تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

Subject: ائتلاف مرشحي الرئاسة

 الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.

إن لم يعجبك قولي فأرشدني،

وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،

أو بلوكمي، أو سبام مي.

أ.د. محمد نبيل جامع [email protected]

 ائتلاف مرشحي الرئاسة

مع رجاء نشر هذه الرسالة أو نشر معانيها

                                             بقلم                                         

6 أغسطس 2011

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

كثيرا ما يتساءل الناس، وخاصة في أوقات الأزمات والمشاكل الحادثة في الفترة الانتقالية الحالية مثل مشكلة العباسية وجمعة لم الشمل وأحداث العريش، أين فلان وفلان متحدثين عن مرشحي رئاسة الجمهورية حيث لا نسمع منهم إلا همسا. وهو تساؤل شرعي في محله.

وعلي قدر أهمية هذا التساؤل فإنه ليس هو الذي يدفعني إلى اقتراح قيام مرشحي الرئاسة -  وليكن بمبادرة من المستشار البسطويسي بصفته القضائية – بتكوين ائتلاف غير رسمي بينهم يساهم في إتمام ثورة 25 يناير وتحقيق مطالبها، وذلك للمبررات التالية:

<!--ليس وائل غنيم أو إسراء عبد الفتاح أو نواره نجم أو زياد العليمي أو.. أو... هم أهم النشطاء السياسيين، بل أعظم هؤلاء النشطاء هم مرشحو رئاسة الجمهورية. بناء مصر الحديثة كلها هو هدفهم. ومن أجل ذلك بادروا بنشاطهم السياسي الذي يتمثل في التعبير والتغيير والمناهضة والمناصرة والمبادرة والتوجيه والقيادة من أجل بناء الدولة.

<!--عَلُمَنا اليابانيون العمل الجماعي وقوة تأثيره، حتى أنه عندما يحين وقت تناول الشاي لجماعة من اليابانيين لا تقوم ربة المنزل بمفردها أو مضيف الجماعة بمفرده بعمل الشاي، ولكن يهب فريق منظم من بينهم ليقوم بذلك، ومن ثم فهم يجسدون قواعد علمي الاجتماع والإدارة الحديثة المعبر عنه بـ "قوة الجماعة"، أو "قوة رأس المال الاجتماعي"، أو "قوة التنظيم الاجتماعي." ومن هنا فلو عَمِل مرشحو رئاسة الجمهورية في جماعة فإنه سوف يتضاعف تأثيرهم وتزداد فاعليتهم في إتمام الثورة وتحقيق مطالبها.

<!--المتنافسون ليسوا أعداءً يتصارعون أو لأنفسهم يدمرون، ولكنهم من أجل بناء الدولة يتنافسون. هو هدف واحد مشترك، ولكنهم في تحقيق ذلك يختلفون في خصوصيات معينة، عليها يركزون وبها يتميزون. هم يتنافسون في هذه الخصوصيات التي من خلالها يجذبون إليهم الناخبين، ولكنه في المشتركات كان عليهم أن يتعاونوا وأن يتآزروا. لا نريد من مرشحي الرئاسة إلا يوما واحدا في الأسبوع يعملون فيه كجماعة من أجل هذا المشترك، وبقية الأسبوع من أجل ما يشاؤون.

<!--إننا مصابون على جميع المستويات بفقر الإبداع في مواجهة معضلات المرحلة الانتقالية الثورية وإتمام مطالب الثورة ابتداءً من المواطن البسيط، ضحية الفقر والجهل والمرض سمات عصر الطاغية، ذلك المواطن الذي يتساءل على قدر عقله "ماذا عملت لنا الثورة" إلى المجلس العسكري الحاكم الذي لا يهمه إلا تسيير البلاد وإطفاء الحرائق الاجتماعية هنا وهناك وإنهاء مهمته بسلام. الإبداع في مواجهة المشكلات وتحقيق المطالب يتحقق من خلال تلاقح الأفكار، ومن خلال التآزر والتفاعل وقدح الفكر وعصر الذهن، وهذا هو ما يجب أن يحدث في اللقاء اليومي من كل أسبوع بين مرشحي الرئاسة.

<!--إن مرحلة الانقسام والاستقطاب، بل وربما الصراع أيضا، التي نعيشها الآن جعلت بعض كبار المثقفين أمثال الغيطاني ورشوان ألا يمانعوا، بل وربما ينادوا بقيام حكم عسكري الآن. وهذا ما أختلف معه تماما، إذ يفرز المجتمع من خلاله آليات لمواجهة هذا الانقسام والاستقطاب سواء من خلال الإعلام أو الحركات السياسية أو الائتلافات السياسية أو المؤسسات الدينية الوطنية. وهنا يكون لائتلاف مرشحي الرئاسة المقترح دور فعال في تحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة هذا الاستقطاب من خلال ما يقترحه من آليات أو من خلال مخاطبة وتهدئة الجماهير الانتخابية لكل من مرشحي الرئاسة، أو من خلال التأكيد على معالم الدولة المدنية الديمقراطية.

<!--يبدو أن المرحلة الانتقالية ستطول وتمتد أكثر مما يظن المتفائلون، ومن ثم فليس من الرشد أن ينتظر بناء الدولة إلى ما بعد قيام الدولة المدنية وعودة الجيش لمهمته المقدسة. ولذلك فيمكن لائتلاف مرشحي الرئاسة أن يتوصل إلي اقتراح مشروعات إدارية وتشريعية واقتصادية واجتماعية قليلة التكلفة ولكنها هائلة النفع والعوائد، وأن يقوم بترويج هذه المشروعات ومناصرتها. هذه المشروعات سوف تحطم الجمود بل والتخلف الحالي الذي لم تتمكن إبداعات الحكومة الحالة من مواجهته. ويزداد تأثير هذه المشروعات كلما اتسمت بالمؤسسية، أي بالتغيير التنظيمي والقانوني والإداري أكثر من مجرد كونها استثمارات نقدية مباشرة. ومن أمثلة تلك المشروعات الثورية الجريئة انتخاب المحافظين فورا ثم تحويل نظام الإدارة المحلية إلى حكم محلي، والبدء الفوري في تنفيذ مشروع تنمية سيناء، وقيام وزارة الزراعة بتطبيق الدورة الزراعية وتفعيل التعاونيات فورا، وتخفيض الضرائب على المشروعات الصغيرة وتمويلها بأقل فائدة ممكنة، وتنمية شواطئ بحيرة ناصر، وتعديل قانون الجمعيات والمؤسسات الخاصة بما يضمن إحياء المجتمع المدني بكافة قطاعاته ومؤسساته حتى يمكن للشعب أن يشارك مشاركة فعالة في بناء الدولة، واقتراح آليات لتحقيق النفع المتبادل بين الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. ومن أمثلة تلك الآليات الأخيرة مشروع النفع المتبادل لنظم الحيازة الزراعية في الأراضي الجديدة الذي اقترحه الكاتب، ونفذ بالفعل في ناميبيا، حيث توزع الحيازات الزراعية بنسب معينة بين المزارع الصغيرة والتجارية والإقطاعيات الكبيرة، هذا بالإضافة إلى مشروعات أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

<!--إن فكرة ائتلاف مرشحي الرئاسة ليست فكرة توباوية (خيالية أو مثالية)، ولكنها اختبار حقيقي لقدرة هذا المجتمع – ممثلا في أعلى كوادره – على الإيثار والعطاء والإخلاص والتعاون والعمل الجماعي والتنافس الشريف من أجل ذلك ومن أجل بناء مصر الجديدة وتمجيد عزتها وكرامتها، عسى أن يكون قد أزف للمصري المعاصر أن يقول لنفسه "ارفع رأسك أنت مصري."

وكل عام وأنتم بخير.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

92,264