( لا تَرحَلي )
فالفَضاءُ عاصِفُُ ... والذِئابُ في الطَريق
شَرٌِيرَةُُ ليسَ لَها صَديق
والعُبورُ يَحفٌُهُ الخَطَر
والأفقُ يُرسِلُ الشَرَر
وأنتِ ما تَزالي تَعبُرين
والخَريفُ يَعزِفُ لَحنَهُ ذاكَ الحَزين
ويُسقِطُ الحَياةَ في جحورِ العَدَم
هَل تَشعُرينَ ... يا غادَتي بالنَدَم ؟
ياوَيحَكِ ... مَتى إذاً تَشعُرين ؟
ألا يُعيدُكِ إلَينا الحَنين ؟
أهلُُ وجيران ... وَبَعضُُ من الخِلٌَان ... وريحَةُ الأوطان
ألا يَهزٌَكِ أيا مُهجَتي ... صَوتُُ من الوُجدان ؟
وقُبورُ الجُدود ... شاخِصاتُُ يا لَها الأحزان
تَدعوكِ لِلصُمودِ في هذِهِ الدِيار
فلا خَيار ... لاخَيار
فَغَداً .... يُشرِقُ النَهار ... يَسطَعُ في سَمائِنا القَمَر
وغَداً ... تُنصَبُ الجُسور من فَوقِها تِلكَ البُحور
تَرجِعُ النُسورُ لأعشاشِها ... ويَرجِعُ النَماءُ لِكُلٌِ الشَجَر
ويَخرُجُ ذاكَ الغَريب ... من الوطَنِ الحَبيب
وَيُدحَرُ مَن غَدَر ... يُدحَرُ من غَدَر
تَلَفٌَتَت ... غادَتي إلى الوَراء ...
يا لَلدُخانُُ ويا لَها الأشلاء
والنارُ تَستَعِرُ وتَحرُقُ الأشياءَ ... تَحرُقُ الأسماء
وفَجأةً تَساقَطَ المَطَر
وأُخمِدَت نارَهُم في الدِيار ... أُخمِدَ ذاكَ الشَرَر
وعادَتِ الأرواح ... عادَ البَشَر
هَتَفَت ... غادَتي ... هَل عادَ لِلوَطَنِ مَن رَحَل ؟
هَل تَلاشَت المِحَن ؟
أجابَها صَوتُ الصَدى ... عَبرَ المَدى ... إنٌَما عادَ الوَطَن
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيٌَة ..... سورية