جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أين أنت الآن يا عيد ...؟؟
بقلم الأديبة هيام حسن العماطوري ....
هل عرجت على سوريا الجريحة ...فخرجت بقلب ٍ ممزق متأثراً بجراح شعبها الأبي ...تنحب بحرقة على ما آلت إليه من دمار وعتمة ... ؟ وهل تملكك الرعب عند أبوابها السبعة كيف انهارت ذات الانسان وفقد القيم والأمان...ام كانت رحلتك إلى اليمن السعيد الذي كان يوماً سعيد ...وأمسى خراب ينعق فيه الغراب ...وأين كانت وجهتك يا عيد ..أينما اتجهت ترى الدموع والآهات والنحيب ..قاتل الله من أبكى عيونك يا دمشق . . وأحرق مراكبك يا شواطئ الوطن .. كنا زمان نرى العيد أطفال بأثواب وأحذية جديدة . . وحلوى وكعك العيد .. واليوم لن يمر العيد على القلوب المتعبة المكلومة . .لأنه بالأصل يأتي ليفرح الأطفال واليوم الوطن بات شبه خالي من الأطفال وحتى الكبار . في بلدي تأن الراحات وهي تمسح دموع القهر ..والحزن الذي أقام فينا ..منذ داس الشر ذرات الوطن ...وعم الفساد و دفنت الضمائر . .لمنْ ستأتي يا عيد ولمن ْ ستكون الأضحيات ؟؟. .في الوطن ضحايا ومجازر .. ودم مهروق أمتصته تربتك يا وطن ..حين يزهر الغار على تلالنا المنكوبة ..وحين يتفتح ياسمين الشام ..وتبسق ساق شجر الحور في كل شبر منك يا وطن .. وتعربش على جدران المنازل داليات العنب ..والجوري يفوح أريجه ..وحين نتنسم عبق دماء شهداءنا عبيراً نملأ فيه رئة الوطن خضرة وبناء انسان سوي يحب الوطن. ..وكان ثمن مغادرته الحياة ...خلق حياة للأجيال ...حينها ندعوك أن تأتي أيها العيد..فربما بعودتك يفرح الطير ...و يكبر الجنين في رحم الأمهات .. ..وترقص الفراشات متباهية بألوانها المشبعة ..والخضرة اليانعة تمحو من القلوب بؤس سنين الحرب . . وتنفض عنا القهر والعذاب .. إلى ذلك الحين ...ننتظرك .... أما اليوم ....فبأي حال عدت يا عيد . .
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية