جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سمحة / محفوظ فرج
يفوحُ العبيرُ بأنفاسِها
وتهفو الحروفُ لأردانِها
مُنَعَّمة تحلمُ الشارداتْ
تُعَلَّق ماساً بقمْصانِها
وَيَحلَمُ فَرْوُ البياضِ المُشِعِّ
يداعبُ مرآةَ شطآنِها
فيا أيها الحرفُ كُنْ قرطَها
لتبقى تبوحُ بِأشجانِها
وقل لي متى يتنامى النّوارُ
وتأوي الطيورُ لأوطانِها
لألثمَ ورداً بفِتْنَتِهِ
يَلمُّ تثاري بأحضانِها
وقبّلْ إذا جزتَ مهوى الجيوبِ
ثماراً تطيبُ بأركانِها
تساءلتُ من أينَ للياسمين
ندى ناصعٌ مثلُ أغصانِها
فقيلَ أتَتْ كفُّها نَحوَهُ
فَبَلّلَهُ عمقُ تَحْنانِها
الهوى لغةُ لا تترجمُها
الأغنياتُ
وردةٌ تتفتحُ بالعَبَقِ السَمْحِ
تَنَدّى به نبضاتُ القلوب
عيونٌ إذا حَدَّقَتْ تَتَبَدّى البراءةُ
طافحةً
دمعةٌ تَتَشَهّى الخدودُ حرارتَها
روافدُ تنزعُ دجلة أثوابها لتبرقِعَ
وجهَ البساتينِ بالعشقِ
بساتين تعصرُ أغصانها
وتميلُ بلهفتها للعناقِ
والهوى أيها السمحةُ الروحِ نجمٌ تغوّر خلفَ الشغاف
تتطلَّعُ روحي لماءِ المرايا وتخطفُ منه الضياء
تُعَمِّدُ أحلامنا من نهاياتها
وحين تضيقُ مفاتنُ باب المعظمِ نحو الكفاحِ بقمصانِهِ
يدورُ بي الشوقُ مستسلماً لحنان الصبايا من الكرخ
يمرقُ زورقنا من مضايق تفضي إلى جزرٍ نائيات
هناك نؤاخي جنونَ القطا حينَ يحرسُ أفراخه
ونؤاخي حنينَ الحصا لِلِيونَتِهِ قبل أن يتصلَّبَ
ونؤاخي المسافةَ بين السواقي ونرجسةٍ تَتَضَوَّعُ بالحبِّ
حتى تكونَ المثال
تقولينَ لي : أيُّ ضربٍ من الحبِّ تبحثُ أنت
وليس كباقي الرجال
تَتَسَلّلُ داخلَ شرنقةٍ لا حدودَ لها تتناسلُ منها المنافذُ
مهووسةً بترامي رؤاها إلي غابةٍ موصلية
والهوى يتها السمحةُ الروحِ نبقى وحدين
نتماهى بأرواحنا مثلَ طفلين
همهما أن يبيحا الذي يتجدّدُ من لهفةٍ
فتجيبُ العصافيرُ نجواهما
يتدلى على حافة الشجن البرتقال
وينمو على وقع خطوهما
العشبُ تخضرُّ كل التلال
محفوظ فرج
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية