جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يُخيَّلُ للشعراء
أن عينيكِ شبيهتا القمر
وأن بريق الضوء بهما
غابة نخيل غرقى في الهجير
وقت السحر
ونهداك
بلح العراجين
مشرع النضوج
ضاجّ
بنكهة فستق زمن مثقوب النوافذ
كخيبة
والنجمات
جدائلها من زعانف الحوت
متراصة الماء و الهبوب
تمشي
غرقى على أرض من غيم
الريحان
والزعتر ،
وشيح الأمهات الصبورات
على الوجع
أمهات تراقصن
ريحا مخملية مشتهاة بكل الفصول
وتقطفن من عيون الأرض
أكاليل الخزامى
على أنغام *" گناوة " الروح
تتحزمن
بخيط الليل / الويل
تستدرجنه
على عتبات أرخبيلات الخصور
فيتكاثر اليعسوب بشهدهن
طمعا
في قبلة
من فم خريف
هو أصل الفصول
تتوسّلن
البلح ألا ينضج سريعا
وتنمن على صدره قريرات العين
غافيات
تعدُدْن
ما تبقى
من أحزمة وقت نيّء ضالع في الغياب
تُخطن
مدامعه بإبرة نرسيس
ليخرس قلب الصيف
ويغير تقويمه الشتوي الخاطئ
فعباب الماء بريء
في تغيير صورة البحيرة
ولم يكُ
سببا في ذبول الدفلى على ضفتيها
ولا
في تعميق جراحات الحفر
كلّما شاخ العمق
ضعفت الرؤية ،
وأصيبت البجعات بحشرجات الصراخ
أيها الحالمون
تحت أشعة الشمس وغبار البارود ...!!
سأخبركم
بأن الله
صانع الموت البغيض
خلق بشرا
لا يمكن أيّصيروا
رجالا
منذ الغزوات الأولى
وهم يبرعون في قطع الرؤوس
وقرع الكؤوس
احتفاء بنصر بطعم العهر
منذ كانت السماء بأطرافها
تحبو
على سرير الأرض الدامي
والأجساد واقفة
تجفف بلل الرخام
و الطين ندف ثلج أحمر
يذوب
قطرة
قطرة
غير مهتمة
بلسعات عقارب البرد
تلك الأيام التي نداوالها بين الناس
وأنت ِ
الصلصالك يمتدُ عبر
سديم
غيمٍ سارد المحيا
عصي التجفيف
كنت تركضين
بيدين من سلال التراب
ولهفة حامضة من عنب الدوالي
فاتحة
بوابة قلبك الطازج
لأول خيط شمس
منادية :
أيها الغريب ...!!
لا جدوى
من الحب
هنا...!
فما عاد صدري
يقبل القصائد
وكل التآويل
تعصف برأسي المشبع بصرير الريح
رأسي الغارق في غياب مزمن ، يبتلع كل جسدي
عضوا
عضوا
فكيف يحتضن صدري كل تعب هذا الورق المتلهف لقطر حبرك...؟؟
وروحي بأنفاسك مسجونة
وأنتَ وهذا الوقت متماطلان
كنشيد
كنّا
نحفظه عن ظهر قلب
في وطن
لا مكان فيه للحبّ والإنشاد
كنشيد
وطنيّ
كنّا
نحفظه
ونسيناه للأبد
* گناوة : موسيقى صوفية ذات أصول أفريقية ، ويقام لها مهرجان عالمي بمدينة الصويرة المغربية .
لوحة فنية للرسامة التشكيلية آن فاليري كوستر
سنة 1770 لمجموعة من أهم الآلات الموسيقية العالمية آنذاك
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية