أسفـــاً عـليــك يـا أخــــي(<!--)
أُخيين كنا فـــــــرق الدهر بيننا |
|
إلى الأمد الأقصى ، ومن يأمن الدهر! |
الإنسان في هذا الوجود غالباً ما يمر به أيام أفراح ومسرات وساعات هناء وغبطة قد يطول مداها،وفي لحظة من لحظاتها يفاجأ بما يكدر صفوها من أحزان ومصائب جمة،أو فقد حبيب:
طبعت على كدر وأنت تريدها |
|
صفوا من الأقذاء والأكدار |
فبينما كنت مغتبطاً بجانب شقيقي عبدالله بن عبد الرحمن الخريف بتماثل صحته بالشفاء في المستشفى المركزي بالرياض وبعد خروجي من عنده مودعاً مسروراً بقوة حركته ومعنويته مُتجهاً صوب مدينة حريملاء بعد صلاة عصر يوم الأربعاء 14/7/1403هـ وكلي فرح واطمئنان على تحسن صحته، فإذا بالشيخ ناصر بن الأخ محمد، والابن عبدالرحمن، والأستاذ حمد بن إبراهيم الدهمش يشيرون إليّ بالتوقف وأنا على مشارف مدينة حريملاء ولم يدر بخلدي ما يكدر خاطري في تلك اللحظة، فطلبوا مني تسليم مفتاح سيارتي والركوب مع أحدهم للعودة نحو الرياض، حيث أفادوا أن الأخ عبد الله في حالة حرجة فلم أصدق الخبر بادئ الأمر قائلاً أنا عنده منذ ساعة فقط وهو في حالة جيدة ولم ألحظ عليه بوادر تعب أو تضجر، فأكدوا لي أنه قد لاقى ربه، فقلت مندهشاً: (إنا لله وإنا إليه راجعون).. وكان لهذا النبأ وقع مؤلم وموجع جداً لقلبي..، ستترك آثار هذا النبأ حزناً وأخاديد عميقة في صحراء نفسي لا تطمرها سافيات الزمن ولا تتابع السنين.. كيف لا وهو شقيقي شقيق روحي ورفيق عمري منذ طفولتنا، وسيرنا على أديم هذه الأرض بكل غبطة ومسرات وتعاطف، حتى آخر لحظة من حياته، ومع شقيقنا الأخ ناصر ـ أبو عبد الرحمن ـ وشقيقتي: أم الأستاذ عبدالعزيز بن ابراهيم القضيب، وأم د/ محمد بن عبدالعزيز العقيلي، أسعدهم الله ومتعهم بمديد العمر، ولكن صفو الحياة لا يدوم على حال: تجمع وتفرق ..
ولقد تأثرت جداً لرحيله المفاجئ رحيلٌ غطّى سماء نفسي حزناً طويلاً ! فأحسست بفقد جزء كبير من حياتي ومن سعادتي وظل خياله يساورني في كل لحظة من خلواتي فحنيني إليك يا أبا محمد يطول:
بكيت ـ على أخي ـ بدمع عيني |
|
فلم يغني البكاء ولا النحيب ! |
أجل بكيناك وبكتك الوالده وذرفت عينا أبناءك كبارا وصغارا وحزنت لفقدك رفيقة دربك وشريكة حياتك أم محمد حزناً شديداً يطول مداه كلما نظرت أطفالها الصغار وهم يرددون أين بابا عبدالله بين آونة وأخرى، وهذا مما يزيد تفجعها وتجدد حزنها وتحسرها على غياب إلفها وبعلها الوفي، فرحيلك العاجل ترك في نفوسنا ونفوس محبيك حزناً وأسى عميقاً.. ولقد طبع على السخاء والتحبب للقريب والبعيد وبذل ما في وسعه من أعمال الخير، وإدخال الفرح والسرور على الأطفال بما يقدمه لهم من هدايا وبعض الحلوى والمكسرات. كما أني لم أذكر أنه قد كدر خاطري منذ صغرنا وحتى آخر لحظة من أيام حياته بل إن التآلف والتحابب، والاحترام المتبادل بيننا هو واقعنا الحقيقي، كما أن شراكة المال فيما نملكه ظلت إلى قُبيل وفاته، وكأن المال لشخص واحد، كل يصرف من قبله على أسرته بدون تسجيل أو حساب، وسارت أمورنا على ما يرام تآلفاً وتسامحاً طيلة العقود الثلاثة الماضية. وخشية أن يحصل بين من يخلفنا من الورثة ما يكدر الخواطر بينهم تمت القسمة، علماً أنه لا يوجد لدينا شئ يذكر سوى رواتبنا الشهرية وقليل من العقارات المحدودة..، والمهم في ذلك صفاء النفوس وهذا حاصل بحمد الله.
ولقد بدأنا حياتنا بالكُتابِ معاً لقراءة القران الكريم وحفظه وتعلم الخط بنسخه في الألواح الخشبية، وكلما نتقن قراءته وتلاوته على مسمع من المعلم ـ المطوع ـ يأمرنا بغسل اللوح، ثم كتابة سور أو آيات وهكذا حتى نختم القرآن تلاوة، ثم يعقب ذلك المطالبة بالحفظ إن أمكن. وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية من المدرسة السعودية بحريملاء عام 1372هـ شخص إلى الطائف والتحق بدار التوحيد فترة من الوقت ثم عاد ودرس بالمعهد العلمي بالرياض، بعد ذلك التحق بعدد من الوظائف منها مصلحة البرق والبريد، و الجمارك بالمنطقة الشرقية، إلى أن استقر بدار الإفتاء معظم حياته الوظيفية مُتدرجاً في سلَم العمل حتى أصبح مديراًً خاصاً في مكتب سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن باز ـ متعه الله بالصحة والسعادة ـ ورحم أخانا عبد الله ـ وقد ودع العمل حميدة أيامه بقوة الموت، وكان جاداً في عمله عارفاً وملماً بأنظمة وبأساليب وظيفته المالية والإدارية مما جعل سماحته يعتمد عليه في كثير من الأعمال الخاصة والعامة، وكان نقي الجيب دقيقاً في تعامله مع المراجعين محبوبا لدى زملائه ومعارفه فقد جمع بين الهيبة ودماثة الخلق، فسمعته معطرة بالثناء والذكر الحسن لما يتمتع به من حنكة، وصراحة وحسن التعامل مع الصغير والكبير، والعطف على الفقراء والمساكين سواء من قبله أو عن طريق الشيخ عبدالعزيز ابن باز، الذي فوض الأمر إليه في التماس أحوال أصحاب الحاجات لبعض الأسر والأيتام بل ومن يفد إلى الشيخ من بعض البلدان الشقيقة فهو محل الثقة التامة.
ولقد طوح بي الخيال في تلك اللحظة المفجعة إلى استعراض شريط ذكريات الطفولة معه بل العمر كله، وإلى أيامنا الأول والشمل جامع لنا بين أحضان والدينا وإلى مراتع صبانا وملاعبنا مع لداتنا ورفاقنا، وما يتخلل تلك الأيام الجميلة من لهو ومرح، ومزاولة الكثير من أنواع الألعاب الشعبية التي نلهو بها في سحابة يومنا، وفي بعض الليالي المقمرة قبل وجود المصابيح الكهربائية في تلك الحقبة الزمنية ..، فما أحلى أيام الطفولة وأماسييها :
وليست عشيات الحمى برواجع |
|
عليك ولكن خّل عيناك تدمعا! |
ويقول آخر :
كأن لم نعش يوماً بأجراع "حرملا" |
|
بأرض بها أنشا شبيبتنا الدهر |
||
بَلى إن هذا الدهر فرق بينـنـا |
|
وأي جميع لا يفرقه الدهر! |
||
غفر الله لك يا أخي عبد الله وجمعنا بك في عالي الجنان، وجبر مصيبتنا فيك، والهم والدتنا وأبناءك وعقيلتك أم محمد ومحبيك الصبر والسلوان " إنا لله وإنا إليه راجعون"
شقيقك الحزين..
عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف
إلى جنة النعيم يا أبا بندر(<!--)
(إبراهيم بن عبد الله البراهيم الخريف رحمه الله)
لا يأمن العجز والتقصير مادحه |
|
ولا يخاف على الإطناب تكذيبا |
قال الله في محكم كتابه العزيز " كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون"، فالموت حق لا محيص ولا مناص منه أبداً، يتساوى في ورد حوضه الصغير والكبير، والرضيع والكهل.
الموت مشتركٌ بين الخلق |
|
لا سوقة تبقى ولا ملك |
فمن كتبت له المغادرة والرحيل عن هذا الوجود أسلم روحه إلى بارئها فور انقضاء مدة إقامته على ظهر هذا الكوكب الأرضي بدون تريث ولا تقدم، وصدق الله العظيم حيث قال " إذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"، فحينئذ تنقطع الأسباب وتعجز الحيل عن دفعه وعن مقاومة الأمراض إن وجدت..، ففي يوم السبت 25|3|1406هـ فجعت أسرة آل خريف بوفاة الشاب الأديب إبراهيم بن عبد الله البراهيم الخريف والانتقال إلى دار الخلود بعد معاناة مع المرض الذي لم يمهله طويلاً قضى شطراً منها بعيداً عن أهله ومحبيه في إحدى مصحات الولايات المتحدة الأمريكية عله ينجو مما حل به من أمراض وأسقام ..، وكانت عقيلته الوفية أم بندر ملازمة له في غربته، وفي خدمته محاولة تسليته وتقوية معنويته مخفية ما بداخلها ومابين جوانحها من لوعات، ومن توقعات قد تفاجأ بها معلنة رحيل شريك حياتها ورفيق دربها، وهي في دار الغربة بعيدة عن أطفالها وأحبابها، كما أن أخوته الكرام لا تقل عنايتهم واهتمامهم به، فهم يتناوبون ويتعاقبون على زيارته والمكث بجانبه هناك رغم بعد المسافات، مع ما يبذلون من أموال طائلة رجاء شفائه، والعودة به سالماً معافا ولكنها الأقدار المسطرة في اللوح المحفوظ لا محيد عنها، فقضاء الله سبحانه لا يرد، فلما طال مكثه في تلك الديار النائية مع تدهور حالته الصحية وتحول عافيته .. أومأ بعض الأطباء المشرفين على علاجه وملاحظته بأن جسمه الطاهر أصبح لا يستجيب للدواء المخصص له ولأمثاله ..، فنزلت تلك الإمائة نزلة عنيفة كالصاعقة الملتهبة على قلب زوجته أم بندر وعلى إخوته ـ كان الله في عونهم جميعاً ـ فنُقِل على جناح السرعة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وما هي إلا أيام معدودات حتى فارق الحياة حميدة أيامه ولياليه، ومأسوفاً على رحيله المبكر، وقد أجهش الجميع بالبكاء على فقده وغيابه الطويل عن الدنيا، وخيم الحزن على منازل أسرته وإخوته، وعلى أجواء محافظة حريملاء لموته، ولعلو مكانته في قلوبهم، حيث لم يعط مهلة بمديد العمر، ولقد أجاد الشاعر حيث يقول متعجباً ومتأسفاً على غياب أمثاله عن الدنيا بهذا العمر القصير:
لله در الدافنيك عشية |
|
أما راعهم مثواك في القبر أمردا |
مجاور قوم لا تزاود بينهم |
|
ومن زارهم في دارهم زار همدا! |
ولقد نشأ في طاعة الله محباً لبذل الخير ، وفي بيئة تسودها الألفة والمحبة والتسامح، ولا غرور فإن والده العم أبو إبراهيم يُعتبر مدرسة تربوية صالحة، فمن عاش بين أحضانه وفي كنفه أحب فعل الخير، وحث على حسن التعامل، وعلى قوة الترابط بين الأسر والبذل السخي في أوجه البر والإحسان، وصلة الأرحام، وتلمس أحوال ذوي الحاجات والمساكين، فسار على نهج ما تحلى به والده من صفات حميدة قل أن تتوفر لأمثاله فأبو بندر يملك سجايا ومكانة عالية القمة يوشك أن ينفرد بها وحده على أقرانه ونظرائه من سماحة خلق ولين جانب، وسعة أفق وكرم ـ من غير تناسي حقوق إخوته الأعزاء ـ فهم يعلمون جيداً مكانته في قلوبهم، وفي نفوس جميع عارفيه والمتعاملين معه، فبوادر هذه الصفات الحميدة معروفة عنه منذ صغره لدى معلميه وزملائه لأن طبعه الميل إلى كسب الأخيار والتحبب إلى من تجمعه بهم الأيام، إلى جانب التغاضي والتناسي عن بعض الهفوات التي قد تصدر من أحد مما جعل القلوب تميل إليه محبة واحتراما، وبعد رحيل عمنا والده الشيخ عبد الله بن إبراهيم الخريف في 2/2/1395هـ رحمهم الله جميعاً ـ لم يكن مفاجئاً إجماع إخوته وأختيه، وأم عبدالرحمن زوجة والده التي هي بمنزلة الوالدة له في اختياره رئيساً مفوضاً لشركتهم التجارية متعددة الفروع والأقسام مع ترشيح أخيه عبد الرحمن مساعداً ونائباً عنه، وبقيت الأخوة على رأس كل فرع من فروع الشركات ...، وهذه الثقة التامة والتعاضد فيما بينهم جعل الشركة تقف عالية القامة في مصاف الشركات الداخلية والعالمية معاً، وهذا التضامن والتآلف لا يستغرب على من تخرج من المدرسة الأبوية مدرسة والدهم الحبيب إلى قلوبنا، وفي مجال ذكر بعض مآثره قال أحد المسنين الكبار موغلاً في حبه ومثنيا عليه " أبو يسوى عدد شعر رأسه رجاجيل!!" فما أجمل هذه العبارة الصادرة من قلب صافي، فالحمد لله على قضائه وقدره، فلقد خلف أبو بندر ذرية صغار بنين وبنات تتصف بالصلاح والنجابة في ظل والدتهم المفجوعة على فقد بعلها، وفي رعاية أعمامهم، نرجو أن يعوضهم المولى عن فقد والدهم بالصلاح والفلاح، والاستقامة وسعة الرزق كي يسيروا في هذه الحياة متحابين متآلفين فيما بينهم، ومحترمين أعمامهم وسائر أسرهم ومعارفهم، و أن يكونوا لبنة صالحة في خدمة وطنهم وأهله، وكان الشيخ إبراهيم ـ رحمه الله حينما يحضر الجلسات ممثلا شركتهم العملاقة ـ رغم حداثة سنه ـ يملأ العين احتراما لما يتمتع به من أخلاق عالية، وحنكة وأراء صائبة أهلته بأن يقف متحدثا في المحافل التجارية وأمام ممثلي الشركات العالمية عالي الهامة، ولاويا أعناق الرجال نحوه مصغية أذانهم لإرائه ومقترحاته السديدة التي غالبا ما تقبل وينهى النقاش بها لنفاذ بصيرته وبعد نظره، وقوة إقناعه للحضور المشاركة بما يضمن الفائدة والربح لجميع الأطراف، ولي مع أبي بندر بعض الذكريات الجميلة التي لا تفرط فيها الذاكرة أثناء إقامتي بالرياض لتلقي مبادئ في العلم لدى سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم وأخيه فضيلة الشيخ عبداللطيف بمسجد الشيخ محمد بحي دخنه قبل افتتاح المعاهد العلمية وندرة المدارس ـ آنذاك ـ ، حيث أكد علي والده العم عبدالله بأن أكون في ضيافته مدة إقامتي لدى المشائخ ... لعلمه بقلة المادة لدي في تلك الفترة الزمنية ..، وكان الأخ إبراهيم وأخوه عبدالرحمن يترقبا مجيئي إليهما في أوقات تناول طعام الغداء والعشاء لنتناوله معا، حيث أني أسكن في حجرة مع بعض طلاب العلم التي خصصها جلالة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ للطلبة المغتربين أمثالي ..، فهما يأنسآني بحضوري وأنا أسعد بالحديث معهما، وأقص عليهما بعض القصص الشيقة التي تؤنسهما ويستفيد منها الإنسان في قابل حياته ..، فأوصي إبراهيم أن يضاعف البر بوالده العم عبدالله إذا كبر ِبرَّ ابنٍ لوالديه ووفاء بحقهما على حسن رعايته له وبذل ما في وسعه من أموال أثناء مرضه القديم، وقد استمر معه ذلك المرض وقتا طويلا حتى اقلع عنه بفضل الله، ثم بفضل والده الذي كان يتردد به على عيادة الدكتور المشهور بالطباع ـ آنذاك ـ لمعاينته ووصف الدواء المناسب لحالته المرضية فيبذل له مبالغ نقدية بيد سامحة من الجنيهات السعودية، ومن الريالات الفضية قبل وجود العملة الورقية، كما أن وجود الأطباء في تلك الحقبة نادر جدا، .. ومما يريح النفس ويشرق في أرجائها ويعزيها أن إخوة إبراهيم بنين وبنات يتمتعون بسمعة طيبة وعالية في مجالات عدة، وفي نفوس ولاة أمر هذه البلاد بل و بالشعب السعودي لما يقدموه من خدمات جليلة ومن أمن غذائي لوطنهم امتداداً لبداية عمل والدهم وعمهم محمد المشرف بجلب مضخات ومكائن لري المحاصيل الزراعية وسقي النخيل فلهم السبق في ذلك، والتوسع في زراعة المسطحات الخضراء المتباعدة الأطراف حيث أن تلك المكائن أراحت الحيوانات التي كانت تستخدم في نزح المياه من الآبار بطريقة بدائية آنذاك رحمهما الله جميعا ووفق أبنائهما لعمل الخير، وعلى أي حال فإن الأخ إبراهيم كله أدب وذوق ونفع، وستبقى ذكراه خالدة في مستودعات الصدور لتغلغل حبه في القلوب راجيا من المولى أن يصلح عقبه وأن يتغمده بواسع رحمته، ويجبر مصيبتنا فيه ومصيبة إخوته وأبنائه وزوجته أم بندر وجميع محبيه إنه سميع مجيب" إنا لله وإنا إليه راجعون".
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
(<!--) كتبت بتاريخ 17 رجب 1403هـ، الموافق 29 ابريل 1983م .
(<!--) كتبت يوم الثلاثاء، 28 ربيع الأول 1406هـ، الموافق 10 ديسمبر 1985م.