جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ليل على حافة البحر
•-•-•-•-•-•-•-•-•
تعوَّدَ البحرُ على الاستنجادِ بالشاطئ ، دون جدوى ، ولا يحرك الرّملُ ساكناً غافياً فوق بلله الطيني ، مثله أنا لم أحبط بعد ، صمتي ينحت لجرحي
تمثالاً فوق ضماد العشق…كاد ظلّي أن يردد كلماتي جهرةً ، لولا بُعد المسافةِ عن حنجرتي تقدر بألف همسةٍ وهمسة…حينما تتصادفُ الأصداف مع تشابك الأطراف ، عيونُ الهواء تحدقُ بكلّ شراسةٍ حول تفاصيل العناق ، لم يكن هديرُ الموج له تأثير مباشر على دفة الشفاه مشغولة جداً في تصنيف الشعور ، غارقة بطحالب الأحلام ، ترتعش حمرة المرجان من زعانف البحث ،
ستكون العبرة أو لا تكون ، لا تهم اللغة ولا بريق الومضات عندما يقودها الوصول إلى بر الأماني ، لها أذرع الأخطبوط تمتص الصافي والمخلوط ، تلتحف حلقات الضوء المرتعشة فوق سطح السفن العابرة محيطات الجو الغارق بالأوهام ، كادت الأجفان تكون لها أعلى شراع ، اليوم عيد الرّيحِ مع هلال الشهر البادئ بإعداد الأيام ، كالأم تعد وجبة الغداء لعودة الأبناء إلى باحة الدار على ظهورهم حقائب العلوم ، هذا الزمنُ يمقتُ الفيزياء ، يرتب الميعاد مع سلحفاة الرحيل من وطنٍ يشوبه الظلام ،
يسألونه بم تفكر قبل أن تغادر الليل أجاب بلا تردد :- رغبت ألا أبوح بسر تفكيري وإن كلفني ذلك فجرا..
كم وددت أن يثقب عتمتي العبد الصالح كي لا يأخذ قمري الملك الطالح ،
وكم رغبت أن يرمم ( الخضر ) حصني بيني وبين جيران النهار ،
وكم دعوتُ أن يقتل من يريد قتلي بسيف مثلومٍ بارد..
ما كنت أعلم أن طولك يمتد حول الأرض ولك كواكب هي الظلال قابعة على حافة الليل تغني للموج ساعة الغياب .
•-•-•-•-•-•-•-•-•-•-•-•-•-•
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢-١٠-٢٠١٨
٢٠١٨
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية