كتبت: د. ماجدة مصطفى كامل
عزيزى الانسان هل هناك علاقة بين القلب والخشب؟ وهل أنت مسمار أم خشب؟ لكى تحكموا على أنفسكم ....أرجوكم. استمعوا واقرأوا القصة التالية:
يحكى أن كان هناك ابنة لرجل حكيم ،كانت سريعة الغضب والخطأ فى الاخرين، وفى إحدى الأيام طلب الأب من الابنة أن تأتى بلوح من الخشب ومسامير, وعندما تخطئ فى حق أحد أو تجرحه بكلمة، قاصدة أو غاضبة، أن تدق مسمارا فى الخشب.
وترك الأب الابنة فترة من الزمن، حتى جاءت إليه يوما تشتكى أن لوح الخشب قد امتلأ بالمسامير، ولا تجد مكانا لدق المزيد من المسامير. وهنا أمسك الأب بيد الابنة وقال لها: هل رأيت كم عدد من تألم بسببك؟ تفاجأت الابنة وقالت: أنا لم أقصد أن أتسبب فى آلام الآخرين بهذا الكم، أبى الحبيب ماذا أفعل لكى أصلح ما فعلته، وأمحو تلك الآلام عن من جرحتهم ؟؟؟ قال الأب إذاَ حاولى التحلى بالصبر وأن تحسنى إلى من أسات لهم، وعند كل إحسان إخلعى مسمارا من لوح الخشب.
وبعد فترة قصيرة جاءت الابنة إلى الأب فرحه وممسكه باللوح ولا يوجد به أى مسمار، وقالت لأبيها أنظر يا ابى لقد تخلصت من كل المسامير، وكل من أساءت لهم بالتأكيد سامحونى ... ضحك الأب وقال: انظرى بنيتى جيدا فى لوح الخشب، مازالت آثار المسامير عميقة به، وهكذا قلب البشر عندما يجرح ...حزنت الابنة وقالت: ماذا أفعل لكى أمحو الألم العميق فى قلوب من تسببت فى آلامهم بهذا القدر؟ رد الاب باسما كل مجاملة، وكل كلمة طيبة، وكل إحسان، وكل تسامح يملأ هذا العمق مع الوقت. ولكن يجب قبل أن تدقى مسمارا واحدا بمنتهى السهولة والسرعة أن تتذكرى ان إخراجه ومحو آثاره أصعب وأطول فى الوقت والجهد.
أحبائى البشر تفكروا جيدا قبل أن يصبح كلامكم وتصرفاتكم كالمسمار؛ تدق ألما فى قلوب الآخرين. وإن فعلتم بجهل وعن غير قصد فسارعوا بخلعه ومحو آثاره .... حتى لا تصبحى أنت نفسك لوح خشب للأخرين..
ساحة النقاش