دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

authentication required

( العرَّافَة )
كُنتُ في مِقعَدٍ عَلى الضِفافِ أنظُرُ
شارِدَاً في صَفحَةِ الماء … أُفَكٌِرُ
ومَسحَةُُ لِلحُزنِ كانَت تَعبُرُ
ألومُ نَفسي مَرَّةً … وَمَرَّةً ألومُهُ القَدَرُ
أُقَلِّبُ كَفَّيَّ .. لِما الهُمومُ تَستَفحِلُ …
في داخِلي … يا وَيحَها ... مَتى هِيَ تُغادِرُ ?
عَبَرَت خِلسَةً من أمامي غادَةٌ تَخطُرُ
تَمَهَّلَت عِندَهُ مقعَدي … تَأمٌَلَت في وَجهِيَ تَحذَرُ
قُلتُ في نَفسي : يا وَيحَها ...
هَل تَظُنٌَني من أشقِياءِ الناسِ يَحضُرُ ?
أم أنا مُشَرٌَدُُ ... يا بِئسَهُ القَدَرُ
جَلَسَت لِجانِبي … تَفَرَّسَت في مُقلَتي ... عَلٌَها تُبَصٌِرُ
قُلتُ في سِرِّي : أمَجنونَةٌ هذِه ???
أم أنٌَها مُصيبَةٌ أُخرى بُعِثَت إلَيَّ تَغدُرُ ???
لَكِنَّها باهِرَةُُ في الجَمال … مَن في الجَمالِ لا يُبهَرُ
والقَلبُ مِنٌٌِي خائِفُُ ... وَجِلُ ... لكِنٌَهُ يَأمَلُ
هَل تَبتَغي وَصلاً ... أم تُراها حففرَةً لي تَحفرُ ? ...
سألتها : مُتَلَعثِما … َلَعَلٌَكِ تَحسَبي أنٌَني فارِسُُ آخَرُ ?
قالَت : سَماءكَ غائِمَةٌ … وَقَلبُكَ مُضرِبُ
ونَفسَكَ في الطُموح .. ما لَها أُفُقُ
أجَبتها : وَكَيفَ تَعرِفينَ ما حالَتي وأنا لا أنطِقُ ?
قالَت : عَرَّافَةٌ يا بُنَيَّ أنا ... لِنَفسِكَ أخرُقُ
قُلتُ في سِرِّي : يا وَيحَها ... أصغَرُ مِنٌِي أنا …
تُنادِني ... يا بُنَي ... فَهَل أنا وَلَدُُ أخرَقُ ؟
يا لَها مِن صَبيَّةٍ غَبيَّة ... ولا تُصَدٌَقُ ... لكِنٌَها تُعشَقُ
سَألتها : أتَذهَبينَ مَعي لِلبَيتِ تستَكشِفينَ ذلِكَ الأُفُقُ ?
في بَهوِهِ بَيتي عَرِفَت كُلٌَ سِرٌٍ لَدَيٌَ
كَأنٌَهُ في ذِهنِها يُخلَقُ ..
وفي عُيوني ويحَها تُحَدٌِقُ
فَزالَ هَمِّي وأنجَلى صَدري ... وغادَرَ روحِيَ القَلَقُ
فأكتَشَفتُ أمرَها… وبانَ ليَ لي
قَد أحَبَّتني بِسِرِِّها حَتٌَى الجُنون …
تُتابِعُ كُلٌَ أخباري ... وقَلبها مُغرَمُُ مَفتون
فأدَّعَت بأنَّها ( عَرّافَة ) … يالَلسَخافَة
لكِنٌَني بَعدَ أن حادَثتَها وَفَهِمتُ قَصدَها
قُلتُ : ما أجمَلَ صَبرَها
يا وَيحَها … كَيفَ تُخفي أمرَها ?
لَو أنَّها كانَت تَبوح ... بِعِشقِها
ما كانَتِ الهُمومُ تُثقِلُ كاهِلي
سَألتها : يا أنتِ ... كَيفَ أستَطَعتِ أن تَدخُلي مُهجَتي ?
قالَت : فَقَط بِنَظرَةٍ من العُيون
تَسبيلَةٍ في الجُفون
فالحُبُّ يَسري في ااوَريدِ نَقيٌَا
قُلتُ في سِرٌِي : يا لَهُ حُبٌَها ... قَد كانَ عُذريٌا
والآنَ قَد أطبَقَ قيدَهُ في مِعصَمي ومُهجَتي أبَديٌا
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ….. سورية

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

559,405