جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( طريقُ الزُهور )
يا لَهُ دَربُها صاعِداً تَحُفٌُهُ الوُرودُ والأزهرُ
والفَراشاتُ قَد حامَت على الدُروبِ لِلجَناحِ تَنشُرُ
في جَوٌِهِ كَم حَلٌَقَت طُيورها الجِنان تَعبُرُ
وَعَلى أدراجِهِ نَثَرَت أريجَها يَغمُرُ
سألتُ نَفسي : هَل أزورُ صَرحَها ... في الجِوارِ عامِرُ ؟
في ذُرى جِبالنا قَد شَيٌَدَت جُدرانَهُ ... جاوَرَتها الأنسُرُ
يا غادَةً ... والرِفعَةُ في الخِصال تَظهَرُ
كَيفَ الوُصولُ إلى الحِمى ؟
والسورُ من حَولِهِ يَعمُرُ ؟
وَدونَهُ غابَةُ أدغالَها مَليئَةً بالأُسودِ تَزأرُ
في مَرابِضِها ... والعَرينُ ... من صَدى الزَئيرِ غابهُ يَهدُرُ
سَلَكتَهُ دَربَها صاعِداً ... كالفارِسِ المغوار
حينَما في جَيشِهِ يَأمُرُ
على جَوانِبِهِ تُوَشوِشَني أشجارَها الغابات ...
أقدِم يا فَتى ... فالحَياةُ أساسَها الحِوار
بَلَغتُ قَصراً لَها ... جَمالَهُ يَأسُرُ
ما بَينَها الحَدائِقِ ... وألفُ صَنفٍ من الأزهار
كَيفَ لي أن أُحاوِرَها ... أن أناقشها ... أن أُداوٍرها ؟
وهيَ حَبيسَةُُ في قَصرِها
دَنَوتُ من أسوارِها ... رُبٌَما لَمَحتها
نَبَحَ كَلبَها ... كَشٌَرَ أنيابَهُ ... ثار ... وأنا فَوقَها الأسوار
شاهَدَتني مُسَمٌَراً ... كأنٌَني مسمار
قُلتُ في نفسي : يا لَهُ من حِوار
نَهَرَت كَلبَها المَسعور
تَبَسٌَمَت غادَتي ... وأومَأت لي بالدُخول
قُلتُ في خاطِري ... يا سَعدَهُ كَلبَها
لَولا النُباح ... لم أزُر صَرحَها
ولَم تَكُن لِتُسبِلَ لي جَفنَها
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية