جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أنشدت ( هند ) زوجة ( الحجاج ) هذين البيتين وهي تسرٌِح شعرها أما المرءاة ... دون أن تَدري أن ( الحجاج ) كان يقف خلفها ...
وما هِندُ إلا مَهرَةُُ عَرَبيٌَةُُ
سَليلَةُ أفراسٍ تَحَلٌَلَها بَغلُ
فَإن أنجَبَت مَهراً فَلِلٌَه دَرٌُها
وإن أنجَبَت بَغلاً فَمِن ذلكَ البَغلُ
فما كانَ من الحجاج إلا أن طلقها والقصة ممتعة نكملها في وقت آخر إنشاء الله ...
متابعة ...
فأمر الحجاج أحد غلمانه بأن يعلِم زوجته هند بأن الحجاج طلقها طلقها - طلاق بائِن - وأن يعلمها ذلك بإستخدام كلمتين فقط ... فإن زاد عنهما قطع رأسه ...
فحار الغلام في أمره كيف يوصل الرسالة بكلمتين ... وتفهم هند المقصود من الرسالة ... وهو يعلم يقيناً أن الحجاج إذا قال فعل ... وأن رأسه سيكون الثمن ...
فإن أخبرها بقوله ... يقول الحجاج لكِ ... فإن ذلك يزيد عن الكلمتين .... ولم تصل الرسالة ...
ولكن خوف الغلام على حياته مكنه من الحل ...
فدخل على هند قائلاً ... - كنتِ فَبِنتِ -
فهمت هند الرسالة وقالت ...
كُنا فما سعدنا ... وبنٌَا ففرحنا ...
وقد سمعَ الخليفة عبد الملك بن مروان بالقصة وأعجب بذكاء هند وإنتظر حتى إنتهت - عدتها - فأرسل إليها خاطباً لها ... فوافقت على شرط أن يقود الحجاج - هودجها - من بغداد إلى قصر الخليفة في دمشق ...
فوافق الخليفة وأمر الحجاج بتنفيذ الأمر ...
وفي الطريق ... رمت هند بدينار ذهبي على الأرض مدعية أنه سقط منها ... وقالت للحجاج يا هذا لقد سقط مني درهماً فإعطني إياه ...
إلتقطه الحجاج قائلاً ... إنه ديناراً يا سيدتي وليس درهماً ...
أجابته هند على الفور ...
سبحان من بَدٌَلَ درهمنا بدينار ...
وذلك إنتقاماً منه ورغبة في تحقيره ...
تحياتي للجميع
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية