دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

قراءة في حادث قطار الإسكندرية 
الناظر في حادثة قطار الإسكندرية - ومثلها كل الحوادث التي تحدث في وطننا العربي - يلاحظ أمورا ثابتة لا تتغير إثر وقوع أي حادثة : 
أولها : التسرع في إصدار الأحكام من المسؤولين والجمهور على حد سواء لأن من سمات التخلف أن يسبق اللسان العقل أو قل يسبق الحكم ، التحقيق فنحن - وبلا استثناء - نتسرع في إصدار من قبل معرفة أو استقراء لما حدث ..
وقل هذا في كل حادثة تحدث في حياتنا صغرت أم عظمت وعلة ذلك كما قلت تكمن في تنحية العقل عن قيادة حياتنا وترك المجال لهوى أحمق أو قل للسان دون سابق بينة ..
الثاني : انقسام الناس إلى فئتين اثنتين : الأولى : ترى أن المسؤولية تقع على المسؤول الكبير كالوزير أو رئيس مجلس الإدارة وترى هذه الفئة أن من واجب الوزير أن ينتحر كما يحدث هذا في اليابان أو يقدم استقالته على أقل تقدير ..وتنسى هذه الفئة أمورا كثيرة نتيجة تسرعها في إصدار الأحكام فنحن العرب غير اليابانيين وغير أوربا المتقدمة بل نحن غير ما هم عليه في بلاد واق الواق ..
في اليابان - مثلا - لو أن فنانا أو عالما يسكن في شارع ما فلا يستطيع أي ساكن في هذا الشارع أن يغير من دهان واجهة سكنه إلا بعد استئذانه أما عندنا وحين يبدو فينا عالم نتعامل معه كما نتعامل مع الأجرب حتى يفر أو ينتحر أو نلقي به في غياهب المجهول ففرق جد كبير بيننا وبين اليابان وأوروبا ومن ثم تصبح المقارنة بلهاء ..
أما الفئة الثانية فترى أن التبعة تقع على المسؤول المباشر وهو هنا المحولجي أو قائد القطار المعطل وكذا الناظر أو رئيس الحركة والمفتش المسؤول وهنا تضيع الجريمة في البحث عن ضحية تتحمل المسؤولية ...
ومن سمات التخلف أن هذه الحادثة وغيرها ستنسى في غد وكأنها لم تكن لأننا نتمتع بذاكرة سمكية بامتياز ...............ثروت

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 11 أغسطس 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,443