دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

" شاحنة الموت " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
إهداء .. 
لأرواح الشهداء السوريين السبعين الذين كانت لهم الشاحنة مقبرة وقبر كبير ... وإلى كل الشهداء الذين يموتون في ( بحور الوهم ) في رحلات المغامرات اليائسة للنزوح عبر البر والبحر ..
تنويه :
أحداث وشخوص النص حقيقية وحدثت على أرض الواقع وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
===============
" شاحنة الموت "؟؟!!
أين أنت يا سيدي .. وأستاذي ومعلمي وملهمي .. ؟؟
أين أنت يا سيد القلم والحرف والكلم .. ؟؟!!
أين أنت أيها الكاتب والأديب الملهم الراقي ؟؟!!
أين أنت يا من كتبت ( رجال في الشمس ) 
فأبدعت الكتابة وأتقنت الحرف وسلبت العقول والألباب ؟؟!!
أين أنت يا من كتبت عن أولئك الـ ( رجال في الشمس ) الذين كانوا لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ؟؟!! .. أين أنت لتكتب الآن عن ( شهداء الشاحنة ) الذين يربو عددهم على السبعين ما بين رجل وامرأة وعجوز وطفل .. كلهم ماتوا في القبر الكبير الكبير دون أن يقوم بتكفينهم احد أو أن يودعهم أحد الوداع الأخير ؟؟!!...
أنا أستعين بك كـ ( صديق ) وكاتب وأديب راقٍ لتكتب عن شهداء الشاحنة أولئك ... وقد عجزت بدوري عن الإتيان بالحرف .. أو العثور على الكلم الذي يناسب الحدث الرهيب المميت حتى الموت ..
فلأول مرة في حياتي أشعر بأنني كاتب فاشل .. بل لا يحق لي أن أكون مجرد كاتب .. لأني أشعر بالفشل الذريع بالتعبير عن الحدث والحادث ...
تعال يا سيد الحرف وأميرالقلم لتكتب عنهم .. عن شهداء الشاحنة .. ( شاحنة الموت ) كما كتبت سابقاً عن الشهداء الذين قبلهم ( شهداء الخزان ) .. وأقسم لك بأن نصك هذا في هذه المرة سوف لا يقل روعة عن نصك السابق ..
قمت بدورك بتوجيه اللوم والعتاب العنيف لأبطال نصك الراقي ( رجال في الشمس ) .. الذين ماتوا اختناقا في الخزان ... عندما قلت لهم معاتبًا : ( لماذا لم تدقوا الخزان ) ؟؟!!
كنت عاتباً عليهم بشدة لأنهم لم يدقوا الخزان .. ؟؟!! .. ولكن هؤلاء الرجال والنساء والأطفال ( شهداء الشاحنة ) قاموا بالتأكيد بدق جدران الحافلة ( لم يدقوا جدران الخزان لأنهم لم يكونوا في خزان بل كانوا في شاحنة الموت ) لقد دقوا جدران الشاحنة .. " شاحنة الموت " حتى كلت أيديهم .. وصرخوا بأعلى أصواتهم حتى بحت أصواتهم .. وحتى الأنفاس الأخيرة وحتى الموت اختناقًا وألمًا .. 
لقد ماتوا اختناقًا في قبرهم الكبير .. في الشاحنة اللعينة التي باتت لهم قبرًا جماعيًا ... وتُركوا على قارعة الطريق داخل القبر الكبير دون أن يقوم احد بتغسيلهم أو تكفينهم أو وداعهم ولو بكلمة واحدة ؟؟!!
تعال يا سيد القلم وأمير الحرف لتكتب عنهم .. أم تراك تريد أن نتركهم بلا وداع .. ولو بكلمة .. نص .. أو مجرد رثاء ...؟؟!!
تعال يا سيدي .. وأستاذي ... تعال لتكتب نصاً عن أولئك الشهداء ... شهداء ( شاحنة الموت ) ؟؟!! .. 
فلقد خذلني الحرف .. وخانني القلم .. ولم أعد أعرف شيئاً اسمه الكتابة ؟؟؟!!!

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 168 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,085