* أولاً: كرامة التوفيق في طلب العلم وتحصيله:

يلاحظ بوضوح زملاء الشيخ/ نزار([1]) - في طلب العلم - وجود الكرامة الربانية التي منحها الله تعالى للأخ الشهيد طيلة مسيرته العلمية التي أنتجت موروثاً علمياً مميزاً سوءً المسموع منه أو المكتوب مما يدل على التوفيق الرباني.

وعند دراسة هذا الإنجاز العلمي نجد فيه القوة والرصانة إلى جانب التجديد والحداثة بشخصية مميزة تدل على مدى فقه الشهيد في دين الله.

 * ثانياً: قصة إسكان زوجته وهو طالب في الرياض بالسعودية:

يعرف الذين درسوا في المملكة العربية السعودية صعوبة إحضار الزوجة أثناء الدراسة لغير الأثرياء من الطلبة وذويهم، وخاصة الفلسطينيين الساكنين في غزة. ورغم هذا كان الشيخ من القلة القليلة([2]) التي وفقت لهذا الأمر بكرامة ربانية أرادها الله تعالى لهم. وفي هذا الموضوع ينقل الباحث يقول قول الأخ بشير([3]) ذاكراً ما سمعه من شيخه نزار: " حدثنا عن بعض ما كان يحدث له أثناء دراسته في الرياض، ومن ذلك أنه كان يحرص على التوكل على الله تعالى في كل شأنه، فأرسل إلي زوجه أم بلال حتى توافيه في العمرة، وكان يعزم على أن تبقى عنده أثناء دراسته في الرياض، فأخبر بعض زملائه، فقالوا له: كيف تنفق عليها، وكيف ستجد مأوى لها، فأشار بوجهه إلي السماء، فأتى بها إلي الرياض، ثم نزل بها ضيفًا عند بعض معارفه الفلسطينيين هناك لمدة يومين، حتى تهيأ له أن يسكن معها في غرفة متواضعة على سطح بيت تحرقه الشمس، فكان في هذه الغرفة مدة، وفي أثناء ذلك انقطع الشيخ بعض الأيام عن الحضور للجامعة لانشغاله بأهله وتهيئة الأجواء لها، ثم إنه لما أتى الجامعة سلم عليه أحد زملائه من طلبة العلم الإماراتيين بحرارة واستبطأ حضوره وتغيبه، فسأله عن ذلك، فلما أخبره الشيخ بالتفصيل، وذكر له صعوبة المكان الذي يسكن فيه الآن، قال: كان عليك أن تخبرنا، قال: قد أخبرتك، فانصرف هذا الأخ ثم رجع في اليوم التالي وقد جاء معه بمال يكفي لاستئجار شقة مناسبة لمدة معينة مع بعض النفقات، فأخذها الشيخ رحمه الله وأنفقها في بابها، قال الشيخ([4]): ثم علم أحد أساتذتي في الجامعة أني أحضرت زوجي، فهيأ لي شقة بكل ما تحتاجه في مثل تلك البلاد، قال الشيخ: فدخلت الشقة، واستروحت فيها بعد فترة من المشقة والجهد، قال: ثم إني فتحت المسجل لأضع فيه شريطًا أسمعه، فوجدت في باب المسجل ألف ريال، ومعها ورقة من هذا الأستاذ الكريم، وكان الشيخ يحدثنا ذلك وهو منشرح الصدر بتوفيق الله وحسن رعايته، قال الشيخ: فلما حان انصرافي من الرياض جئت بأخ لي حضر للدراسة في الرياض ومع زوجته فأسكنته في الشقة ولم آخذ منها شيئًا، وكانت مهيأة كأحسن ما يكون من الفراش والأثاث والمعدات، قال: فوضعت لهذا الأخ - وذكر اسمه – ألف ريال في باب المسجل كما صنع أستاذي معي. وهذا باب من أبواب الشكر، والحمد لله رب العالمين. ومن رافق الشيخ علم ما له من مساعدات كثيرة لطلبة العلم.

* ثالثاً: قصة شرائه لأفرخ الحمام من الطفل في السعودية:

من المعلوم لمن عاشوا في الديار الحجازية أنه ليس من عادتهم تجول بائعين لأفراخ الحمام ( الزغاليل ) في الشوارع فضلاً عن أبواب الشقق في العمائر السكنية. ولنستمع لابن الشيخ نزار الأخ براء وهو يحدث عن والديه هذه القصة العجيبة، حيث يقول كتابة لي ([5]): حدثتني أمّي رحمة الله عليها، قالت: لما نزلت المملكة مع والدك أيام الدراسة، كنت حملت بأول أولادي بلال، وكنّا –كعادة الناس في أول حمل- فرحين به غاية الفرح، وكان يصيبني بعض ما يصيب الحوامل مما يسمّيه الناس "الوحام"، فاشتهيت "الحمام" مرّة، وقلت لأبيك: لو تشتري لنا "زغاليل" يا نزار؟!

ولك أن تتخيّل الشابّ الفقير المغترب، الذي تطلب منه زوجته الحبلى طلبًا يعجز عنه!

حدثني والدي قال: فقلت لها: يا أم بلال .. والله ما رأيت بمقامي هنا منذ أربع سنين إنسانًا يبيع الحمام!

قالت أمي: فقلت: لا عليك.

ثمّ ما خرج من باب الشقّة فإذ به يجد على عتبة الباب قفصًا، بين يدي صبيّ!

فقلت له: ما هذا؟

قال: حمام.

فقلت: للذبح؟!

قال: نعم.

قلت: اذبح.. ثم حملته في قفصه وأدخلته إلى أم بلال، وقلت: هذه "الزغاليل" التي طلبت.

. ولهذه القصة من العجب حتى ظن الشيخ نفسه بأن هذا الأمر من الغرابة الشديدة إلى حد الظن بأن هذا الغلام قد يكون أحد الملائكة([6]).



([1]) أشار إلى وضع هذه الكرامة الأخ الزميل أد/ محمود الشوبكي، في تعليقه على الاستبيان.

([2]) ومن هؤلاء الذين أكرمهم الله بمصاحبة الزوجة أيضاً شهيدنا الدكتور/ حسين أبو عجوة.

([3]) من أقوال تلميذ الشيخ نزار وأحد العاملين في مكتبته الأخ/ بشير محمود سلميان.

([4])من كتابات تلميذ الشيخ نزار للباحث، وهو أحد العاملين في مكتبته الأخ/ بشير سلميان.

([5]) هذه القصة من كتابة ابن الشيخ نزار، الأخ/ براء رداً على استبيان البحث.

([6]) وقد أكد سماع قصة الزغاليل من الشيخ نزار كل من: أخوه عبد اللطيف وتلميذه بشير.

meetelhaloog

أهلا بكم فى موقع ميت الحلوج - موقعنا كلنا

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2011 بواسطة meetelhaloog

ساحة النقاش

ميت الحلوج

meetelhaloog
لكى يعلم الناس ان كلماتنا كالعرائس اذا عشنا من اجلها ومتنا فى سبيل تحقيقها دبت فيها الحياة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

38,233