جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أشباه مدينة وحكايات
لوثة اقتربت من تلك المدينة أخرجتها من هدوئها ...كل ما ومن فيها يجري في كل الاتجاهات باحثا عن الخلاص ..
خرج المارد من قمقمه متمردا وصرخ ...
تساقطت الأقنعة ..ضحك بصوت مرتفع ..نحن عراة أمامه تماما نحاول التستر بما بقي لدينا من بقايا فضيلة وأخلاق ..
بصرخته تساقطت جدران كثيرة واستطاع الأخطبوط الذي طالما حاول التسلل إليها أن يحكم قبضته على المدينة وبدأ يعتصرها بقوة ...
كانت كل محاولات الإفلات منه مستحيلة فطالما انتظر تلك الصرخة من سنين ...
تساقطت أقنعتنا فظهر مانخفيه من عهر داخل نفوسنا خرج كل من في القبور ليشهدوا دفننا كانوا يسيرون بخطا متثاقلة ..يجرون وراءهم خيباتهم وانكساراتهم ودناءتهم وكل ماسكن معهم في القبور من خبايا نفوسهم ...
الأخطبوط يقترب أكثر ..أكثر يعتصر جدران المدينة بلارحمة ..الزانيات يضحكن ...يرقصن على وقع سقوطنا ...رحلت كل صورنا ..كل أساطيرنا ..كل نفاقنا ...
جلود البشر تتساقط ..تتناثر ..ترميها الرياح حيثما شاءت وأبقى وحدي في زاوية مدينتي أشهد سقوط من فيها ...
يقترب الأخطبوط ..أخاف أكثر ...أصرخ ...لامجيب ..يكثر الهرج والمرج ...تتدافع البشر في محاولة للإفلات من قبضته ...الزمن يمر ببطء يقتلني ...وأنا أشاهد ذاك المفترس يعتصرنا دون هوادة ...
المدينة كلها بين قبضته ...تساقط كل ما ومن فيها ..وبقيت أنا أشاهد مابقي من مدينتي وأروي قصص بشر سكنوها ..أقاموا فيها اعتصرهم ذاك المتوحش رأيت بأم عيني المارد يعود إلى قمقمه وهو يسخر مني ...انكسار ..انكسار ...
ساعات طويلة مرت استيقظت بعدها وصلت إلى مسامعي أصوات البشر من حولي قمت مفزوعة
نظرت من نافذة غرفتي ..كان كل شيء يبدو طبيعيا ..
مدينتي التي كانت بالأمس أشباه مدينة عادت إليها الحياة من جديد ...وبقيت أنا واقفة متسمرة أرقب بحذر تحركات كل من يقيم فيها..
أدركت أنها مازالت جميلة رغم ما اعتصرها من ألم ...صرخت فأسمعت الكون كله مدينتي ليست أشباه مدن ...
.....بقلمي ..المنيا 7/3/2017
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية