Subject: من "محلاااااك سر" إلى "للأمااااام مارش"
الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.
لم يعجبك قولي فأرشدني،
وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،
أو بلوكمي، أو سبام مي.
أ.د. محمد نبيل جامع [email protected]
من "محلك سر" إلى "للأمام مارش"
بقلم
5 سبتمبر 2011
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
0127435754
سبعةُ أشهر وعشرا قد مرت على مولودة مصر الفاتنة، تلك الثورة الينايرية المستنيرة، وعيناها الساحرتان ترمقان وجه أمها الرؤوم، تتساءل لماذا جفت ثدياك يا أماه؟ ألست أم الدنيا؟ أيفيض كرمك على خلق الله كلهم سبعة آلاف عام، وتضنين على بقطرات من فيضك العميم أنقذ بها إخوتي وأخواتي من ظلم أبنائك الفاسقين طواغيت مبارك ونظامه اللعين؟ وهنا تحتضن الأم الرؤوم طفلتها الجميلة قائلة اصبري يا بنيتي وأبشري، فوالله الذي خلقك لترزقين، ومن حيث لا تعلمين.
يا أيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإذ أنت الحاكم بأمر الله فينا، ألا يرق قلبك لهذه الأم الرؤوم وتلك الوليدة الجميلة، مصر وثورة شعبك وجندك الأبرار؟ ماذا ترى ونحن في محلك سر والثورة الليبية تخطو للأمام رغما عن خلو القضبان من طاغوتها القذافي. أرجو أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا في الدنيا والآخرة. المسئولية ثقيلة وأنتم لا تطلبون العون أو تقبلونه من خبرة شعبكم الهائلة وطاقاته الجبارة.
هذا علي مستوى الإرادة السياسية، وهي روح الحركة والانطلاق إلى الأمام. أما على مستوى الفعل الوطني والشعبي، فنحن نغوص في محيط عشوائي من الفُرقة والتشرذم نتصادم في كل اتجاه، وتكون المحصلة "محلك سر" وإرهاق شديد. والسر في ذلك هو الأنانية واللهث وراء المغانم الشخصية من جانب القوى السياسية والشعبية. ومن ثم فالحل هو وحدة الهدف والتنظيم الفعال لتلك القوى السياسية والشعبية. ولتحقيق ذلك نساهم مع مفكرينا وسياسيينا بالأفكار التالية:
<!-- لن يحقق أي فصيل سياسي هدفه ومصلحته الخاصة، ناهيك عن مصلحة مصر وشعبها، إلا في ظل دولة ديمقراطية قوية البنيان والمؤسسات، وإلا فالخسران عام وجامع. ولذلك فإن العدو الأول للعمل السياسي والشعبي الآن هو أنفسنا، تلك الأنفس التي يجب أن نكبت شقها الأمار، ونزكي شقها اللوام إلى ما بعد أن تتحقق الدولة القوية، وحينئذ لا مانع من ترف توازن المصلحة الخاصة والمصلحة العامة.
<!--يتطلب التنظيم وضوح الأهداف النهائية والمرحلية. النهائية هي حرية وديمقراطية وتنمية وعدالة اجتماعية، أما الأهداف المرحلية فهي واضحة أيضا كالشمس في كبد النهار:
<!--جدول زمني محدد لأهداف وتوقيتات المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة للمدنيين.
<!--تطهير أجهزة الدولة من أذناب النظام السابق.
<!--وقف المحاكمات العسكرية وإطلاق سراح جميع المحكوم عليهم بأحكام عسكرية.
<!--تطهير واستقلال القضاء.
<!--تطهير وزارة الداخلية بصفة خاصة ووقف حالة الانفلات الأمني.
<!--حماية حرية التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي في الإعلام والساحات المصرية.
<!--تبني تغييرات قانونية وتشريعية في سبيل التنمية والمشروعات التنموية.
<!--تَوَحدُ جميع الأحزاب السياسية وراء تحقيق مطالب الثورة وأهدافها. وقد يظن البعض، أو الغالبية بمعنى أدق، أن هذا أمر خيالي مستحيل، وهم معذورون في ذلك. ولكن ما بالكم، وعلى سبيل الأمل، أن نراهن على الضمير الجمعي والحس الوطني والنفس اللوامة لجميع المصريين ونشطائهم السياسيين؟ ويراودني إحساس جميل في نفسي – أدعو الله أن يكون صادقا – وهو أن الإخوان المسلمين بصورة خاصة سوف يدعمون التيار الثوري النقي المخلص بشبابه وشيوخه ورمزهم الثوري الرشيد الدكتور محمد البرادعي لأن في بناء مصر الثورة، مصر القوية، مصر الحرة، مصر السمحة تحقيق لأمنياتهم الوطنية المخلصة ولطموحاتهم السياسية الخاصة في نفس الوقت، خاصة وأنهم لم يتقدموا هذه المرة بمرشح رئاسي يحمل لواء الإسلام السياسي لأنه في تقديري لو حدث سيكون كارثة تدمر الوحدة الوطنية المهلهلة بفعل النظام اللامباركي القميء.
<!--إحياء فكرة ائتلاف مرشحي الرئاسة التي كتبت ونشرت في الصحف وفي هذا الرابط:
http://kenanaonline.com/users/mngamie/posts/299248
وتعتمد الفكرة على عَمِل مرشحي رئاسة الجمهورية في جماعة ليتضاعف تأثيرهم وتزداد فاعليتهم في إتمام الثورة وتحقيق مطالبها. في المشتركات عليهم أن يتعاونوا وأن يتآزروا، حيث يعملون يوما واحدا في الأسبوع كجماعة من أجل هذا المشترك، وبقية الأسبوع من أجل ما يشاؤون. وهنا يكون لائتلاف مرشحي الرئاسة المقترح دور فعال في تحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة هذا الاستقطاب من خلال ما يقترحه من آليات أو من خلال مخاطبة وتهدئة الجماهير الانتخابية لكل من مرشحي الرئاسة، أو من خلال التأكيد على معالم الدولة المدنية الديمقراطية.
<!--تركيز الإعلام (75% من مساحته المكتوبة أو المرئية) خلال تلك الفترة الإنتقالية على الحث على تحقيق مطالب الثورة وأهدافها، و ذلك من خلال تقليص أخبار الفن والرياضة والحوادث والتيارات الدينية المتطرفة وأخبار الوجوه القبيحة الفاجرة التي لا تخجل من رموز النظام السابق وأعضاء قوائم العار وجماعات الغباء السياسي (آسفين يا ريس، وائتلاف روكسي المتخلف عقليا) إلى أن يتوبوا أو يعودوا لرشدهم. وربما تقترب قنوات الجزيرة مباشر والتحرير وس ب س إلى ما أتمناه في هذه النقطة. وأقول هنا لأصحاب القنوات الفضائية: كفاكم مادية وتحولوا إلى رأسمالية وطنية ثورية.
<!--تركيز الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني عموماعلى التوعية السياسية والمشاركة السياسية بالفكر الثوري وتشجيع الشباب في الريف والمناطق الشعبية على حمل رسالة الثورة ومطالبها إلى الشعب المصري البسيط الذي قد يقع فريسة لابتزاز الفلول وأذناب النظام السابق بإغراءاتهم المادية ووعودهم المعسولة.
<!--وفي النهاية أقول للنائب العام وحكومة الثورة إما أن تصمموا على تحقيق مطالب الثورة وأهدافها وإما أن تستقيلوا، وإن لم تُقبل استقالتكم فارجعوا إلى ميدان التحرير، وإن لم تستطيعوا فاقتلوا أنفسكم في الجهاد من أجل مصر وشعبها الصابر، ذلكم خير لكم عند بارئكم، ولا تنسوا ما قاله الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم "لو أن ابن آدم أعطي واديا ملئا من ذهب أحب إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب،" فتوبوا حتى يتوب الله عليكم، والله من وراء القصد.
ساحة النقاش