دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

( غادة تَحتَ مِعطَفي )
في الرَوضِ كانَت للوُرودِ تُقَلِّمُ
والسَماءُ شَيئاً فَشَيئاً تُغَيِّمُ
سُحُبٌ بَيضاءُ لا تَتَزاحَمُ
ما كادَ قَطرُها يُعلَمُ
بَعضُ الرَزاز يَذروهُ النَسيمُ المُفعَمُ
بشَذى الوُرودِ يا للأريجِ يُخَيِّمُ
قُلتُ في نَفسي ; بِحجَّةِ القُطَيراتِ
سَوفَ أدنو أُسَلِّمُ
دَنَوتُ مِنها أتَقَدَّمُ
رَدَّت سَلامي وثَغرها باسِمُ
قُلتُ : أدخلي تَحتهُ مِعطَفي
حَتَّى أقيكِ ذلكَ الوابِلُ النازِلُ
نَظَرَت للسَماءِ تستَعلِمُ
وهيَ بالقَطَراتِ لا تكادُ تَعلَمُ
من أيٌِ وابِلٍ يُحَذٌِرُ ؟
قُلتُ: ضاعَت خطَّتي… هَل أستَسلِمُ ?
لكِنَّها دَخَلَت تَحتهُ مِعطَفي… تَتَلَملَمُ
كأنٌَما قَد راقَها ما أرسمُ ... تَجاهَلَت ما تَعلَمُ
أنفاسَها على صَدري كأنَّها أسهُمُ
ضَمَمتِها كما الفارِسِ المُلهَمُ
أحمي حِماها من قُطيراتٍ… تَكادُ تَنعَدِمُ
تَغَلغَلَ الأريجُ في مِعطَفي
ضَمَمتُها ... تَشَنَّجَ مِنِّي المِعصَمُ
قُلتُ : أينَ بَيتُكِ أيا غادَةً ?
دَلَّت عَلَيهِ بإصبعٍ و الإبهِمُ
قَد حارَ فيها التَكَلُّمُ
قُلتُ : ذاكَ المُحاطَ بالوُرودِ تَرتَسِمُ
هَزَّت بِرأسِها… أي نَعَم
وهيَ شارِدَةٌ لا تُكَلِّمُ
ما يَحدُثُ تَحتَ مِعطَفي المُلَغَّمُ
بِهِ اللهُ … أعلَمُ
قَلبي يَدِقُّ وأحرُفي تَتَلَعثَمُ
ُ
وَدَّعَتني بِنَظرَةٍ
مِن وَحيِها الإعجاب يُفهَم
ُ
مَرَّتِ الأيَّامُ وَقَلبي مضطَرِمُ
كُلَّما إرتَدَيتُ مِعطَفي
أسرَحُ فيها وأحلُمُ
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. … .. سورية

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

561,715