أعلن الشاعر الفرنسي فرانسوا كورتيا كاتب الاغاني الراقصة انه اعتنق الدين الإسلامي بعد ان مر بفترة كان فيها ملحدا ثم جرب الديانة المسيحية وبعدها قرر ان يختار الاسلام دينا له. وترك فرقته الغنائية وكتب 30 قصيدة لمدح الإسلام وسافر الى دمشق لدراسة اللغة العربية والدراسات القرآنية ثم انتقل للدراسة في الأزهر ويأمل أن يتحقق طموحه عبر إكمال دراسته في السعودية ليحمي ابنته من الفتن.
"فرانسوا" الذي عدل اسمه إلى "عبدالله" بعد الإسلام، لم يبالِ بتوسلات المعجبين والمعجبات، ممن يتابعون الفرقة الغنائية التي كانت تجوب ليون الفرنسي لتحيي الحفلات الغنائية في العديد من المسارح والمواقع العامة، وقرر بعد مشوار طويل من التأمل والتفكير أن يعتنق الإسلام ويبدأ حياة جديدة شعر معها بالطمأنينة التي فقدها 31 عاماً.
الصبي المدلل
ولد عبدالله في إحدى ضواحي المدينة الفرنسية ليون لوالدين ملحدين لا يعترفان بالديانات، كان الأب طبيباً جراحاً على مستوى المدينة، والأم معلمة يشار إليها بالبنان، ولم يشعر خلال سنوات الطفولة ذلك الصبي المدلل بنقص مادي أو معنوي بل كان مثالاً للطفل السعيد الذي يحلم أطفال المدينة أن يعيشوا مثله.
حين بلغ السابعة من عمره بدأ في طرح العديد من الأسئلة عن الرب.. يقول "عبدالله" : كنت أعلم بأن هناك شيئاً كبيراً يسيطر على الحياة ويخلق البشر ويجب اتباعه، وعندما بلغت العاشرة تقريباً قررت الذهاب وحدي للكنيسة لأرى الدين. وحين التقاني القسيس، وأخبرته عن ديانتي ورغبتي في الانضمام لهم وافق سريعاً، وأحضر الماء ووضعه على رأسي إيذانا بدخولي للمسيحية، وهي عادة في الكنائس تماثل نطق الشهادتين في الإسلام. ولكني بعد ذلك شعرت بالتكلف وعدم الصدق في الكنيسة وعدت للإلحاد مرة أخرى.
نجاح الفرقة الغنائية
بعد أن أنهى العقدين الأولين من عمره أصبح الشاب الفرنسي شاعراً مميزاً وبدأ في كتابة الأشعار الغنائية، والتقى بعضاً من الشبان الآخرين وقرروا تشكيل فرقة غنائية يكتب هو أشعارها ويشرف على ترتيباتها، وبدأت نجاحاتهم تتوالى مع مرور الأيام.
4 سنوات من العمل الجاد كانت كفيلة بنجاح الفرقة إلا أن عبدالله كان يشعر بالضيق وعدم الارتياح على الرغم من آلاف المتابعين والمعجبين، وخلال تلك الفترة اقترب من بعض المسلمين، يقول: كنت حينها معترضاً على رفض الحكومة لبس الحجاب في الأماكن العامة باعتباره حرية شخصية ولذلك كان يسألني البعض.. أنت مسلم.؟ وبعد فترة ليست بالقصيرة طلب مني أحدهم زيارة المسجد وزرته وكان عجيباً من مختلف مكوناته.
ويضيف: بدأت أقترب من الإسلام شيئاً فشيئاً وأيقنت في داخلي بأن الإسلام هو المكان الصحيح ولكن المشكلة بالنسبة لي آنذاك، أنه يحرم الخمر والموسيقى ولذلك لم أعلن عن توبتي، واستمر الهم والقلق لفترة ليست قصيرة، وفي إحدى الليالي وبعد نهاية إحدى الحفلات الغنائية، كان حينها أصدقائي يلهون ويلعبون ويعاقرون الخمر ولم أشاركهم بل هربت إلى غرفتي وحين دخلت صرخت بصوتٍ عالٍ: يا رب خذني لدينك.!
الصلاة قبل الشهادتين.!
نام عبدالله ذلك المساء وعندما استيقظ ذهب من تلقاء نفسه إلى إحدى المكتبات واشترى كتاباً عن صلاة المسلمين وعاد لغرفته وبدأ في تطبيقها خطوة بخطوة حتى انتهى منها وشعر بأنها طريقة فعّالة للاقتراب من الرب وطلب غفرانه.
خمسة أيام قضاها "عبدالله" في صلاة دون أن يدخل الإسلام، وفي آخرها وبعد شعوره بالراحة العجيبة قرر أن يدخل الإسلام وينطق الشهادتين وحده دون أي مساعدة من الآخرين .
كان القرار الأول له ترك الفرقة المسرحية للأبد على الرغم من توسلات زملائه، وتزوج من فتاة مغربية وأنجب منها طفلة صغيرة، وحينما حسن إسلامه قرر أن يذهب إلى دمشق في عام 2010م لدراسة اللغة العربية والدراسات القرآنية، ومع بدء التنازعات السياسية هناك عاد لفرنسا لفترة قصيرة ثم انتقل للدراسة في الأزهر ولم تسنح له الفرصة بإتمام دراسته بعد قيام الثورة المصرية وعاد أدراجه لفرنسا بعد عام ونصف العام من الدراسة في مصر.
كتابة الشعر
عبدالله لم يتوقف عن الشعر بعد إسلامه بل يؤكد أنه كتب أكثر من 30 نصاً يمتدح فيها الإسلام ويبرز محاسنه المختلفة، وهذا ما جعل البعض يلقبه بـ حسان بن ثابت تشبيهاً بشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويأمل شاعر ليون أن يتحقق طموحه عبر إكمال دراسته في المملكة العربية السعودية، خصوصاً أنه يخشى على ابنته الصغيرة من الفتن الموجودة في فرنسا بشكلٍ ملحوظ، ويقول: أستطيع أن أعمل معلماً للغة الفرنسية في أي مكان في العالم، وما زلت أحلم أن أعيش باقي حياتي في الحرمين الشريفين.
;
ساحة النقاش