جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لماذا تصرّ، ويصرّ كل من نصّب نفسه قيّماً عليها، وعلينا، أن تظل هاجساً يؤرقنا حتى إنه يمكن أن يهدّد مستقبلنا([1])؟ خاصة وأن اللغة ليست، في نظر من يوجهون هذا السؤال، غير مجرد وعاء لما يعتمل في نفوسنا من أفكار وميول ومشاعر وخواطر؟ وهل نشرب إلا الماء؟ وهل نحتسي إلا القهوة؟ وهل ننتشي إلا بما يحتويه الكأس؟. فلم إذن كل هذا اللغو عن ضبط نطقنا لأصوات اللغة، وإخراج حروفها من مخارجها الصحيحة، والالتزام بصيغها الصرفية، ومراعاة قواعد بناء جملها، والتدقيق في دلالات مختلف مكوناتها، ومراعاة السياق في إنشاء خطاباتنا، وفي تفسيرنا لخطابات الآخرين؟. بل إن كثيرين، ممن قطعوا أشواطاً مهمة في حقول تخصصاتهم، يتذرعون بأنهم أطباء أو مهندسون أو مؤرخون أو مختصون بالحاسب أو الاقتصاد أو التجارة أو العلوم، وأن اختصاصهم يحول بينهم وبين إتقان لغتهم الأم، بل إنهم يرون ذلك أمراً منطقياً، إذ يبدو لهم الجمع بين إتقان الاختصاص وإتقان لغتهم كتابة وقراءة وحديثاً ومحاضرة ضرباً من ضروب المستحيل.
(1) النجاح في مقرر اللغة العربية شرط لازم في القطر العربي السوري للحصول على شهادة التعليم الأساسي، والشهادة الثانوية بمختلف فروعها.
المصدر: كتاب تعليم اللغة للطفل
بوابة معلمى الغالى: تعلم العلم واقرأ تحز فخار النبوة ... فالله قال ليحيى خذ الكتاب بقوة.
ساحة النقاش