كتبت: أ.د. نادية حجازى
إن إدارة مشروع منزلى يعتبر الوسيلة المناسبة لزيادة إجمالى الدخل وتحقيق الأغراض المالية والإستقلال المالى، ولكن يعد رأس المال اللازم لبدء مشروع منزلى سببا يكفى لإخماد الفكرة عند الكثيرات. بما أن المشروع المنزلى تتم إدارته من المنزل فإنه لا يحتاج إلى رأس مال كبير للشروع فيه، فلا حاجة لرأس المال اللازم لشراء الأدوات المكتبية إلا فى حالة الشروع فى تأسيس مكتب منزلى، فمشروع إعداد المخبوزات والأطعمة الجاهزة مثلا يحتاج إلى أدوات المطبخ والمعدات والإمدادات اللازمة لذلك، وبالمثل فإنك تحتاجين لرأس مال لشراء مستلزمات المصنوعات اليدوية إذا ما إنتويت الشروع فى بيع المشغولات اليدوية.
عند التخطيط لأى مشروع يجب إعداد قائمة بالأجهزة والأثاث أو الأدوات التى يلزم شرائها، وحاولى تصريف شئونك بالإمكانيات المتاحة لديك فإذا ما كان مشروعك خاص بإعداد المخبوزات فإن أوانى الطهى الموجودة بالفعل فى مطبخك سوف تكفيك لتأدية ذلك، كما أن مائدة الطعام يمكن أن تستخدم كمكتب أيضا ولا تتسرعى فى المبالغة فى شراء كل شئ تلبية لرغبتك وفرحتك ببدء المشروع، وإبحثى عن فرص الشراء الجيدة ولا تتسرعى فى الشراء وإبحثى عن الأدوات المستعملة وتلك التى بحالة جيدة.
إبدئى صغيرة ونمى مشروعك شيئا فشيئا، حاولى عدم الإقتراض من أى جهة إن أمكنك ذلك، ومع نمو مشروعك يمكنك إضافة شئ من عائداتك المالية إلى المشروع، وبهذا يكبر مشروعك وتستطيعين شراء المعدات الجديدة بغير حاجة للشراء بديون لا قبل لك بسدادها. وإلى جانب المعدات والأدوات، يحتاج الأمر إلى رأس مال عامل، وهذا إنما يعنى المبلغ المطلوب للوفاء بأوجه الإنفاق وشراء المستلزمات والمواد الخام قبل بداية جمع المال من عملائك. وبحسب طبيعة المشروع يتحدد رأس المال المطلوب بمرور شهرين أو عدة أشهر من تدفق الأموال، وهذا ليس سيئا كما يبدو للوهلة الأولى إذ أن معظم المشروعات المنزلية تقوم على الدفع بالتوصيل إلى المنازل.
تذكرى تخصيص مبلغ محدد من المال للإعلان عن مشروعك، بقليل من التفكير يمكنك الإعلان عن مشروعك بتكلفة يمكن تحملها، ومن أفضل مصادر الخدمات معقولة السعر تلك التى تدار هى الأخرى من المنزل، وتقدم مثل هذه الخدمة لأنها دائما أقل سعرا من المشروعات التقليدية، وإلى جانب وسائل الإعلان التقليدية يمكنك إستخدام البريد الإلكتروني أو التواصل مع الأمهات الأخريات المنتظرات في فناء مدرسة الأطفال أو رياض الأطفال أو السوق وما إلى ذلك.
مصادر رأس المال
يمكنك الحصول على رأس المال من خلال أحد طريقين، إما داخليا أو خارجيا.
داخليا: عليك استغلال ما لديك من مدخرات أو البدء فى الإدخار من أجل توفير رأس مال مناسب لبدء مشروع منزلى، وهذا بالطبع أفضل من الإقتراض من الآخرين إذ أنه يمنحك الإستقلالية ويجنبك القلق الناجم عن كيفية سداد المبالغ وفوائدها، وبالتالى يصبح الإدخار من أجل رأس مال لبدء مشروع منزلى هدفا ماليا، ومن العادات الحسنة وضع مبلغ معين من ميزانية المشروع تحت بند شراء معدات جديدة ومستحدثة أو إحلال المعدات القديمة أو المتهالكة بأخرى جديدة، كما ينبغى تخصيص أموال لبند من عائدات المشروع لإضافته إلى رأس المال العامل (لشراء أسهم فى البورصة أو لشراء مستلزمات المشروع أو مواده الخام)، ولإحتياجات رأس المال المستقبلية، ولإحتياجاتك الشخصية أنت وأسرتك بل وربما تحتاجين لتحديد نسب مئوية لهذه الحاجات. وإن كان لديك إستثمارات كائنة يمكنك أن تسيلى بعض منها من أجل رفع مقدار رأس المال، كما أن الإقتراض الخاضع للتأمين على الحياة خيار متاح لك أيضا مع الحذر الشديد عند تطبيق هذا القرض على أرض الواقع، وتأكدى من الضمانات المالية الكافية قبل الشروع فى مثل هذا القرض.
خارجيا: كما يمكنك إقتراض رأس المال من مصادر خارجية وعادة يكون هذا الإقتراض من الأهل أو الأصدقاء، وتذكرى أن تعاملى القروض من أهلك وأصدقائك على أنها ديون حقيقية مستحقة الدفع، إعقدى العزم على سدادها، وإعلمى أن الإقتراض من الأصدقاء أو الأقارب أو الأهل يحمل في طياته مخاطرة كبيرة في علاقتك بهم، فإن لم يكن بد من الإقتراض من أى من هذه الأطراف، فعاملى هذا القرض على أنه دين حقيقى قد حصلت عليه من مصرف أو من شركة تسليف أموال، ولا تنسين كتابة عقد إبتدائى يتضمن قيمة المبلغ الذى تم إقتراضه وتاريخه وشروط سداده لتجنب أية مشكلات مستقبلية، وإلزمى تنفيذ الشروط بدقة وتأكدى من سداد القرض بالكامل، ولدينا الكثير الذى يمكن قوله فى هذا الصدد بخلاف الأموال المقترضة!
العمل من المنزل
عادة ما ترفض المصارف إقراض المال للمشروعات المنزلية، فالمصارف غالبا ما تقرض الأموال لمن لديهم مشروعات قائمة بالفعل على أن يؤدوا للمصرف الضمانات المالية والضامنين لسداد قروضهم، ومع ذلك توجد مصادر أخرى يمكنك النظر إليها فبعض الوزارات الحكومية تقدم قروضا دورية لمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبعض هذه الجهات المانحة معنية بإقراض السيدات فقط.
إن من مسؤولياتنا كأمهات أن نتعلم كيف نكون مسؤولون عن الأمور المالية، فنحن لا نتخذ قرارات فحسب من أجل رفاهيتنا المالية ولكن أيضا من أجل رفاهية أطفالنا وأسرنا، ولسوف تتجاوز أفعالنا أثرها على منازلنا ومشروعاتنا المنزلية ليمتد أثرها إلى مجتمعنا وأمتنا كذلك، وبغض النظر عن ظروفنا وقدر المال الذي نديره يتحتم على كل منا تحديد هدفها الخاص بها وإعداد الخطط المالية الواقعية والمنضبطة والعملية لتحقيق هذه الأهداف.
ساحة النقاش