هذا العالم المتشظي ...
....
هل نكتبه بمسامير . ننحته بذات التلهي والتشظي . ونخضبه بفصول تتحلل في أثر الغيم على رخو الرؤى . وعلى منابر الشوك . تذيل دخان الملاحقات في صنيع فرجة زيف نكابد وجوهها المتلذذة بشهوة الفراغ .
هذا العالم مغتر بمسافاته الليلية . ماسك بذراع الضباب . يغتصب أغنيات الأطفال . ويصول بأنيابه على أطراف غير مأهولة تسكنها بيادق مركزة الشحوب جحافل مبهمة تمعن لعابها في عناق الورود .
عالم تمقته أسماك البحار الصعبة . تخاف من فولاذه الجبروت جيوب المعادن البريئة . وتبكي حقولنا المظطهدة من خراطيمه الدموية .
هنالك أنهار حملت الماسها المائي واحتجبت بخمار النعي . تركت وديانها لبراثن ملح يخلف صدى أطلال مستكينة الحجر المسجى .
وأشجار أخرى راجعت ضوء المدى لتسمو على موج التهور الشامت بالغروب .
ومن قساوته البهيمية غار ماء الصباح تشاركية الغيابات .
عين الشعر تدمع زرقتها في لهيب السؤال .
وهندام أشعار معلق على جدار . يقال أن الشاعر أبطل مفعوله عالم التنجيم . فلم يتبقى سوى صلصلة مذاهب صدئة تذود عن خيمات وقعت في ألسنة نار سخيفة لا تقري الضيف ولا تهدي لهفة ابن سبيل في هذا العالم العليل .
محمد محجوبي
الجزائر