جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
صمت وذهن شارد رشفه من فنجان قهوتى دخان متصاعد من سيجارتى احدق بالماره فى الطريق يقلقنى الضجيج اتأمل أنواع السيارات استفيق تشدنى زقزقه العصافير فوق شجره بجوارى أحاكى نفسي بسؤال دون أجابه هل زقزقه العصافير تنم عن ماذا.هل هى اشاره ترحيب ام هى سعاده ام طلب للطعام والشراب ام هى تفرغ شحنه احزان متراكمه وفكرت لحظات ولكن دون اجابه فعدت ثانيه إلى فنجانى وسيجارتى ولكن يأخذنى الشرود إلى الماضى.فكان كشريط جميل يسير امامى.بدايه من طفوله جميله تتخللها البراءه والعفويه وهنا تيقظنى سيجارتى بأن وصل لهبها اصابع يدى التى كادت أن تصور فى حاله شديده من السكون فتنبهت بشيئ من الفزع كأنها تقول لى أن زمن البراءه والعفويه قد أنتهى فألقيتها بعيدا كأنى ألقى بالماضى
وأشعلت سيجاره اخرى ليستمر تلك الشرود كأنه أدمان لم يفارقنى جلست اتذكر الماضى مره أخرى ولتيقنى أن الماضى لاينتهى ولا ينقضى بل يظل علق فى الأذهان فكانت ذكرياتى مع الريف أجمل مافيها تذكرت إلى أى مدى كانت المبادئ والأخلاق هى السمه السائده بين الأفراد بعضهم البعض وإلى أى مدى كان التكافل والتزاور وصله الأرحام وتقديم المعونه للمحتاج وفاجئتنى إمرأه عجوز ايقظتنى من شرودى بكلماتها
فى تودد.تطلب صدقه...ففكرت قليل هل أنا من الماضى أم أنا من ذلك الحاضر الذى يتخذ من السائل سخريه ومذله لمن يسئله.فكررت العجوز سؤالها حسنه لله ياابنى فأسرعت وأعطيتها وسبقت يدى أعتذارى على تأخرى عليها. وزاد صمتى وزاد تصاعد دخان سيجارتى..فتوقفت مع نفسي أسئلها
أين نحن من هذا الزمن الجميل.
ثم قمت بتبديل فنجانى مره أخرى.لعله يأتى بالجديد من تلك الشرود.الممل الخانق وتأتى لحظه أبتسامه حين نظرت فى فنجانى لأدرك أن حبيبتى تترقبنى وتسئلنى ماكل هذا الشرود
أكل هذا الوقت تفكر فى..فقلت لها على استحياء معذره حبيبتى أنا كنت أفكر فى الماضى ولكنك تعنى لى الحاضر
والمستقبل وكل الأمانى.فلولاكى حبيبتى لعدت تاركا هذا الزمان.ورجعت مره أخرى أعيش فى الماضى.....
_____________________________________________
صمت وشرود. بقلمى يحيي شاهين شاهين
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية