جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( عندما تنبتُ البُيوت. )
قالَت لَه : يا فارِسي ... هَل أراكَ مُغرَماً
ويُسعِدُ روحَكَ النِفاقَُ مُجَسٌَما
فأنا لا أرى إلٌَا الضَلالَ تَراكَمَ
فَلا الرِجالُ رِجالاً ... فَدَورُهُم قَد قُزٌِمَ
والنِسوَةُ ... مَحضُ ثَرثَرَةٍ يُجِدنَ فيها التَكَلٌُمَ
والبَناتُ عِندَنا ... رِمشُُ وجَفنُُ مُسبَلُُ
كَم شاقَهُ أن يَستَسلِمَ
أضغاثُ أحلامٍ قَد جاوَزَت بالخَيالِ الأنجُمَ
تَقاعَسَ الجَمعُ عن رِفعَةٍ
يالَأمٌَتِنا ... وصَرحُها قَد هُدٌِمَ
دَعنا نُغادِرُ زَيفَهُم ... والراشِدُ فيهِم ... قَد أوهِمَ
نَسكُنُ الغاباتِ قَد يَكونُ أهلها بِروحِنا أرحَمَ
قَد مَلَلنا ضَجَّةَ الطُرُقات
جُلوسَنا عَلى الشُرُفات
مَلَلنا كُلَّ الثَرثَرات
وتافِهِ السَهَراتِ والحَفَلات
دَعنا نُغادِرُ دُنيا النِفاق
مُزَيَّفَ العِبارات. … والصَداقات
وكاذِبِ المُجامَلات
أجابَها : يا حَبيبَةَ الضَمير
كَم كُنتُ في الزِحامِ أسير
هَيَّا نُغَيِّرِ المَسير
نَحيا في سلام كأسرابِ الحَمام
في قَلبِهِ الغاب ... نُجاوِرُ الذِئاب
نَبني بَيتَنا… بَيتٌ خُرافيٌّ مُهاب
لَيسَ فيهِ تُراب
تَعانَقَ مَع مُحيطِهِ الخَلَّاب
جزوعُ أشجارٍ باسِقاتٌ
ظِلالُ أغصانٍ تَدَلَّت وأعناب
ماءٌ يُغدِقُ في الجِوار
جَداوِلاً تغدِقُ ... ومن حَولنا الأنهار
والبَلابِلُ ... بِتَغريدِها ... يُشرِقُ في قَلبِنا النَهار
تَعزِفُ نَشيدَها لِلوُجود
لَحناً ... يَرمزُ لَلخُلود
لا حاقِدٍ بَينَنا ولا حَسود
أو ظالِمُُ يَسود
ولا كرامَةٌ تُباعُ في سوقِ النخاسة
أو تُهدَرُ في مُساوَماتِ السياسة
لا مآسي ...ولا صِراعُُ على الكَراسي
أو نِزاعُُ على الفلوس
ولا عاهِرٍ مَدسوس ...يُشَوِّهُ النفوسِ ...
حلمنا ... كَم نَحلَمُ فيه
هذا ما كُنتِ يا حَبيبَتي تَبتَغيه
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. … .. سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية