المبحث الثاني
ما عرف من كرامات الشيخ الدكتور/ نزار
يتضمن هذا المبحث مقدمة في بيان أسباب حصول الكرامات للعالم الجليل الأستاذ الدكتور/ نزار عبد القادر ريان وفق ما وردت على لسانه، ثم بيان كرامة التوفيق في طلب العلم وتحصيله، والكرامة في قصة إسكان زوجته وهو طالب في الرياض بالسعودية، والكرامة العجيبة في قصة شرائه لفرخ الحمام (الزغاليل) من الطفل في السعودية، وقصة استراحته في الاعتقال، وقصة نجاة الشيخ من الاغتيال على أيدي الفسّاق، والكرامة الغريبة في قصة مخالفة الشرطي اليهودي له، والكرامة في قصة مرض الربو والاعتقال، وذكر بعض قصص الشيخ مع المرابطين في شمال غزة، وقصص إنفاقه في وجوه الخير وكفالاته لبعض المحتاجين، وكرامة استشهاده مع أزواجه الأربع وجميع أبنائه غير المتزوجين، وقصة فواح المسك من كتابه " وأظلمت المدينة " وبعض بقايا كتبه، وكرامة الاستقامة التي أعطاها الله تعالى له حتى آخر حياته.
* مقدمة في بيان الشيخ نزار لأسباب حصول الكرامات له:
يحسن بنا قبل الشروع في إيراد ما وقف عليه الباحث من أحداث يمكن اعتبرها من باب الكرامات الربانية التي أكرم الله به تعالى شهيدنا الشيخ/ نزار ريان نورد ما ذكره هو بنفسه عن أسباب هذا الكرم الرباني، حيث يقول تلميذه الأخ بشير([1]) ذاكراً ما سمعه من شيخه نزار: " جلسنا على مائدة متواضعة في غرفة مجاورة للمكتبة نتناول الغداء، فبينا نحن كذلك إذ دخل أحد أفراد عائلة الشيخ وكان الشيخ يعلم منه قصورًا في صلة الرحم، فأخذ في تذكيره وتأنيبه، حتى أنه قال له: ترى ما أنا فيه من نعمة وخير، من الأزواج والأولاد وسعة العيش، إني أعلم بأي شيء أكرمني الله بذلك، قال: باثنتين:
* أما الأولى: فأني حريص على صلة الرحم جدًا، أقصد وجه الله تعالى وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
* وأما الثانية: فأني حريص جدًا على إتمام صفوف الصلاة ولا أرى فرجة في صف إلا سددتها، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من وصل صفًا وصله الله ومن قطع صفًا قطعه الله.
وفي هذا المقام يمكن الإشارة إلى رأي الشيخ نزار في التوكل لأنه بالتوكل الحق سيرى العبد تجسيد إكرام الله له كواقع يعيشه: أحب التوكل، وأحب أن تتسع دوائره على حساب دوائر الأخذ بالأسباب، وأن الناس اليوم قد اتسعت لديها دوائر الأخذ بالأسباب حتى ضاق بالتوكل المكان، وصار التوكل على الله تعالى ضربًا ممن الضعف في رأي كثير من الخلق، ويكاد يجزم الباحث أن طائفة كبيرة من الناس اليوم، من أهل الإسلام صاروا من عبدة الأسباب، فلطالما سوغ الساسة والأساتذة في مدارسهم، والوجهاء في مواطنهم لذلك، حتى صار الأخذ بالأسباب مقدمًا على التوكل عليه جل في علاه، وإنا لله وإنا إليه راجعون([2]). اللهم ارزقنا التوكل الحق بكرمك يا أكرم الأكرمين.
([1]) من أقوال تلميذ الشيخ نزار وأحد العاملين في مكتبته الأخ/ بشير محمود سلميان.
([2]) شرح كتاب الورع للإمام أحمد ابن حنبل أد. نزار ريان، تحت النشر، 1/79 .
ساحة النقاش