة فلا مجال للناظر في أن تقع عينه على ثمار فيها وهى غضة الأفنان ولا ظل تروى رطوبته أجنابه المتوهجة من حر الشمس ولكن علية

 التغزل بفروعها هكذا يصف القران الكريم حال الآباء عند أبنائهم لم يوصى

 القران الأب البالغ الراشد على طفل رضيع لا حول له ولا قوة ولكن يوصى الابن

 على هرم كبير بلغ من الكبر عقول الصغار فالعاطفة الأولى عاطفة أبوية وهى عاطفة فطرية متوهجة ومتجددة وفى

 الثانية عاطفة الابن وهى متقلبة ومتغيرة وتروى لنا السير أبواب

 من

 الفرج بفضل طاعة

 الآباء ( كان بارا  بوالديه )وتروى أيضا أبواب من الهلاك بسبب عقوق الآباء ( قال سآوي إلى جبل يعصمنى ) أو كما قيل ماتت التي كنا

نكرمك

 من اجلها إذن نعمة بنعمة ونقمة بنقمة ولكن تلك أصول تحتاج إلى عمق في البحث

 يرقى لمستوى المتخصصين في السلوك البشرى للعقوق المفرط للأبناء الذي قد

 يصل إلى درجة الأذى الجسدي والنفسي للأب أو الأم وقد فسر البعض هذه الظاهرة

 إلى عمق الفراغ الديني لدى الشباب والحالة الاقتصادية المزرية والحقن الابوى الخاطئ لمفاهيم التنشئة والسلوك التربوي الخاطئ لمفهوم الطاعة

 ومتطلباتها إن الظروف القاسية أوردت الآباء أيضا القسوة مع أبنائهم وهذا هو

 البعد عن مفهوم القدر وما أراده الله للإنسان وتتنوع القصص والروايات

 التي تروى لنا التخبط البشرى في العلاقة السامية بين الآباء والأبناء وهذا الخلل المعقد

 لتلك الظاهرة وفى هذا الإطار  أوردت إحدى الصحف أن احد الآباء ذهب مع زوجته لإحدى

 المصايف

 فوجد عرافه تبيع تجارتها على الشاطئ فاقترب منها محاولا استطلاع الغيب الذي

 حجبه الله عن البشر ( لو إطلعتم على الغيب لرضيتم بالواقع ) فبشرته بثلاث أبناء

 سيسلكون مناصب مشرفة وراقية هذا هو الجزء السار في النبوءة أما الجزء

 المحزن هو ما أخبرته به بأنه سيقتله احد ابنائة وغالبا سيكون أصغرهم اخذ

 الرجل كلام العرافة بسخرية وهذا هو الطبيعي وتمر السنين وبعيدا عن قول

 العرافة الذي صادف الغيب ينجب ثلاث أبناء وهو في معترك الحياة لم يتذكر ما

 حملته رحلته هذه من حزن وفرح ممزوجين بغطاء ديني باهت إلا بعد قدوم الابن

 الثالث وتخرجه من كلية الطب تذكر الرجل الرحلة ونمت في مخيلته الفكرة وتربع الشيطان فى عقله متلاعبا بثقافته الدينية المحدودة

 واستسلم للعرافة والشيطان فقرر أن يتخلص من ابنه حجبا لما قد تقدم به

 الأيام من تحقيق النبوءة وظلت المحاولات الحثيثة لقتله تتوالى فاستشعر الابن ثم تأكد من والدته التي روت له الرواية بتفاصيلها فقرر الانتحار

 فاتصلت الأم بزوجها لينقذ ابنها فتصطدم سيارت الأب بإحدى السيارات المارة  وينقل إلى المستشفى ليموت

 بين يدي ابنه اثر عملية لإنقاذه كانت فاشلة ،،، بغض النظر عن صدق الرواية

 

 أو ( فبركتها ) فهي تصل بنا إلى الأقدار الغامضة التي لم نجد لها تفسيرا والمقدر الغامض لموت الأب والأسباب المشروعة لموته ،، تعكس

 

 الرواية بُعد

 الثقافة الدينية الشعبية لدى الناس ومدى تعلقها بالخرافات والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على سلوكها وان سحرها يفوق سحر الدين عند ضعاف

 العقول لما

 تحويه من غموض وإثارة وتعكس أيضا مدى قوة استحواذها على تلك العقول ( وان

 الري الطبيعي والمشبع للدين المعتدل هو المضاد الطبيعي لمقاومة تلك الخزعبلات والرضوخ المطلق للطاعة المقننة ما دام لا يدعوانه للكفر  ) ومن هنا أيضا يتضح إن النشأة الدينية الصحيحة هي المحدد

 االاول

 لسلوكيات البشر وهى الرهان الرباني على مباهاته بالملائكة حينما خلقه وكيف أن هذا الكائن الفريد من بين ما خلق

 يحتضن عناصر البنوة والأبوة في آن واحد ابن يدلل ثم أب يدلل فتلك العلاقة المكررة والمعكوسة كان لا بد أن يحكمها ميثاق العدالة في الأدوار

 من ابن لأب ومن أب لأبن ، فالإنسان وحده المكلف بتنفيذ تلك الشراكة ومسئول

 عن بنود عقدها ، وتأتى البيئة الاقتصادية والاجتماعية في المرتبة الثانية لأنه الشريان المغذى لاعتدال الفكر والامزجه والمنشط الفعال لأتساع

 الأفق

 والرسوخ العقائدي المثقل بالمثل ، فالأمل منبعه العقيدة السليمة والصحيحة والتشدد والتفسير

 القاسي للمفاهيم الدينية منبعه بيئة جافة وصلبة وقاسية اجتماعيا واقتصاديا

 فالبيئة التي يوفرها الأب للتربية بقدر قسوتها بقدر ما تنتج تشنجا فكريا وتفسيرا متشددا لدى الأبناء وهو بمثابة ستار لما خلف القهر والمعاناة من سلوكيات  ومن الأمثلة على تلك المفاهيم هو ما كان رائجا بين ثقافات طلاب الجامعة المتدينين فى فترة بزوغ الاتجاه الديني بينهم وتكوين التنظيمات الدينية على أسس فقهية هشة  ( فالأب

 المقصر في

 الصلاة لا تشاركه طعامه ولا ماله والعبوس في وجهه من ضروريات الإيمان ،

 وألام المتبرجة هي قد شرعت ضربا من الفسوق يجب هجرها عليه وربما....جلدها هي أفكار أعتنقها البعض مردودها قسوة التفسير والجهل بالنصوص القرآنية

 وهو يكرر يا أبتي أكثر من مرة ليدعوه إلى النجاة  ) ويأتي رجاء إبراهيم في سورة مريم مناقضا لتلك الأفكار والمفاهيم

فى  ولكنها البيئة هي التي أوجدت تلك التفسيرات وهذا هو قصد السبيل العقوق

 المتبادل بين الأباء والأبناء  عقوق مرئي وهو ما يرتكبه الابن في حق والديه وعقوق مستتر يخفى  وراء ه

 بيئة معتمة الأمل والتفاؤل في غدا مشرق يصنعه الوالدين ، إننا جميعا أباءا

 وأبناء ا بحاجة إلى هيكلة دينية وأخلاقية ومجتمعية وبحاجة ماسة إلى

 إشباع

ديني متزن ليكون قناعة ورضا أمام نهم العقوق وشراسة الأفكار وقسوة التربية التي ترافقها قسوة الطاعة .

 

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

144,881

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن