جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(( أريجٌها لا يزول))
عِندَما تُغادِرينَ المَكانَ ... كم تَحزَنُ الأسوار
ويَهبِطُ الضبابُ يَنتَشِرُ الغُبار
وتَشتَكي رَيحانَةُُ في الجِوار
وألفُ زَنبَقَةٍ يَفوحُ مِنها عِطرها
يَسألُ عَن غادَتي ... وتَسألُ الدِيار
أينَ الٌَتي من خَطوِها ... تَدنوا لَنا الأقمار ؟
ويُشرِقُ من نورِها ضَوءُ النَهار
يا لَها مَعشوقَتي إن أسفَرَت عن وُجهِها
ويا لَها حينَما تَنتَقِب بالخِمار
من رِمشِها ... ولَحظِها ... والجُفون
ومن بَريقِ العُيون
تُدرِكُ الكائِناتُ أنٌَها نَوٌَار
فَكيفَ لِلوُرودِ أن تُصَدٌِقَ أنٌَها غادَرَت ؟
كَذلِكَ لا تُؤمِنُ الأزهار
هَل غادَرَت مَحبوبَتي تِلكُمُ الأرجاء ؟
تُجيبُني في رَجعِها الأصداء
عِندَ الصَباح ... وعِندَ كُلٌِ مَساء
لا تُغادِرُ الأرواح أجسادَها ... لَم تَزَل تَنبِضُ بالرَجاء
فَغادَتي في الوَريد ... في دَفقِهِ الشَرَيان
تَسري بِهِ عَنبَراً وحَنان
تُسكِرُ أعصابِيَ ... وَيَثمَلُ قَلبِيَ الوَلهان
من بَعدِها أنتَشي .... و يَنهَضُ الوجدان
ويَنهَضُ في نَبضِيَ الإنسان
وإن غادَرَت سافَرَت هاجَرَت لِتِلكُمُ البلدان
فَإنَّ طَيفَها عِطرَها باقِيان
مَهما تقادَمَ الزَمان
تُجيبَني بِذلكَ الآفاق ... صَوتُ الأذان
تُجيبُني سَتائِرُ غُرفَتي ... تُجيبُني الجُدران
لُفافَةُ التَبغِ تُجيبُني ... يُجيبُني الدُخان
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية