هات المسدّسَ... أنت بهذا التّسليم و الضّعف تحتاج قتلا فوريّا، و ها أنا ما أزال أرحمك.. أتعرف لماذا أفعل؟ لأنّ فيك روحا مختلفة، فيك قناديل معلّقة يمكن أن تُضيء ليَ مسافة الظّلمة المتبقّية.. في كتاباتك موسيقى تستدعي أنوثتي الغائرة وتزرع شغفي بالعالم.. ولذلك أنا أتردّد.. للمرّة الأولى يُصيبني خزيُ التردّد و الإرجاء.. ربّما كنتُ أحبّك.. ربّما صرتُ كذلك منذ الفترة القليلة التي عرفتكَ خلالها.. في الحقيقة أحببتكَ أنا منذ قراءتي لنصوصكَ.. أحببتكَ فيما هم يدرّبونني على كراهيّتكَ، على فنون التخلّص من كلّ ما يكرهون.. لماذا أتردّد في حَسْم أمركَ على أنّ أمركَ محسوم سلفا؟ لا.. لن أعجّل بقتلك.. لا.. لن أقتلكَ حتّى أشبع من ضوءِ روحكَ.. حتّى أتعلّم منك أنّ لي سرّا جميلا يجدر بي اكتناهه من خلالك.. أريدك أن تُعلّمني فنّ الوجود.. علّمني المتعةَ المحضَ.. درّبْني على اختبار جسدي الآخر، بودّي أن أتحسّس خارطتي و أكتشف الجغرافيا الخافية.. أرومُ اختبار تضاريس الرّوح و ملامسة موسيقى التّناغم البعيد في خلايا الكون.. ثمّة رائحة شذيّة في نصّك عليّ استنشاقها قبل قتلكَ.. خذني من هنا إلى هناك الأخرى، إلى الأمازون، إلى أدغال العالم المخفيّة المجهولة.. علِّمْني أن أشمّ رائحتكَ، رائحة رجلٍ فريد، هو مَنْ في وسعه أن يمزّق روحي الآن بقلمِه.. مزّق روحي الآن، يا راجح.. أريد أن أنسى.. افتضَّ بكارتي الثّانية..
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
نشرت فى 8 نوفمبر 2018
بواسطة magaltastar
مجلة عشتار الإلكترونية
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
577,523