جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( رَمَت لَهُ خاتَمَ الخُطوبَة )
شاهَدَها الفَتى فأُغرِمَ بالجَمالِ مُترَفُ
مَن تَكونُ ... من أهلُها لا يَعرِفُ ؟
لكِنٌَها جَميلَةُُ ... والجَمالُ بِروحِهِ يَعصِفُ
فَقالَ في سِرٌِهِ ... هَل أخطُبُ وِدٌَها ؟
وأسبِقُ الخاطِبين ... أُجازِفُ
هَل تَقبَلُ بي فارِساً ؟ في غَدٍ أعرِفُ
فَتَبِعَ الفَتى خَطوها خِلسَةً ... لِخَطوِهِ يُخَفٌِفُ
يقولُ في نَفسِهِ ... يا وَيحَها كَيفَ في مَشيِها تُردِفُ ؟
يَميلُ خَصرُها يُمنَةُ ... ويُسرَةً رِدفَها يَعطِفُ
في كُلٌِ ثانِيَةٍ كِلاهُما يَرتَجٌُ أو يَرجُفُ
فُتِنَ الفَتى بِها ... بِقَدٌِها ... لِسِواها كَيفَ يَستَلطِفُ ؟
تَقَدٌَمَ لِيَخطُبَ وِدٌَها ... في مَدحِها يُسرِفُ
وافَقَ أهلُها ... فَوافَقَت ... يا لَهُ المَوقِفُ
فالفَتي مُنافِقُُ ... لا يَمَلٌُ المَديح ... فَالزائِدُ يُقرِفُ
في كُُلٌِ ثانِيَةٍ يَتٌَصِل ... أو لِبَيتِها يَدلِفُ
بلادَةُُ في طَبعِهِ ... جَعَلَ الخَطيبَةَ من ذِكرِهِ تَأنَفُ
فَغَلٌَقَت أبوابَها من دونِهِ ... كَذلِكَ الهَواتِفُ
نامَ الفَتى تَحتَ بَيتِها ... والسَماءُ لَهُ تُلحِفُ
وفي الصباح ... خَرَجَت تَهِزٌُ رِدفَها ... يا لَها الأردُفُ
قَد شاقَهُ مَديحُها ... وشاقَهُ التَبَجٌُحُ
لَحِقَ الفَتى بالغادَةِ ... خَلفَها يَجنَحُ
تَلَفٌَتَت نَحوَهُ وهُوَ يَرمَحُ
كَأنٌَما النيرانُ من لَحظِها تَقدَحُ
تَبَسٌَمَ في وَجهِها ... لِغَيظِها لا يَلمَحُ
كَرامَةُُ مَعدومَةُ ... جِرحُها لا يَقرَحُ
يا لَلشَباب ... في المَذَلٌَةِ تَفرَحُ
فَرَمَت في وَجهِهِ الخاتَمَ ... وهوَ مَكانَهُ لا يَبرَحُ
شاهَدتُهُ لِلمَوقِفِ فَسَرٌَني وأنا من شُُرفَتي أُلَوٌِحُ
فَلَوٌَحَت في شالِها ... كَأنٌَها لِلجَولَةِ تَربَحُ
نَظَرَت نَحوي وأسبَلَت لي جَفنَها .. رُبٌَما تُمازِحُ
لكِنٌَها تَقَدٌَمَت نَحوي بالجَمالِ تَنضَحُ
سارَعتُ لِبابِ شِقٌَتي لَها أفتَحُ
وأنا أقولُ في خاطِري ... ولِنَفسي أشرَحُ
هَل تَرجَحُ حِكمَتي ... أم الجَمالُ ... هو الذي يَرجَحُ
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية