دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

( ضوء في نهاية النفق )
الطلاق التعسفي ... والظلم الواقع على المرأة
لا بد من إحداث إصلاحاتٍ عميقة في قوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية والإسلامية ... ولأن القاعدة الفقهية تقول (( بتغير الأحكام بتغير الأزمان )) 
ولما كانت مقاصد الشريعة الغراء إنما تهدف لضبط إيقاع حركة المجتمع وصولاً للغايات النبيلة التي تتوخاها من إستقرار الحياة الأسرية بالشكل الخاص وبالتالي المجتمع بشك أعم ... الأمر الذي يوجب على فقهاء الأمة ومفكريها إيجاد الحلول للنصوص الجامدة والتوسع في تفسيرها بمرونة تنجدها من الإنكسار أو التعسف التي تعاني منه في أيامنا هذه ... ولا سيما بعد الطفرة الكبيرة التي دخلت إلى مجتمعاتنا في الوقت المعاصر ...
إن التطبيق الحرفي للنصوص والقواعد الشرعية تُخرِجُها عن الغايات التي توخاها المشرع ...
البحث في قوانين الأحوال الشخصية سارية المفعول في بلادنا هو من الأبحاث الاسعة ... والعميقة الأثر على مجتمعاتنا ... والتي يمكن أن نتناولها من بعض جوانبها بشكل متتالي على مدى عدة حلقات ...
ونتناول اليوم ما يسمى ( بالطلاق التعسفي )
تصوروا إمرأة تفانت في خدمة زوجها وأولادها وبيتها .... وبعد أن تكون ظروف الحياة وتربية الأطفال قد أرهقت كاهلها ... يعمد الزوج إلى طلاقها تعسفيًٌ ... والقانون يفسح له المجال لولوج هذا الطريق .... فيدفع لها دريهمات معدودة ويلقي بها إلى الشارع ... وهي خالية الوفاض ... لا تلوي على شيء ... وقد ذهبت زهوتها بخدمته وخدمة أولادها وبيتها ... وهي مطمئنٌَة إلي إستقرارها في منزل الزوجيٌَ المفروض أنه أبدي وهو حصنها الحصين التي مهما عصفت نوائب الدهر لا يتصدع ... فيداهمها الخطر من مأمنها فترى نفسها وقد ألقي بها الى المجهول ... وقد يكون أهلها الأب والأم قد توفيا أو بلغا من الكِبَرِ عتيٌَا ...
فأين تذهب ... ومن ييؤويها وينفق عليها ؟؟؟ !!!
لا سيما وأن دوافع الزوج - لطلاقها تعسفيٌاً - يمكن أن تكون دوافع نرجسية في أعماق نفسه ... كأن يكون دخل في نزوة من النزوات ... أو ما يسمى ( بجهلة الخمسين أو الستين ) ويريد الزواج بصبية تصغره بثلاثين أو أربعين عاماً وتشترط عليه تطليق زوجته على وجه السرعة إذا أرادها أن تكون راضية به وموافقة على الزواج منه ... 
فيصبح الزوج وحشاً بشريٌِاً ... والمبررات كثيرة ... فإن لم يجدها ... يختىعها زوراً وبهتاناً ... وبون خجل ...
فهل من الجائز شرعاً ومن المقبول ديناً ... أن يستمر سيف
( الطلاق التعسفي ) مسلطاً على رقاب أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ... ؟ أم يجب أن تُشَل اليد التي تُشهِرُه ؟
الموضوع ... بعهدة ضمائِركم ... وآرائكم .
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 519 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

560,438