جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
المقامة المصرية
تأليف/سامح فتحى عبد العال
حدثنا موجود بن مفقود: أن بلاد العرب فزعت فزعا شديدا من شر قد اقترب ؛إذ اشتد بين الناس الاحتراب، وزاد فى البلدان الاختراب ،وعم بين البشر الاغتراب، وسادت فى الصدور ظلمة كئيبة سوداء، وغصت الحلوق بمرارة البلاء وخفاء الأعداء والأصدقاء، وإذا بالشر يضرب البشر والحجر، معتقدا أنه صار القضاء والقدر ،فعرض الأوطان الآمنة لقسوة الخطر ، وتعرضت عقول الشباب للاحتلال فأصابها الاختلال ،فذبحوا الآمال واعتقدوا أن بأيديهم الآجال، فساءت منهم الأقوال والأفعال التى تنهد لها رواسى الجبال فساقوا الأوطان إلى مذابح الشيطان ، واحتكروا لأنفسهم الدين ،واحتقروا عامة المسلمين ، فما تنفعهم شفاعة الشافعين ، وابتلاهم الله بحول فى التفكير، فأعملوا فى صفوف الناس التكفير، وجعلوا من أنفسهم مطية للتفجير ، زاعمين أنها ثورات للتغيير ،واختلط الإفهام والتفسير، فقلت يا رب ماهذة الفتنة المشؤومة ؟رياحها مسمومة تعصف بشعوب مألومة وأقبل على حينئذ أبو شومة صاحب العصا المختومة فقلت له: من أين جئت؟ فقال: جئتك من العراق، بنبأ تتقطع له الأعماق، وتشرئب له الأعناق ،و تصاب منه العقول بالإغلاق ،قوم من الناس كونوا جماعة ،جعلوا من الدين للناس فزاعة، وباعوا دينهم وأوطانهم بأرخص بضاعة ،قالوا:نحن دولة العراق والشام والخلافة ،وأهل الموصل منهم فى أشد مخافة ،وقالوا : نحن داعش جماعة القتل الفاحش ،فهجروا النساء والأطفال ،و ذبحوا الشيوخ والرجال ، على أكتافهم غربان إسرائيلية تدعو إلى مزيد من الخراب والدماء ،وعلى رؤوسهم دولار أمريكى مطبوع ،ينذر باكتمال مشروع ،يجبر العرب والمسلمين على الخضوع، وعن يمينهم جارية قطرية ،خادعة لأمتها العربية، وعن يسارهم امرأة تركية كأنها منجمة فلكية.”داعش أوقل واغش”رأس خاوية ،حولها كلاب وذئاب عاوية ،فقلت لنفسى أليس لنا من ناجية من هذه الداهية؟ فرأيت طائرا فى السماء ليس كبيرا ،لكنه يفر من شباك صيد فصار أميرا ، فناديته : من أى البلاد أنت أيها الحر النبيل ؟ قال: من أرض النيل والوادى الأصيل، من أرض شعب أبى قهر المستحيل.قلت : مصرى وربى.قال مصرى من المصريين ، محبى العرب أجمعين ،حاملى شعلة الإسلام إلى العالمين ،قاصمى ظهور الجبابرة الظالمين ،ينصرنا الله تعالى ولو بعد حين ،وإنامعكم إن شاء الله من المنتظرين .فهللت : الله أكبر فوق كيد المعتدين والله لأعملن فى عظامهم شومتى قال :ياأبا شومة ياصاحب الشومة المختومة الضربة القاضية لها ساعة معلومة وإنها وربى محتومة حفظك الله وحفظ لك هذه الشومة. فقلت له : بم توصينى أيها الحر النبيل؟قال:أخبر الدنيا كلها أن لله الدين وإياه نعبد وإياه نستعين وأن الأرض نعيش عليها أجمعين سالمين آمنين فمن خوفنا وأفزعنا فما له من ناصرين والحمد لله رب العالمين.
بوابة معلمى الغالى: تعلم العلم واقرأ تحز فخار النبوة ... فالله قال ليحيى خذ الكتاب بقوة.
ساحة النقاش